واشنطن بوست: هل تتسبب سوريا بحرب أمريكية روسية؟

روسيا وأمريكا وسوريا

ارتفعت حدة الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له بلدة دوما بالغوطة الشرقية، ففي الوقت الذي اتهمت فيه أمريكا نظام بشار الأسد وحلفاءه من الروس بالمسؤولية عن هذا الهجوم متوعدةً بالرد، جاءت التصريحات الروسية رافضةً مثل هذه الاتهامات.

التغريدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، زادت من حدة مخاوف احتمالية نشوب حرب أمريكية-روسية في سوريا، بحسب صحيفة الواشنطن بوست، التي قالت إن تصريحات ترامب الهجومية ضد الأسد والروس واتهامهم المباشر بالتسبب في هذا الهجوم، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب بالوكالة، روسية-أمريكية، على الأرض السورية.

ترامب وفي أعنف هجوم على روسيا، قال بتغريدة له، إن على روسيا ألا تكون شريكة لـ”حيوان” يقتل شعبه ويستمتع به، في إشارة إلى رئيس النظام بشار الأسد.

وبعد عدة ساعات، ردَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام حشد من السفراء الأجانب، بقوله: إن “الوضع لا يمكن إلا أن يُثير القلق، العالم يزداد فوضوية، وعلى الرغم من ذلك نأمل أن يسود الحس السليم بالنهاية، وأن تصبح العلاقات الدولية أكثر إيجابية”.

الصحيفة الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن التخطيط للغارات الجوية كان منظماً وحذراً، إلا أنهم فوجئوا بتصريحات ترامب، التي لم تكن متوقعة.

وبحسب مسؤول أمريكي كبير تحدث للصحيفة، فإن وصف ترامب الأسلحة الأمريكية التي سوف تُستخدم في سوريا، بأنها “ذكية”، يمثل جزءاً من جلسة الإحاطة التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء، والتي تضمنت خيارات تشمل الصواريخ الموجهة.

في وقت سابق من هذ الأسبوع، قال ترامب إن إدارته تعمل على الرد على الهجوم الكيماوي، ومن ضمن ذلك الخيارات العسكرية، ويوم الاثنين قال إن قرار الضربة سيكون في غضون 24 إلى 48 ساعة، وهو الإطار الزمني الذي انتهى، ومعه تعقَّد وصول المفتشين الدوليين لمنطقة الهجوم.

تغريدات ترامب الهجومية أمس الأربعاء، جاءت بعد يوم واحد من تصريحات للسفير الروسي لدى لبنان، قال فيها إن روسيا ستواجه ضربة أمريكية على سوريا، بإطلاق الصواريخ على منصات إطلاق أمريكا.

غير أن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، ذكر أن روسيا لا تعتزم الرد بشكل مباشر على تصريحات ترامب، قائلاً: “نحن لا نشارك في حرب التصريحات الدبلوماسية، وما زلنا نعتقد أنه من المهم عدم اتخاذ خطوات تضر بالوضع الهش”.

تقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تعمل على بناء حالة ظرفية تستند بشكل كبير إلى مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، عن الهجوم الكيماوي الذي شنته القوات السورية على بلدة دوما، التي يسيطر عليها المعارضون للأسد.

مثل هذا الاستنتاج سيكون مسوِّغاً لردٍّ عسكري أمريكي تشارك فيه دول حليفة. في المقابل، فإن كلاً من نظام الأسد وروسيا سيعتبر أي تدخُّل عسكري بمثابة انتهاك للقانون الدولي.

في عام 2017، وعقب هجوم بالأسلحة الكيماوية شنه النظام السوري على بلدة خان شيخون، أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 50 صاروخاً من نوع “توماهوك”، واستهدفت الهجمات مطار الشعيرات، وكانت الصواريخ خارج نطاق قدرة الدفاعات السورية، ولكنها لم تكن خارج نطاق الدفاعات الروسية، التي لم تردّ عليها.

إن هجوم 2017 ربما يكون أفضل دليل على ما يمكن أن يفعله ترامب الآن، إلا أنه قد يختار خيارات أخرى هذه المرة، كما تقول “الواشنطن بوست”، ما قد يفتح المنطقة لسيناريوهات مختلفة، قد يكون بينها حرب أمريكية-روسية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن