محللون: مساعي أميركا لتفكيك “أونروا” تهدف تحويل الصراع الى قضية انسانية

محللون: مساعي أميركا لتفكيك

قال محللون سياسيون ان الازمة التي تعيشها وكالة غوث وتشغيل الاجئين الفلسطينيين “أونروا” جراء تجميد الولايات المتحدة الأمريكية مساهمتها المالية، تأتي في إطار خطة واشنطن لتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية وتحرر وطني، الى مسألة انسانية وتقديم ومساعدات انسانية واقتصادية.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت تجميد دعمها لوكالة الغوث “اونروا” حتى تقوم باجراء اصلاحات في نظامها، لكن المراقبين يرون ان هذه الخطوة “سياسية بامتياز” وتأتي ضمن صفقة القرن، وفي اطار الضغوط الامريكية التي تمارسها واشنطن على الفلسطينيين للقبول بمشروع التسوية المعروف بصفقة القرن.

وقال رئيس اتحاد العاملين في “اونروا”، امير مسحال، ان موظفي الوكالة مهددون بانهاء خدماتهم بسبب سياسة التقليص التي تنتهجها الوكالة، وان مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، ماتياس شمالي، قد ابلغهم باجراءات قد تطال جميع العاملين بالوكالة وتهدد بوقف الخدمات المقدمة لكافة اللاجئين بسبب عجز مالي تواجهه الوكالة.

واشار الى ان من ضمن الإجراءات الجديدة المرتقب الشروع بها “عدم بدء العام الدراسي، وبالتالي وقف رواتب 22 ألف موظف في كافة المناطق، ووقف كامل للكابونات المقدمة في الدورة الرابعة، واحتمال تحويلها إلى قسائم شرائية”.

وبين ان مدير الوكالة في قطاع غزة أُبلغ من قبل المفوض العام بان عجز الموازنة بلغ 217 مليون دولار، أي ما يقارب 25% من موازنة الوكالة نتيجة الاموال التي جمدتها الولايات المتحدة الامريكية، موضحا انه خلال الشهر الجاري فان 956 موظفا على ميزانية الطوارئ ستطالهم هذه الاجراءات بالفصل عن العمل وتحويل بعضهم الى عمل جزئي أو تمديد مؤقت للبعض للعمل حتى نهاية عام 2018، وكذلك تحويل فئة قليلة منهم إلى برامج أخرى.

وقال المسحال “جهود الوكالة من خلال عقد مؤتمرات دولية والقيام بحملات دعم لم تفلح بتأمين العجز المالي الذي تواجهه الوكالة”، مشيرا الى ان “ما يجري مخطط سياسي مرتبط بتصفية عمل الوكالة، وبالتالي تهديد عيش 5 ملايين لاجئ فلسطيني، ونصف مليون طالب يدرسون في مدارس الوكالة”.

واعتصم اليوم في قطاع غزة موظفو وكالة الغوث “اونروا” احتجاجا على سياسة التقليص والفصل التي تنتهجها الوكالة.

ودعا المعتصمون الوكالة الى الالتزام بمسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وعدم المساس بموظفيها.

وقال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، ماتياس شمالي، إن بعض خدمات الوكالة ستكون معرّضة للخطر خلال العام الجاري، في ظل استمرار الأزمة المالية التي تعصف بها. ولم يوضح “شمالي” في مقابلة اجرتها معه وكالة “الأناضول”، طبيعة تلك الخدمات المهددة بخطر التقليص أو الانتهاء، مبينا أنه سيتم تحديدها وفق ميزانية “أونروا”.

من جهته، قال المحلل السياسي، طلال عوكل، ان “إجراءات تفكيك أونروا قد بدأت منذ قرار تقليص الولايات المتحدة الامريكية مساهماتها المالية، وعقب تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، بان عمل الوكالة لن يبقى الى الابد”.

واضاف عوكل “الاجراءات بدأت تؤثر على عمل الوكالة الى حد ان تصبح غير قادرة على القيام بالحد الادنى من عملها في المناطق الخمس التي تعمل فيها”، لافتا الى ان “غزة سيكون المتضرر الاكبر، وسيفاقم هذا من وضعها المتدهور.

وقال عوك “السياسة الامريكية ستستمر حتى تجفيف أونروا وتصبح بلا معنى”.

من جهته، قال المحلل السياسي، الدكتور ايمن يوسف، ان العجز الذي تواجه “أونروا” نتيجة تقليص الولايات المتحدة الامريكية دعمها، “يأتي في اطار الضغوط التي تمارسها الادارة الامريكية على الفلسطينيين، حيث تحاول استخدام كل الوسائل الممكنة للتاثير على مجرى القضية الفلسطينية واجبار الفلسطينيين على تبني رؤيا استراتجية تتوافق مع صفقة القرن”.

واضاف “الهدف الرئيسي من هذه الضغوط هو ان يقوم اللاجئ بممارسة ضغوط اضافية على السلطة الفلسطينية للقبول والرضوخ للمطالب الامريكية”.

واشار الى ان “الولايات المتحدة الاميركية تسعى من خلال اجراءاتها وخطواتها هذه الى تحويل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، من صراع سياسي وطني، الى اقتصادي وانساني، وافراغه من المحتوى الوطني، عبر اظهار الفلسطينيين امام العالم انهم بحاجة الى مساعدات انسانية ودعم مالي”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن