نيويورك تايمز: نظام الأسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي في دوما

واشنطن تتحدث عن رد دولي على مجزرة دوما.. وتنتقد موسكو

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها تمكنت من جمع أدلة وشهادات تؤكد أن القوات التابعة للنظام السوري هي من تقف وراء الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة دوما التابعة للغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأوضحت الصحيفة في تحقيق موسع لها، أنه في الوقت الذي لا تزال فيه الجهة التي وقفت وراء الهجوم على دوما غير معروفة إلى الآن؛ فإنه يمكن القول من خلال ما تم جمعه من أدلة، إن النظام السوري هو من شنَّ الهجوم.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنها أجرت “مراجعة لأكثر من 20 مقطع فيديو، وفحصاً لسجلات الطيران التي جمعها مراقبون، ومقابلات مع عشرات السكان من العاملين في المجال الطبي وعمال الإنقاذ، وكلها أكدت أن الحملة العسكرية كانت من فعل النظام لكسر إرادة المسلحين في دوما”.

وكشفت أن “القوات الموالية للنظام استخدمت مُركباً كيماوياً أدى إلى خنق 43 شخصاً على الأقل، وترك العديد من الأشخاص يعانون ضيق التنفس”.

وأوضحت الصحيفة: “لم يتمكن محققون دوليون من زيارة الموقع الذي استُهدف بالكيماوي في دوما، ولكن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قالت إن الأعراض التي تم رصدها تؤكد أنها كانت بسبب غاز أعصاب من نوع ما”.

وتابعت: “وبغض النظر عن الذخائر المستخدمة، فإن الهجوم كان ناجحاً للنظام؛ فبعد ساعات، وفي حين كان عمال الإنقاذ يصفُّون الجثث في الشارع، وافقت المعارضة السورية على تسليم بلدة دوما ونقلهم بعائلاتهم إلى منطقة أخرى تسيطر عليها المعارضة”.

وتنقل الصحيفة عن محمد الحنش، (25 عاماً)، من أهالي دوما، في اتصال هاتفي معه عبر الهاتف، قوله: “في حين كنا ولمدة يومين وليلة، نتجمع مع العائلة بالطابق السفلي في البناية السكنية، كانت القوات التابعة للنظام تمطر دوما بالقنابل. وبعد هبوط الليل، سمعنا صوت مروحيات تلتها أصوات صفير الأجسام المتساقطة من السماء، وسرعان ما انبعثت رائحة غريبة أسفل الدرج. بدأ الناس يصرخون في الشوارع: كيماوي، كيماوي!!”.

ودوما بلدة متواضعة تقع شمال غربي العاصمة دمشق، وتسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ بداية الانتفاضة، وكانت آخر مدينة يسيطر عليها المعارضون في الغوطة الشرقية.

وتابعت “نيويورك تايمز”: “يوم الجمعة الماضي (6 أبريل 2018)، انهارت المفاوضات بين المعارضة المسلحة والحكومة، وبدأت الحكومة السورية (النظام) هجوماً جديداً على المدينة، حيث قصفت بشكل متواصل، بحسب سكان المدينة، الذين قالوا إن السقوف انهارت وانهارت الجدران؛ الأمر الذي دفع الأهالي للاحتماء تحت الأرض، ويخرجون أوقات غياب الطائرات؛ من أجل إحضار الماء للطهي والاستحمام، بحسب محمود بويداني (19 عاماً)، الذي أمضى معظم الأشهر في قبو مكون من غرفتين مع 10 أشخاص آخرين”.

ونقلت الصحيفة عن محمد الحنش، قوله: “كأنه يوم القيامة؛ الموت من حولك في كل مكان! كان مشهداً مروعاً؛ كبار السن من الرجال والنساء والأطفال يصرخون ويعانون ضيق التنفس”.

الضربة التي وقعت بعد ظهر يوم السبت أدت إلى وفاة 15 شخصاً كحصيلة أولية، وفقاً لما قاله محمود آدم (من الدفاع المدني السوري). ولكن في مساء اليوم ذاته، سُمعت مروحيات النظام وهي تحلِّق فوق سماء المدينة لتُلقي بعد ذلك وجبة جديدة من البراميل التي كانت تحمل غازات سامة.

يقول الحنش للصحيفة: “بعد أن ألقت الطائرات البراميل بدأنا نشم رائحة حلوة، لتبدأ معها صرخات من كانوا في القبو القريب منا، ثم وصلت إلينا، قبل أن يصل رجال الدفاع المدني، عندما وصلت الرائحة للقبو، حاول البعض الصعود للخارج ليتنفسوا الهواء النقي”.

وتشير الصحيفة إلى أن عدداً من السكان المحليين قالوا، إنه وقبل الهجوم، سُمعت أصوات اثنتين من طائرات الهليكوبتر التابعة للنظام وهما تحلِّقان في سماء المدينة، وإن تلك الطائرات التي كانت من نوع (MI-8k) انطلقت من قاعدة تقع على مقربة من مدينة دوما.

يقول أحد المسعفين إنهم لجؤوا إلى الماء لعلاج المصابين بالغازات، ولكن معظم الحالات الخطرة تُوفيت في المستشفى، متوقعاً وفاة أكثر من 35 شخصاً من جراء الغازات السامة، بحسب “نيويورك تايمز”.

وختمت الصحيفة تقول: “عندما خرج السكان من المخابئ، علموا أن المعارضين استسلموا، وأن الحكومة سوف تستعيد السيطرة على دوما للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وأنه سيتم نقل المعارضين وعشرات الآلاف من السكان إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن