أبو سيف يؤكد على أهمية توثيق سير المبدعين لحفظ إرثنا وتاريخنا من الاندثار

أبو سيف يؤكد على أهمية توثيق سير المبدعين لحفظ إرثنا وتاريخنا من الاندثار

شدد وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف على أن “الثقافة الفلسطينية هي من يوحدنا”، و”أن صراعنا مع الاحتلال، في جزء محوري منه، ثقافي بامتياز، لاسيما أن الثقافة هي حارسة الهوية الوطنية”.

وقال أبو سيف، في كلمته بحفل تأبين عميد النقاد الفلسطينيين صبحي شحروري، في محافظة طولكرم، بعد ظهر اليوم: نحتفي اليوم بأحد أساطين الثقافة الفلسطينية المعاصرة، وأحد القامات والهامات الكبرى في النقد الأدبي، وفي كتابة القصة القصيرة في بواكيره، أستاذنا الكبير صبحي شحروري، لافتاً إلى أن من عاصروا شحروري من الأدباء الكبار كالشاعر المتوكل طه والشاعر عبد الناصر صالح يمكنهم الحديث عنه بشكل مستفيض، لكن شحروري، وبلا شك، كان بصمة في الثقافة الفلسطينية، هو صاحب الإرث المعرفي الكبير الذي جمعنا من بقاع فلسطين المختلفة، لنحتفي به، ونستظل بظلاله المعرفية، وهو الذي عاصر وعايش أجيالاً مختلفة، كما عاش فصولاً عدة من “الأوديسا الفلسطينية”، منذ إضراب العام 1936 حين كان طفلاً، ومروراً بنهوض الشعب الفلسطيني حاملاً جمرة الثورة، وحتى إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية نواة الدولة الفلسطينية المعاصرة.

وأضاف: نحتفي بهذه القامة الأدبية اليوم، في بادرة وفاء لجيل الرواد وجيل الآباء ممن حافظوا على جمرة الثقافة، وجمرة الوطن مشتعلة، وحافظوا على ثقافتنا الوطنية نبراساً ومنارة تضيء لنا الطريق .. لولا هذا الجيل العظيم الذي حمل القلم، وحمل معهم رفاقهم قبلهم وبعدهم البندقية والقنبلة والحجر، لما تكرست الثقافة بوصفها فعل مقاومة، ولما تكرست بكونها حارس الهوية الفلسطينية.

وأكد أبو سيف أنه ليس من الغريب على محافظة ومدينة طولكرم أن تحتضن فعلاً وطنياً وثقافياً كهذا .. وقال: طولكرم هي مدينة القامات الإبداعية، فمنها عبد الرحيم محمود، وأبو سلمى، وعلي فودة، وعزت الغزاوي، وغيرهم من القامات الإبداعية الكبرى، وأيضاً هي مدينة الشهداء، ومن بينهم القائد الشهيد ثابت ثابت، والشهيد رائد الكرمي، وغيرهما من القامات الوطنية الكبيرة.

وختم أبو سيف: الثقافة الوطنية هي حارسة الحلم، وحارسة الهوية، والمحافظة على الحكاية الفلسطينية، فالصراع مع الاحتلال صراع حكاية .. صراع بين من ألف قصة وأراد من العالم أن يصدقها، وبين صاحب الأرض والرواية الحقيقية نحن الفلسطينيون، أبناء كنعان الأول .. اليوم، ونحن نحتفي بصبحي شحروري فإننا نحتفي بأنفسنا، نحتفي بوجودنا على هذه الأرض، ومقدرتنا على الاستمرار .. نحن مستمرون وباقون، وهم إلى زوال .. نحن باقون بفضل هذه الأقلام العظيمة التي حافظت على الإرث الثقافي الفلسطيني، وجعلت من هذا النهر الثقافي العظيم من المعرفة الفلسطينية مستمراً منذ بزوغ نجم الوطنية منذ نهايات القرن التاسع عشر، والصمود الأسطوري المتواصل لأبناء شعبنا في مواجهة المشروع الاحتلالي الاستعماري الصهيوني، فشكراً لشحروري والرواد أمثاله لأنهم حافظوا علينا حتى اللحظة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن