كيف تحول شاب من محارب للأترامال بغزة إلى متعاطيه؟

مخدرات

جسمه الهزيل، وعيناه الشاحبتان اللتان تجمعت حولهما هالات سوداء، ووزنه الضعيف، ورائحة الدخان الذي نفث سمه في غرفته بشكل مخيف، كل ذلك كان من أهم ملامح أحمد الذي وقع في وحل إدمان الترامال.

أحمد من غزة ،يروي تفاصيل حكاية دخوله إلى عالم الإدمان المظلم، “كنت أعمل متطوعاً في عدد من المؤسسات والجمعيات في مجال التثقيف المجتمعي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عواقب تناول حبوب (الترامال) على صحة الشباب، وتأثيرها الكارثي على المال والمجتمع”.

ويتابع “تخرجت من قسم العلوم السياسية …”، أغمض عينيه متألماً وصمت بضع دقائق ليواصل حديثه: “بعد تخرجي بمدة قصيرة مررتُ بمشاكل أسرية واجتماعية سيئة للغاية لاسيما بعد وفاة والدتي، وعدم حصولي على فرصة عمل مناسبة”.

ويضيف “من المفارقات المؤلمة أني وقعت في الحفرة التي حذرت الجميع من الوقوع فيها، فقد لجأت إلى الترامال، سعياً للهروب من الجو النفسي الذي كنت أعيشه في حينه، وكنت أظن بقدرتي على التحكم في تناوله وأنني مختلف، ولكن … يتنهد أحمد طويلاً … ولكني واصلت تناول الاترامال، ولم أستطع التخلي عنه، إلى أن أصبح تأثيره واضحاً على شكلي وجسدي وذاكرتي، فأصبح النسيان يراودني دائماً”.

العواقب كانت وخيمة على أحمد وأسرته، “لم يعد يحتمل أهل بيته، وكانت “العصبية” تسيطر عليه لأتفه الأسباب ….” هكذا يتحدث رائد الشقيق الأصغر لأحمد.

انهارت حياته، … يواصل أحمد الحديث …، تغيرت وانقلبت رأساً على عقب للأسوأ، فأصبح لا يبالي بحاجته للطعام والشراب، إذ ينام في النهار، ويسهر في الليل، وهكذا انقطع عن مواصلة أن نشاط اجتماعي وأسري إلى أن تدهورت صحته، وبدأ يزيد من جرعة الترامال شيئاً فشيئاً، وفي ذات يوم تناول حبة الترامال صباحاً ومعدته فارغة من الطعام، وعندئذٍ شعر بدوار شديد ووقع مغشياً عليه، ليسقط جثة هامدة، فنقل سريعاً إلى المستشفى.

أحمد بدأ رحلة علاج شاقة من الإدمان في أحد مراكز التأهيل شمال قطاع غزة، لم يتوقف قطار الزمن لديه وحسب بسبب الترامال، ولكن تراجع به إلى الوراء ليدوس على كل أحلامه، وليندم أشد الندم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن