بعد انسداد طريق “صفقة القرن”.. أمريكا تستبدلها بمشروع إنساني لغزة

بعد انسداد طريق

قالت صحيفة “القدس” المحلية: “إن إدارة الرئيس ترامب تشعر بإحباط كبير تجاه احتمالات إطلاق مبادرتها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق الخطة التي أسمتها “صفقة القرن”، وأنها “باتت شبه مقتنعة بأن خطة الرئيس ترامب المتعثرة وصلت إلى طريق مسدود، وأصبح من الصعوبة بمكان، إن لم يكن مستحيلاً- إطلاقها في الوقت الراهن”.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصدر مطلع، طلب عدم ذكره، “لذلك يقوم مستشاروه (الرئيس ترامب)، صهره جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات، (مستشاره للمفاوضات الدولية) بالعمل على صياغة صفقة أكثر تواضعاً من صفقة القرن، لمعالجة الأوضاع الإنسانية المأساوية في (قطاع) غزة ولكنها مهمة وحساسة، حيث يتفق الجميع، بمن فيهم إسرائيل على أن غزة على وشك الانهيار بعد سنوات طويلة من الحروب والصراع والإدارة السيئة والتشاحن الفلسطيني- الفلسطيني، وأن تداعيات انفجار هذه الأزمة الإنسانية المخيفة، ستطال حلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل وربما مصر، وتزيد من التعقيدات المتفاقمة حالياً”.

ولكن المصدر يقر بأن “الأفكار بشأن الكيفية التي يمكن للإدارة تخفيف أزمة غزة دون مكافأة حماس التي تحكم القطاع، وهي منظمة إرهابية بالنسبة للولايات المتحدة وتعتدي على إسرائيل وتتحالف مع إيران، أو السلطة الفلسطينية بقيادة عباس الذي أظهر تصلباً غير متوقع أمام إدارة ترامب ومشاريعها، رغم استقباله في البيت الأبيض العام الماضي، ورغم وقف المساعدات الأميركية المالية للسلطة، هذه الأفكار غير مطورة بعد، ولا تعدو كونها أفكاراً متناثرة، يأمل الفريق أن يتمكن من صقلها كخطة وبرامج ملموسة بالتعاون مع إسرائيل ومصر والدول العربية الغنية التي ستتحمل تكاليف أي من هذه المشاريع”.

يشار إلى أن إدارة الرئيس ترامب جمدت كل المساعدات المالية الأميركية المقدمة للسلطة الفلسطينية باستثناء تلك المخصصة لأجهزة الأمن الفلسطينية في نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، فيما امتنعت عن الإفراج على الأموال التي جمدتها في بداية العام الحالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، (حيث قدمت 60 مليوناً من أصل 160 مليوناً مخصصة للنصف الأول من عام 2018 تحت ذريعة، أن الوكالة تحتاج إلى إصلاح الذات.

ورفضت السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية إظهار أي مرونة أو استعداد لمناقشة خطة (صفقة القرن) أو حتى لقاء مسؤولين أميركيين بعد أن اعترف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017 وقام بنقل السفارة إليها فعلياً يوم 14 أيار/ مايو الماضي، رغم أن السلطة الفلسطينية أظهرت مرونة بالغة في مفاوضاتها الطويلة مع إسرائيل، تحت الرعاية الأميركية منذ اتفاقات أوسلو عام 1993، مما دفع المسؤولين الأميركيين إلى التفكير في خيارات بديلة مثل توفير مساعدات تنموية إلى غزة “تبرهن من خلالها أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة تجاه الشعب الفلسطيني، الأمر الذي قد يزيد الضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية عباس، الذي يرفض المبادرات للانخراط في عملية السلام، وربما تتمكن من تجاوزه في مبادرات مستقبلية”.

إلا أن الفوضى على يبدو تعتري آلية تقديم المساعدات لغزة بشكل مباشر، حيث نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الأحد تقريراً قالت فيه: إن مسؤولاً كبيراً في إدارة الرئيس ترامب، أخبرها أنه “بالتأكيد لدينا تركيز على غزة الآن لأن الوضع هو على ما هو عليه، ونحن نريد أن نساعد، لكن الأمر ليس كما لو أننا نعتقد أننا بحاجة إلى إصلاح غزة أولاً ، قبل أن نرسل خطة السلام”.

يشار إلى أن مبعوث ترامب جيسون غرينبلات قام بلقاء كل من مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في عهد كلينتون وآخر مفاوض أميركي للسلام (2013-2014) ونيثان ساكس (الإسرائيلي الخبير بالشؤون الفلسطينية في معهد بروكنغز) في البيت الأبيض “من أجل تبادل الأفكار حول الأوضاع في غزة وسبل معالجتها” بحسب تغريدة على حسابه (غرينبلات) على (تويتر) يوم 27 حزيران/ يونيو الماضي، كما التقى بعد ذلك بأيام مع المفاوض الأميركي السابق (عهد كلينتون) آرون ميلر، بعد ذلك بيومين، فرضيا لبحث الموضوع ذاته.

كما يعتمد غرينبلات كثيراً على نصائح المفاوض الأميركي السابق دينس روس وزميله في “معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى” ديفيد مكوفسكي وهما والمعهد مقربون من إسرائيل.

وتتمثل إحدى الاحتمالات في مشاريع لتحسين خدمات الكهرباء والمياه في غزة على المدى القصير، وكان من المرجح ان يتم تمويلها من دول الخليج الغنية ومانحين اخرين بالتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.

وتنسب صحيفة “واشنطن بوست” لمسؤولين إسرائيليين قولهم، إنهم يرحبون بنهج “غزة أولاً كوسيلة لممارسة الضغط على حماس، وانتظار تلاشي أثر القيادة الفلسطينية المتنافسة مع حماس في الضفة الغربية”، التي تشارك إسرائيل ومصر بفرض حصار على غزة بحسب الصحيفة.

ويضيف المسؤول الإسرائيلي لـ “واشنطن بوست” أن “إسرائيل تؤيد دعم الناس “إنسانياً” في غزة كمرحلة أولى، لأن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للنظر في (الاقتراح الأكبر- صفقة القرن)، لذا فقد بدؤوا في تركيز المزيد من الاهتمام على الوضع الإنساني في غزة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن