“نيويورك تايمز” تندد بتعامل إسرائيل العنيف مع الاحتجاجات السلمية

مسيرة العودة

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” افتتاحية أمس الخميس، تحت عنوان “رد إسرائيل العنيف على الاحتجاجات السلمية”، استهلتها بالإشارة إلى مقتل المصور الصحافي الفلسطيني، ياسر مرتجى، يوم الجمعة الماضي على أيدي قناص من الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيته للاحتجاجات التي شارك فيها خلال الأسبوعين الماضيين عشرات الآلاف من الفلسطينيين على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، مطالبين بالعودة إلى أراضيهم التي هجرت عائلاتهم منها في حرب عام 1948 التي صاحبت تأسيس إسرائيل.

وقالت الصحيفة ان “بعض المتظاهرين الأصغر سناً ذهبوا في بعض الأحيان إلى المنطقة المحظور دخولها من الحدود، وأحرقوا اطارات السيارات وألقوا الحجارة على السياج الفاصل، كما زعمت إسرائيل وان بعض سكان غزة حاولوا إلقاء متفجرات بدائية وإطلاق نار واختراق السياج، الا ان الاحتجاجات ظلت سلمية بشكل عام، وامتنع معظم المتظاهرين عن الاقتراب من السياج المحصن بشدة واعتصموا داخل بعض الخيم، ولذلك ، فانه لم يكن هناك مبرر واضح لاستخدام إسرائيل للذخيرة الحية، علما أن الحكومة (الإسرائيلية) تدعي أن الاحتجاجات هي غطاء لأجندة أكثر عنفاً لحركة حماس التي تدير قطاع غزة، والتي تتضمن تشجيع سكان غزة على اختراق السياج والدخول إلى إسرائيل”.

وفيما تؤكد الصحيفة أنه “يحق لإسرائيل الدفاع عن حدودها، ولكن في مواجهة المدنيين العزل، يمكنها أن تفعل ذلك من خلال اتباع التكتيكات غير القاتلة التي يشيع استخدامها بين مختلف القوات الأمنية، مثل استخدام مدافع المياه، غير أنه منذ بدء الاحتجاجات، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 29 فلسطينياً وأصابت أكثر من ألف آخرين”.

وقالت الصحيفة “في اليوم الذي قُتل فيه مرتجى، قُتل ثمانية فلسطينيين آخرين، بينما أُصيب خمسة صحافيين آخرين ضمن آلاف المصابين في حين لم يقع أي ضحايا إسرائيليين” فاضحة استخدام إسرائيل للقوة المفرطة بالقول “حقيقة أن مرتجى والصحافيين المصابين كانوا يرتدون سترات واقية تحمل كلمة /صحافة/ تثير الشكوك بأن إسرائيل استهدفت الصحفيين عمداً، بحسب قول منظمة مراسلون بلا حدود، ورشدي السراج، وهو أحد أصدقاء مرتجى”.

وتشير الصحيفة إلى مقابلة أجراها السراج مع صحيفة “ذا نيويوركر”، أشار فيها (السراج) إلى أن الجيش الإسرائيلي تباهى في وقت سابق بأن جنوده كانوا على درجة عالية من الدقة والكفاءة تجعلهم “يعرفون أين يضعون كل رصاصة وأين تذهب كل رصاصة يطلقونها”.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، بحسب نيويورك تايمز “انها راجعت مقاطع الفيديو الخاصة بالاحتجاجات، التي تبين إطلاق النار على أحد المتظاهرين في ساقه أثناء أدائه للصلاة وإطلاق النار على شخص آخر كان يلقي بعض الحجارة، وخلصت إلى أن الضحايا لم يشكلوا أي تهديد على الجنود الإسرائيليين”.

واضافت “في غضون ذلك، حثت منظمة بيتسلم الحقوقية الإسرائيلية، الجنود الإسرائيليين على عدم إطاعة أوامر فتح النار على المتظاهرين لأن استخدام الذخيرة الحية على أشخاص غير مسلحين هو أمر غير قانوني”.

وقالت الصحيفة “هناك حاجة لإجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل، ولكن في يوم 31 آذار ، عرقلت الولايات المتحدة بياناً مقترحاً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدين الاستجابة الإسرائيلية ويحث على إجراء تحقيق شفاف ويؤكد حق الفلسطينيين في التظاهر بشكل سلمي”.

واختتمت نيويورك تايمز افتتاحيتها بالقول “لا يجب أن تكون هذه الأفكار مثيرة للجدل، لكن المواطنين الفلسطينيين ليس لديهم الكثير من المدافعين، حيث تلتزم معظم بلدان العالم الصمت بشكل مقلق حول ما يحدث في غزة” مؤكدة انه “يحق للصحافيين أداء وظيفتهم، ويحق للمواطنين التظاهر بشكل سلمي دون القلق بشأن التعرض لإطلاق النار من قبل السلطات الأمنية. وهي أمور ينبغي للحكومة الإسرائيلية معرفتها أفضل من معظم الحكومات الأخرى نظراً للحرية التي تكفلها لصحافتها والحقوق التي تمنحها لمواطنيها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن