آثار غزة.. لماذا لا تتحول إلى مواقع سياحية تساهم في بناء الاقتصاد الوطني؟

آثار غزة.. لماذا لا تتحول إلى مواقع سياحية تساهم في بناء الاقتصاد الوطني؟

غزة / الوطن اليوم

يوجد في قطاع غزة 150 بيتا أثرياً،و20 ومسجداًأثرياً، وثلاث كنائس قديمة،وسوق قديمة، وسبيل واحدة، وزاويتان، إضافة إلى 15 موقعاً أثرياً.

وبدلا من أن تشكل المعالم الأثرية في قطاع غزة أحد روافد الاقتصاد الفلسطيني، تحولت إلى معالم مهملة تتعرض لاعتداءات من خلال إقامة المنازل عليها أوتخصيصها من قبل البلديات كمواقف سيارات.

وبالرغم من وجود عشرات الأماكن السياحيةوالأثرية في قطاع غزة منذ آلاف السنين، إلا أن تلك المعالم الأثريةوالسياحية تتعرض للإهمال الحكومي من جهة، وغياب الوعي المجتمعي بأهميتها منجهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى اندثار بعضها وغياب معالم الجزء الآخر نظراًلتركه لظروف الطقس المتقلبة أو تعدي المواطنين وبعض الجهات عليها.

وتعرضت المواقع الأثرية لعملية سرقة ونهب منظمة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي كما حدث من تزوير بعض القطع الذهبية والتوابيت وعدد من الأحجار والآثار التي كانت موجودة في تل رفح على أنها قطع أثرية تعود لليهود وغيرهامن الممارسات الهادفة لتزوير الحقائق والتاريخ الإنساني.

حمام السمرا غزة

يقدر عمر حمام السمرا بغزة بحوالي الف سنة حسب اللوحة الموجودة والتي تشيرإلى انه تم إعادة بناء وترميم الحمام علي يد سنقل بن عبد الله المؤيدي في أوائل العهد المملوكي سنة 656 هـ ، ويعتبر الحمام من الأماكن المباركة التيتفيد جسم الإنسان .

ويقسم حمام السمرا إلى ثلاثة أقسام مقسمة حسب درجة الحرارة، ويقول مدير حمام السمرا سليم الوزير «لقد قامت الجامعة الإسلامية بالتعاون مع إدارةالحمام ومؤسسة اكويكرز بترميم هذاالحمام».

ويضيف الوزير يوجد اهتمام معنوي من قبل الحكومة للحفاظ على الحمام دونتقديم أي دعم مادي، ويحمل الاحتلال الإسرائيلي والجهل بأهمية الآثارالمسؤولية عن غياب الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على المواقع الأثرية.

كنيسة القديس برفيريوس غزة

ويعود إقامة كنيسة القديس برفيريوس إلى سنة 402 م ، ويقول مدير العلاقات العامة في الكنيسة كامل عياد لـ الوطن اليوم «الكنيسة تقع في سلطة الوقف المسيحي في البطراقية في القدس هي المسئولة عنها»، مؤكداً عدم وجود تمييز بين الآثارالإسلامية والمسيحية لأنها آثار فلسطينية.

قصر الباشا

يعود بناء قصر الباشا في غزة إلى عام 1260، عندما هزم السلطان قطز والظاهربيبرس المغول والتتار في موقعة عين جالوت، وأصبح الظاهر بيبرس بعدها هوالسلطان المهم في العالم الإسلامي، فأقام مملكة ضخمة ضمت مصر والشام وجنوب أفريقيا والحجاز وأجزاء من العراق وتركيا ، وأقيم القصر بأمر من السلطان بيبرس لوالي غزة الأمير جمال الدين اقوش الشقيقي..

والقصر تعبير عن العمارة الإسلامية المملوكية، وهو مكون من مبنيين شماليوجنوبي المبنى الشمالي وهو مبنى الإدارة والحكم وأركان الدولة، أما المبنىالجنوبي فكان بيتا للسكن للأمير وزوجته وأولاده، وفي العهد العثماني أطلقعلى أمير غزة لقب الباشا والباشا كلمة تركية معناها الأستاذ أو المربيفأصبحت يطلق على المكان قصر الباشا.

وفي عهد الانجليز حول القصر إلي ثكنة عسكرية أو مركز شرطة ثم نقل إلىالسرايا وأهمل القصر وضاعت كل مقتنياته وكل تحفة وكل أثاره لأنه أصبح مركزشرطة واستمر على هذا الحال إلى عهد الملك فاروق الذي قام بإنشاء مدرسةالأميرة فريال وضم القصر إليها وحولت بعد ذلك إلى مدرسة الزهراء،وبعداتفاق أوسلو تم تسليمه إلى وزارة السياحة والآثار في غزة التي قامت بترميمهعام 2005 وتهيئته كمتحف للآثار في عام 2010 يضم آثار غزة في حقب تاريخيةكثيرة اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وهو مفتوح للعامة لمنيأتي دون رسوم .

ويقول موظف في وزارة الآثار والسياحة والمرشد الخاص بالمتحف علي عاشور: القصر من القصور النادرة في فلسطين ولأن معظم القصور في فلسطين الإسلاميةتم هدمها.

ويضيف: يوجد اهتمام بالآثار من حيث الحماية والترميم، مشيراً إلى أنالإقبال على زيارة المناطق الأثرية الفلسطينية من قبل الفلسطينيين والأجانب ضعيف، قائلا» نعمل مع المدارس والمؤسسات والجامعات والمساجد لحثهم لوضعزيارة قصر ومتحف الباشا ضمن جدول رحلاتهم المدرسية».

ويؤكد وجود تعديات على الآثار من قبل مواطنين على المناطق الأثرية نظراًلغياب الوعي المجتمعي بأهمية المواقع الأثرية، ويحمل المجتمع بمؤسساته الحكومية والمدنية والأهلية المسؤولية عن غياب الوعي المجتمعي بأهميةالمواقع الأثرية كمناطق جذب سياحي.

قلعة برقوق

ما زالت قلعة برقوق الأثرية شامخة تقاوم من أجل البقاء كشاهد على التطورالحضاري والثقافي لمدينة خان يونس عبر العصور، في ظل حالة الإهمال التيتتعرض لها وتحويل ساحتها إلى كراج سيارات وتداخلها مع المباني السكنية ماافقدها الكثير من معالمها وحيويتها..

قلعة برقوق الأثرية بناها الأمير يونس بن عبد الله النورزيالداودار بناءًعلى طلب من السلطان برقوق أحد سلاطين العصر العربي الإسلامي المملوكي ومؤسسدولة المماليك البرجية عام 789هـ الموافق لعام 1387م، لذا ارتبط اسم مدينةخان يونس، منذ ذلك الوقت بمؤسس الخان. وشهدت الساحة الأمامية للقلعةأحداثا كبيرة، منها مجزرة عام 1956 التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي،وراح ضحيتها العشرات من أهالي خان يونس.

المسجد العمري الكبير

الجامع العمري الكبير يقع غزة، ويشكل رمزاً عربياً إسلامياً أصيلاً استقرفي أذهان البيروتيين منذ مئات السنين، كما أنه شاهد على انطلاقة مئاتالعلماء والفقهاء الذين كانوا مركزاً لنشر العلم والمعرفة. الجامع العمريالكبير يلي جامع الإمام الأوزاعي من حيث القدم. وقد أطلق عليه هذا الاسمتكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.

كان المسجد الكبير معبداً وثنياً وهيكلاً بناه الإمبراطور الروماني فيليبفي القرن الثالث قبل المسيح ليكون معبدا للشمس، وتحول إلى قلعة عسكرية ثمإلى مركز علمي.

وبني المسجد العمري على أنقاض المعبد القديم في الحروب الصليبية عام 1110مفي عهد بقدوين ملك القدس باسم كنيسة مار يوحنا المعمدان، وتسلمه المسلمونفي عهد صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين (583 هـ 1187م)، واسترده الصليبيون 690هـ، 1291م.

وجدد بناءه حاكم بيروت زين الدين عبد الرحمن الباعوني سنة 764هـ، وادخلعليه فن البناء والهندسة الإسلامي، أنشأت المئذنة المرحوم موسى ابن الزينيفي عهد الأمير الناصر محمد بن الحنش عام 914هـ، وأنشئ الصحن الخارجي في عهدحاكم بيروت أحمد باشا الجزار عام 1183هـ، ثم انشأ السلطان عبد الحميدالغازي القفص الحديدي داخل الجامع المنسوب لمقام النبي يحيى وانشأ المنبرالقديم عام 1305هـ. وفي عام 1328 هـ. أرسل السلطان محمد رشاد (الشعرةالنبوية) الشريفة تقديراً لولاء أهالي بيروت ويفتح الصندوق للتبرك في 26رمضان من كل عام بإشراف آل الفاخوري.

أنشأ المنبر الحالي من الرخام على نفقة إبراهيم الغندور المصري عام 1956م. وفي عام 1952 و1954 و1960م، جددت سقوفه وتم ترميمه وإقامة نقوش أندلسية منقبل مديرية الأوقاف الإسلامية العامة في بيروت وبمساهمة دار الآثاراللبنانية.

متحف العقاد

أخذته الغيرة الوطنية على التاريخ الفلسطيني، فبادر وليد العقاد صاحب متحف خان يونس لإنشاء المتحف في ظل الاحتلال قبل 35 عاما للحفاظ على التراث الفلسطيني الذي كان يتعرض للتدمير والسرقة والتخريب من قبل قوات الاحتلالالإسرائيلي.

ويقول العقاد «طبعا يتم الاهتمام بهذا المتحف بصورة دائمة بالمحافظة علىتلك المقتنيات دائما، هذا المتحف مفتوح للجميع وليس ملك لعائلة العقاد بلهو لكل فلسطيني لأنه يمثل تاريخ وحضارة شعب.

سرقة آثارنا

وعلى مدار سنوات الاحتلال الإسرائيلي تعرضت المواقع الأثرية لعملية سرقةونهب منظمة وتزوير لبعض القطع الذهبية والتوابيت وعدد من الأحجار والآثار.

ويؤكد مدير مركز إيوان لعمارة التراث في كلية الهندسة بالجامعة الإسلاميةد.م. محمد الكحلوت أن المركز يعمل على ترميم وصيانة المواقع الأثرية وإقامةالدورات التدريبية والمؤتمرات لتعريف المواطنين بأهمية المواقع الأثرية،ويشير إلى أن المركز عمل على ترميم بيت أبو شعبان والعلمي والعشي وحمامالسمرا وقصر الباشا وسبيل الرفاعية.

ويقول د. الكحلوت نحتاج إلى جهد مضاعف من قبل كافة المؤسسات المدنيةوالأهلية والرسمية من اجل توعية الجمهور بأهمية المواقع الأثرية في قطاع غزة، ويشير إلى أن مركز إيوان يعمل بقدر الإمكان من اجل ترميم المواقع الأثرية، ولكن الأمر يحتاج إلى دعم كبير لا يستطيع مركز إيوان توفيره وحده للحفاظ على البيوت والمواقع الأثرية.

ويقول مدير دائرة الآثار بوزارة السياحة والآثار المقالة المهندس أحمدالبرش لقد قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بسرقة بعض القطع الذهبية والأحجارالتي كانت موجودة في تل رفح وقاموا برسم أو نحت كلمات بالعبرية عليها رغمأنها تعود إلى عصور الرومان التي كانت اللغة اللاتينية هي السائدة آنذاك، وهذا تزوير مكشوف للحقائق والتاريخ الإنساني.

غياب الوعي والدعم

ورغم أهمية المواقع الأثرية لأي اقتصاد في العالم، إلا أن آثار قطاع غزةبقيت غائبة عن الوعي المجتمعي والاقتصادي نتيجة عدم وجود مؤسسات مجتمعيةومدنية وحكومية بالحفاظ على تلك المواقع والترويج لها في إطار السياحةالداخلية والخارجية.

ويقر المهندس أحمد البرشب وجود ضعف كبير في الوعي السياحي لدى المواطنين فيما يخص المواقع الأثرية بقطاع غزة، ونحن بحاجة لإقامة معارض وبرامجتلفزيونية من اجل الوصول للمواطنين وتوعيتهم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن