التاريخ يعيد نفسه هكذا عرقلت السعودية ومصر عقد قمم لأجل غزة

القمة العربية

تثير مواقف المملكة العربية السعودية ممّا يجري على الأرض الفلسطينية، لا سيما في الأوقات الحرجة التي يرتكب فيها الاحتلال الإسرائيلي جرائمه في قتل الفلسطينيين، انتقاد المؤيدين للقضية الفلسطينية من عموم العرب، لا سيما فيما يتعلق بعرقلتها عقد قمم عربية طارئة.

فبعد 9 سنوات يعيد التاريخ نفسه بالكشف عن كيف أجهضت الرياض عقد قمتين عربيتين لنجدة الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال والقتل، أُخراهما رفضها عقد قمة دعت لها السلطة الفلسطينية بعد استشهاد 19 مواطناً وإصابة نحو 1500 آخرين، خلال مسيرة سلمية على حدود القطاع في “يوم الأرض”، وهي الخطوة ذاتها التي اتخذتها إلى جانب مصر في العام 2009 خلال حرب غزة.

وفي تصريحات أكد قيادي فلسطيني، مفضلا عدم كشف اسمه، أن اتصالات على مستوى رسمي وعال جرت مع العديد من الدول العربية والإسلامية، للتشاور في عقد قمة عربية طارئة بسبب الأحداث الساخنة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، وأعداد الشهداء والإصابات المرتفعة برصاص قوات الاحتلال.

وبحسب عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن قيادة السلطة قد وجهت خلال الساعات الماضية دعوة للدول العربية، وخاصة السعودية التي تترأس أعمال الدورة الـ29 للقمة العربية، لعقد قمة تناقش ما يجري بالأراضي الفلسطينية واتخاذ الرد الحازم والمناسب.

وكشف أن بعض المسؤولين السعوديين أكدوا أن هناك قمة عربية مقبلة ستعقد، بعد أسابيع قليلة، برئاسة السعودية في مدينة “الدمام” بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، ولا حاجة لعقد قمة طارئة بسبب أحداث فلسطين الجارية.

-ماذا جرى حينها

الموقف ذاته يعاد تطبيقه اليوم حيث قادت مصر والسعودية في العام 2009 حملة لمواجهة جهود قطر التي دعت حينها لعقد قمة عربية طارئة لبحث الأوضاع في غزة.

وكانت الحجة حينها عدم مشروعية انعقادها في ظل عدم اكتمال النصاب القانوني لها، وبسبب أنها سوف تؤثر على قمة الكويت الاقتصادية، والتي عقدت في وقت لاحق من ذلك العام وتطرقت أيضاً إلى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وسبق أن اعترف أحمد أبو الغيط، الذي كان وزير خارجية مصر حينها واليوم هو الأمين العام للجامعة العربية، أن القاهرة كانت وراء إفشال القمة العربية التي استضافتها الدوحة في عام 2009 وقاطعتها مصر والسعودية، لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقد القمة، والذي تقصدت مصر عدم إكماله بحجة أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لم يكن موافقاً عليها.

كما أكد في مقابلة مع التلفزيون المصري بث في ذلك العام أيضاً أن الخطوة جاءت لمنع قطر من احتضان القمة، معتبراً أن الدوحة تعلب دورا إقليميا أكبر من حجمها”، وأشار إلى أنها “استغلت الدور الإيجابي الذي نجحت فيه لرأب الصدع بين الأطراف اللبنانية في استمرار سياستها الإقليمية، والتحرك بأريحية في المحيط العربي سواء في السودان أو القضية الفلسطينية، ومزاحمة القاهرة والرياض في دورهما الإقليمي عن طريق الدعم المالي للأطراف النزاع”.

-تحول وتقارب

وتعيش السياسة السعودية هذه الأيام تحولاً تجاه القضية الفلسطينية، في ظل تصريحات من جانب قمة هرم السلطة تعكس نيات تقاربٍ وتطبيع مع إسرائيل.

وكان في 9 مارس الماضي، بالكشف عن تفاصيل لقاءات سرية، هي الأولى من نوعها، جرت بين السعودية وإسرائيل في العاصمة المصرية القاهرة، مطلع مارس، وأثارت ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية وإسرائيلية كبيرة.

كما أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يقوم بجولة داخل الولايات المتحدة، تصريحات مثيرة لمجلة ذا أتلانتيك الأمريكية نشرت مساء الاثنين 2 أبريل، عن الوضع في الشرق الأوسط، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل.

وعند سؤاله عمّا إذا كان يرى أن الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية، أو في جزء من موطن أجداده على الأقل”، قال بن سلمان: “كل شعب بأي مكان له الحق في العيش بسلام”.

وأضاف أن لـ”الفلسطينيين والإسرائيليين الحق بامتلاك دولتهم الخاصة، لكن في الوقت نفسه يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام؛ لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية”.

ولفت بن سلمان النظر إلى أن هناك الكثير من المصالح التي تتقاسمها بلاده مع إسرائيل، خاصة أنها “دولة” ذات اقتصاد كبير مقارنة بحجمها، موضحاً أنه “إذا كان هناك سلام بيننا فسيكون هناك الكثير من المصالح المتبادلة بين إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن”، على حد تعبيره.

في المقابل، وضع بن سلمان حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في صف الجهات المهدِّدة لبلاده والمنطقة، حين قال: “لا يمكننا المخاطرة بالأمن القومي السعودي، نعيش في منطقة فيها داعش والقاعدة وحزب الله وحماس وإيران”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن