ناشينال إنترست: أمريكا لا تقدم شيئاً لمساعدة الشعب الإيراني

المظاهرات الإيرانية

اعتبرت مجلة “ناشينال إنترست” الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سبق له أن تحدث عن خطة لمواجهة النظام الإيراني، لم يقدم شيئاً لمساعدة الشعب الإيراني المضطهد، الذي خرج بمظاهرات كبيرة من أجل رفض سياسات نظامه.

ترامب، الذي كان يتفاعل كثيراً مع التظاهرات في إيران من خلال تغريداته، كان يُفترض به أن ينتهج سياسة خارجية تجاه إيران، وألا يكتفي بقول إن أمريكا تراقب.

وتقول المجلة إن ترامب مخطئ حين يعتقد أن هذه الاحتجاجات جاءت بوحي أمريكي، فهي احتجاجات جاءت كنتيجة لسنوات من سوء الحكم والفساد والاختلافات السياسية الداخلية، في وقت كان ترامب منشغلاً بالحديث عن الاتفاق النووي السيئ مع إيران، وحظر سفر مواطني بعض الدول، ومن ضمنها إيران، إلى أمريكا، ولم يفعل شيئاً لتقوية المتظاهرين وتقديم المساعدة لهم.

هذا التصوّر هو ما ذهب إليه نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، عندما قال إن رفض الإدارة العمل مع المعارضة الإيرانية شجّع الحكام المستبدين على قمع الإيرانيين.

تتابع المجلة: “إن الشيء الوحيد الذي يقف بين إيران ونظام سلمي بديل من نظامها الحالي هو عدم وجود قيادة أمريكية تدعم ذلك، فترامب لا يزال يحاول أن يغتنم الاحتجاجات الحالية من أجل تمزيق الاتفاق النووي”.

يتفق الخبراء الأمريكيون على أن الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة ليس لها علاقة بمنهج وسياسة النظام الإيراني تجاه الولايات المتحدة، فهي احتجاجات تستمدّ قوّتها من احتجاجات سابقة اندلعت عام 2009، إلا أنها تختلف عنها اليوم لكونها حركة احتجاجات الشباب الأصغر سناً وطبقة العمال.

وترى المجلة الأمريكية أن المتظاهرين الذين خرجوا في عدة مدن إيرانية لا يدعون إلى تغيير سياسة بلادهم تجاه الولايات المتحدة، وهي ليست مظاهرات لطبقة مؤيدة لأمريكا، المتظاهرون اليوم يطالبون بالتصدي لسياسات النظام السياسية والاقتصادية.

الأمر الآخر، تقول “ناشينال إنترست”، إنه من النادر أن يكون الدعم الأمريكي أمراً إيجابياً، فالنظام الإيراني يستغلّ أي دعم أمريكي لهذه التظاهرات لإظهارها على أنها غير شرعية، ما يؤدي إلى إضعافها.

الإدارة الأمريكية المتشددة تجاه إيران كانت لها نتائج عكسية؛ ففي يونيو الماضي، أشارت تقارير أمريكية إلى أن وكالة المخابرات الأمريكية، برئاسة مايك بومبيو، أنشأت إدارة خاصة من أجل زيادة الضغط الشعبي على إيران، بالإضافة إلى التهديد المتواصل بإلغاء الاتفاق النووي، ما شكّل ضغطاً على النظام الإيراني، وتباطؤ الاستثمار، رغم رفع العقوبات بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015.

أحد أبرز أسباب الاحتجاجات الإيرانية اليوم -كما تقول المجلة- هو أن الشعب لم يشعر بفوائد رفع العقوبات وتوقيع الاتفاق النووي، كما وعد الرئيس حسن روحاني، فتهديدات ترامب المتواصلة أدّت إلى إحجام الشركات الأوروبية والأمريكية عن دخول السوق الإيرانية.

وتختتم المجلة كلامها بالقول، إن الخشية من الدعم الأمريكي للشعب الإيراني ومظاهراته لا تعني أنه يجب عدم دعمه، ولكن إدارة ترامب عليها أن تجد سبيلاً آخر لهذا الدعم، ويبقى القول بأن التغيير في إيران يجب أن يأتي من الداخل وليس من الولايات المتحدة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن