واشنطن بوست: هل ترامب أكثر الرؤساء فسادا بتاريخ أمريكا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

كتب المعلق بول ولدمان مقالا في صحيفة واشنطن بوست، يتساءل فيه عن فساد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعما إذا كان أكثر الرؤساء فسادا في التاريخ الأمريكي.

ويقول ولدمان في مقاله، إنه من الباكر الإجابة عن هذا السؤال بعد؛ لأنه لم يقض إلا عاما واحدا في البيت الأبيض، لكنه يعمل جاهدا في هذا الاتجاه”.

ويشير الكاتب إلى أنه من الأمور الجنونية التي تظهر من الإدارة هي الاتهامات التي تقول إن رئيس الولايات المتحدة اشترى صمت نجمة إباحية بدفع 130 ألف دولار حول علاقة جنسية، ولم تحظ تلك الاتهامات بأي اهتمام إعلامي، وقد يكون القارئ فاتته قصص أخرى تقع في قلب سلوك ترامب وإدارته”.

ويلفت ولدمان إلى تقرير من منظمة (بابليك ستيزن)، التي قدمت تفاصيل عن قيام حكومات أجنبية وشركات كبرى واتحادات تجارية بالتأثير على مؤسساته العقارية منذ وصوله للرئاسة، وربما قلت: (حسنا لا يوجد ما يظهر أن هناك مقايضة حصلت هنا)، لكن الصحيح وما يعلمه الجميع أن ترامب هو رجل جشع بطريقة غير عادية ونذل، وإن كنت قادما لواشنطن لتنظيم مناسبة فعليك أن تحشو جيوب ترامب وأنت تنظمها، سواء كنت حكومة السعودية أو معهد النفط الأمريكي؛ كبادرة حسن نية قد تحصل على ثمارها لاحقا، ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن دبلوماسي آسيوي قوله: (لماذا لا أنزل في فندقه الذي لا يبعد عن البيت الأبيض حتى أقول له: (أحببت الإقامة في فندقك)، أليس من الوقاحة أن تأتي لهذه المدينة وتقول إنني أقيم عند منافسك؟)”.

ويذكر الكاتب أن تقريرا لـبازفيد عن مبيعات منظمة ترامب للشقق منذ الثمانينيات من القرن الماضي، يشير إلى أنها وصلت إلى 1300 بقيمة 1.5 مليار دولار، وكلها تمت نقدا، ومن خلال شركات وهمية، حيث قالت وزارة المالية في سلسلة من التصريحات عام 2016، إن “هاتين صفتان تؤشران على أن المشتري ربما كان يغسل الأموال”.

ويورد ولدمان أنه بحسب تحقيق أعدته صحيفة يوأس توداي، فإن شركات الرئيس ترامب باعت أكثر من 35 مليون دولار في مجال العقارات عام 2017، وتمت العقود كلها من خلال شركات وهمية سرية، حيث لم يتم الكشف عن هوية المشتري”.

وينوه الكاتب إلى أن موضوع الشركات الوهمية فتح عندما أصبح ترامب مرشحا جمهوريا للرئاسة، فقبل عامين من الترشيح تعلم 4% من المشترين التكتيك، وبعد عام ارتفعت النسبة إلى 70%”.

وينقل ولدمان عن إريك ترامب، قوله إن مؤسسته كيوريتيفتي يمكن أن تعقد حفلات لجمع الأموال مجانا، إلا أن موقع “ديلي بيست” أكد أن هذه المزاعم غير صحيحة، ففي عام 2016 قدمت “كيوريتفيتي” مبلغ 150 ألف دولار لعقارات ترامب، ما يعني أن أي شخص ذهب إلى حفلة خيرية في مباراة غولف فإن الأموال التي اقتطعت من الضريبة على ثمن التذكرة ذهبت لحساب ترامب البنكي، وليس للمناسبة الخيرية.

ويشير الكاتب إلى أن موقع ماكلاتشي كشف عن أن حكومات من أندونيسيا إلى بنما، عبرت فجأة عن رغبة في التعامل مع المشاريع التي يديرها ترامب، من خلال بناء الطرق، وإصلاح نظام الصرف الصحي، لزيادة سعر البناء، وهناك “دول أخرى منحت أراضي حكومية وصادقت على رخص، وخففت من التنظيمات المتعلقة بالبيئة للمشاريع التي تحمل ماركة ترامب، بشكل يخلق تضاربا في المصالح، حيث يحاول المسؤولون الأجانب إنشاء مشاريع ينظر إليها على أنها هدايا أو محاولات للوصول إلى الرئيس الأمريكي من إمبراطوريته التجارية الكبيرة”.

ويعلق وولدمان قائلا: هذا ما تم نشره في الصحف، وعند هذه النقطة يمكن أن نضم عددا من النشاطات التي يمكن أن تصنف تحت عنوان (الفساد)، مثل استخدام المكاتب الحكومية للمكاسب المالية، سواء من خلال الرشوة أو طرق أخرى، لكن الأمر لا يتوقف عند هذه النقطة، فهناك أفعال قد تكون فاسدة حتى لو كانت قانونية ونحن نتحدث عن الفساد بالمعنى الواسع، الذي لا يشمل ارتكاب أخطاء غير مالية، فالكثيرون يعدون ريتشارد نيكسون أكثر الرؤساء فسادا في التاريخ، إلا أن جريمته الخطيرة لا تتعلق بحشو جيوبه بالمال، بل التلاعب بالنظام الحكومي لخدمة أهدافه، وكان هذا دائما لحماية نفسه”.

ويجد الكاتب أن ما يميز ترامب عن أسلافه الرؤساء أنه لا يخفي عادة نواياه، فبعد حياة طويلة تلاعب فيها بالنظام الاقتصادي والقانوني والسياسي لزيادة ثروته، فإنه يقوم بالتفاخر بشكل علني حول قدرته على عمل هذا، ولا شك أنه سيواصل عمل هذا وهو رئيس، حيث رفض التخلي عن تجارته، ثم عقد مؤتمرا صحافيا وحمل معه كما من الملفات السوداء، التي قال إنه وقعها لنقل إدارة عمله لأبنائه، وكان مدير الإدارة في فندق ترامب في واشنطن كتب لأحد معارفه رسالة إلكترونية حصل عليها موقع (ديلي بيست)، وجاء فيها أنه (من المفترض أن دونالد جي ترامب لا علاقة له بالعمل، وأنه نقله إلى أبنائه، لكنه لا يزال مشاركا)”.

ويعلق ولدمان قائلا: يجب ألا يكون هذا مفاجئا لأي شخص، وعلينا ألا ننسى أن قانون الضريبة تم تصميمه لزيادة منافع ترامب نفسه، ولا نعلم ماذا سيحصل عليه من منافع؛ لأنه، وعلى خلاف الرؤساء الذين قبله، رفض تقديم السجل الضريبي”.

ويقول الكاتب: حتى لو لم يفعل، فإننا نعلم أن ترامب وعائلته يصنعون المال مثل العصابة، ونعلم أن من يعملون تحت إدارته سيتعاملون مع تصرفاته على أنها رخصة، وأن تضارب المصالح ليس أمرا مهما، ومن يلتزم بالأخلاق هو خاسر، وعليك أن تنهب ما تستطيع، حيث تحدث المؤرخ روبرت داليك في تشرين الثاني/ نوفمبر، قائلا: (على خلاف نيكسون خلق ترامب ثقافة في إدارته يشعر فيها الناس بالارتياح تجاه الفساد، وأظهر ترامب نفسه عدم اهتمام بالقيم الديمقراطية وحكم القانون، وهذا يرسل رسالة واضحة للناس الذين يعملون نحن إدارته”.

ويختم ولدمان مقاله بالقول: إننا سنسمع الكثير من القصص قبل نهاية رئاسة ترامب، وهي عمن اكتشف أنه لا يوجد قيمة للقانون، وأن فترتهم في الرئاسة هي فرصة عظيمة لإثراء أنفسهم، فقبل وصول ترامب للرئاسة كان من الصعب التفكير في استخدام أي رئيس من الحزبين الرئاسة كفرصة تجارية مستمرة، واليوم يعتقد معظم الناس أن لا حاجة للغضب لأن الكثير يحدث، ولو سيطر الجمهوريون في الخريف على أي من المجلسين فيجب أن يجعلوا من التحقيق في فساد ترامب وإدارته أولوية”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن