أبو عبيدة: المقاومة مستعدة لأي معركة مهما طالت

أبو عبيدة

غزة – سها أبو دياب:

قال الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس “إن تسمية الحرب باسم حجارة السجيل كان رداً على تسمية العدو للمعركة “عامود السحاب” وهي مستقاة من التوراة، فكان رد القسام باسم قرآني من السماء”.

وأكد أبو عبيدة خلال حوارٍ مطول خاص مع إذاعة الرأي، أن “حجارة السجيل” حققت آثار عميقة على المستوى الداخلي والخارجي، موضحاً أنها غيرت نظرة العالم تجاه غزة وأهلها، وأنها كشفت كذب قادة الكيان أمام الصهاينة.

وبين أن الحرب شكلت رافعة كبيرة لكتائب القسام على صعيد تحقيق انتصارات على الاحتلال؛ لأنها المعركة هي الأولى التي يتحقق فيها انتصار كامل الأركان من قبل المقاومة الفلسطينية بتجاوز الكتائب لقواعد الاشتباكات السابقة.

ووجه أبو عبيدة كلمته للقائد الشهيد محمد الجعبري في ذكراه الأولى، قائلاً: ” ذا غرسك أثمر بعد أن نما وكبر، الكتائب تسير على دربك وعلى طريق التحرير وعلى طريقك الذي رسمته للمجاهدين.

وعدّ استشهاد الجعبري لحظة فارقة في تاريخ المقاومة والكتائب، لها ما بعدها وهي جزء من منحنى الصعود للمقاومة وكتائب القسام حتى تصل للمسجد الأقصى.

دلالات التهديد

وعن تهديد الاحتلال بشن عدوان على قطاع غزة، رد أبو عبيدة على ذلك بأنه يحمل في طياته دلالتين، الأولى إدعاء الاحتلال أن المعركة السابقة قد أدت نتيجة جيدة للاحتلال وأنها حققت أهدافها وهذا ادعاء كاذب، متسائلاً “إن كانت المعركة حققت أهدافها فما الداعي للتهديد بعدوان جديد؟”.

وبيّن أن الاحتلال يشعر بالعجز والضعف وتآكل قوة الردع أمام المقاومة الفلسطينية، لذلك عندما يشعر الاحتلال بالفشل يلجأ إلى التهديد من جديد.

وبالنسبة للدلالة الثانية أردف قائلاً: “إن هذا الكيان الغاصب قائم على العدوان والحرب والدماء، وبالتالي هو لا يفهم إلا لغة القوة ويهدد دوماً بالتصعيد وهذا يعطينا قوة وإصرار جديدين على أن نهجنا هو نهج المقاومة والعداد والاستعداد لأي معركة قادمة”.

وطمأن أبو عبيدة الشعب الفلسطيني أنهم على جهوزية واستعداد وفي حالة دائمة من الإعداد، وأن المقاومة لديها الخيارات والبدائل والوسائل والأدوات المختلفة، ما يمكنها من مفاجأة الاحتلال بل مفاجأة القريب والبعيد في كل مرحلة وفي كل معركة.

وشدد على أن “حجارة السجيل” أثبتت أداء متقدم عن كل المعارك السابقة مع الاحتلال واستطاعت كتائب القسام خلال هذه المعركة أن توسع من دائرة استهدافها ومن دائرة استخدام أشكال وأدوات جديدة للمقاومة.

كما أشار إلى أن الحرب أدارتها قيادة كتائب القسام بشكل حثيث وهي منعقدة على مدار الساعة، الأمر الذي أدى إلى نتائج إيجابية على الأرض بفضل الله لم تكن ربما في أي معركة سابقة، لذلك نقول هذه المعركة “لها ما بعدها وسيبني عليها في المستقبل إن شاء الله”.

معركة الأنفاق

وقال أبو عبيدة: “الأنفاق هي وسيلة وأداة وشكل من أشكال المقاومة وليست الوحيدة”، مبيناً أن حرب الأنفاق كانت وستبقي شكل من أشكال المقاومة وليست الشكل الوحيد وليست الوسيلة الوحيدة.

وشدد على أن الاحتلال اعترف مبكراً منذ عام 2004بأن معركة الأنفاق لا حل لها وهو يجدد اليوم بعد سنوات طويلة بالفعل أن هذه المعركة لا حل لها، لأنه من الصعوبة الشديدة أن يواجه الاحتلال هكذا نوع من المواجهة والحروب التي لم يعتد عليها من قبل.

واستدرك قائلاً: “الاحتلال يتفوق في المجال الجوي على الكثير من الدول لكن بفضل الله المقاومة أيضاً استطاعت أن تقدم في هذا المجال خلال حجارة السجيل فقد استطاعت أن تضرب طائرات وأن تسقط طائرة حربية صهيونية، وأن تُحيِّد عدد كبير من الطائرات المروحية وطائرات مختلفة أثناء وجود بعض المعارك أو المواجهات على الأرض.

وبيّن أن الاحتلال سيبقي في حالة قلق وفي حالة هستيريا دائمة من المقاومة الفلسطينية؛ لأنه يدرك جيداً من خلال خبرته الطويلة مع المقاومة ومع الشعب الفلسطيني أنه مهما قدر فإنه لا يمكن أن يقدر حجم ردة فعل الشعب الفلسطيني وقواه الحية المقاومة، لذلك هو سيبقي قلقاً من موضوع الأنفاق.

وأضاف أن الاحتلال يري أنه لا يستطيع أن يؤدى أداء عسكري حقيقي في مواجهة هذه الأنفاق لذلك القلق وارد عند الاحتلال، موضحاً أنهم معنيين باستمرار هذا القلق ولا مشكلة لدي القسام لأن كل ما يفعلونه يقلق الاحتلال وهذا الأمر سيبقي وسيستمر.

جمر تحت الرماد

“لا يخفي أن الضفة المحتلة تعيش في ظروف صعبة للغاية فهي تقع تحت سيف الجيش الصهيوني من جهة والتنسيق الأمني مع الاحتلال من جهة أخرى، لذلك المقاومة تعيش ظروف صعبة في الضفة”، هكذا بدأ أبو عبيدة. حديثه عن الضفة المحتلة.

وأوضح أن الضفة المحتلة فيها جمر كثير تحت الرماد، وهذا الجمر يظهر بين الحين والآخر وظهر بعضه خلال معركة حجارة السجيل عندما قامت كتائب القسام بعملية تل أبيب أثناء هذه المعركة، وبعدها كان هناك العديد من العمليات حتى يومنا هذا وكان آخرها عملية قتل جندي صهيوني في يوم أمس .

وتابع قائلاً : ” شعبنا في الضفة وإن كان يقع تحت الاستهداف و الضغط ومحاولة تحييده عن طريق المقاومة إلا أن شعبنا الفلسطيني كل يوم يدرك أهمية نهج المقاومة ؛ إلا أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة .

لن يؤثر علينا الحصار

وبالنسبة للعلاقات الخارجية بين أبو عبيدة : أنهم جزء من هذه الأمة يؤثروا ويتأثروا من كل ما يجري من حولهم من قضايا سياسية وتحركات شعبية ويتفاعلوا معها ، مشيراً إلى أنهم  في كتائب القسام لديهم استراتيجية ثابتة ، والعمل الجهادى المُقاوم المسلح فقط هو داخل حدود فلسطين التاريخية .

وفي هذا الصدد دعا الأمة العربية والإسلامية إلى العمل معهم من داخل أو خارج فلسطين ، إما أن تدعم المقاومة الفلسطينية الأمة وأن تكون حاضنة وأن تكون عمق استراتيجي لها ، مضيفاً أن هذا فكر وتوجه القسام .

وشدد على عدم وجود أي عمل مهما صغر أو أي عمل عسكرى في أي أرض عربية مجاورة وهذا الأمر من الثوابت والاستراتيجيات لديهم، لكن كل ما يجري يؤثر على شعبنا الفلسطيني كما قال .

وتابع أن شعبنا اليوم يعانى من الحصار ومن الإغلاق ، و المقاومة الفلسطينية تطمئن شعبنا وأمتنا أنها لم تعمل في يوم من الأيام في ظروف مثالية ، و كانت تعمل المقاومة بجهدها الذاتي وبإرادتها وبتصميمها على مواجهة الاحتلال لذلك هي ستتأقلم مع هذا الظرف.

وأوضح أن المقاومة عاشت ظروف أكثر صعوبة من الظرف الراهن وبالتالى ستبقي مستمرة في عملها ولن يثنيها أي ظرف عن مواجهة الكيان وعن الإعداد له وعن تقديم أداء متميز في أي معركة مع الاحتلال

وبين أن كتائب القسام أطول نفس من الاحتلال على الرغم مما يمتلكه الاحتلال من ترسانة عسكرية ضخمة ؛ إلا أنهم اطول نفساً من الاحتلال لأننا نحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض والاحتلال هو الغريب عن هذه الأرض لذلك سنقي أطول نفساً مهما ضعفت الإمكانات .

وأشار إلى أن المقاومة مستعدة لمعركة مهما طالت ولن يسلم الشعب الفلسطيني ولن يرفع الراية البيضاء للاحتلال مهما كان حجم الضغط وحجم المعركة .

خط أحمر

أبو عبيدة وجه رسالته للاحتلال ، وهي أن العدوان على شعبنا وعلى أرضنا وعلى مقدساتنا هو خط أحمر بالنسبة لمقاومتنا وشعبنا ، وأن الشعب الفلسطيني في اللحظة التي يستشعر فيها الخطر على أرضه ومقدساته وعلى أقصاه وعلى مسرى نبيه لن يقف مكتوف الأيدى .

وقال :” إن هذه القوة العسكرية الباطشة التي يمتلكها الاحتلال لن تنفع في المدى البعيد لأن هذا الاحتلال إلى زوال, ولا مستقبل للاحتلال على أرضنا فهؤلاء لصوص سيعودوا إلى ديارهم ويتركوا أرضنا و إلا سيبقوا في حالة دائمة من الاستهداف بالنسبة لنا ولشعبنا ولأمتنا ”

وتابع :” مضي الزمن الذي يمكن أن يسلم فيه شعبنا الفلسطيني للاحتلال وآلياته و للعربدة على أرضنا في فترة من فترات الضعف “، مبيناً أن المقاومة اليوم لديها ما تؤمن به ولن تكون أي معركة على أرض نزهة للاحتلال بل سيدفع ثمنها باهظاً.

أقوي من أي وقت

أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام أقوي من أي وقت مضي بعد عام من حرب حجارة السجيل من كافة النواحي وهي قادرة على الدفاع عن شعبها وقادرة على مواجهة الاحتلال وتلقينه دروساً في حال إقدامه على عدوان على شعبنا

أوضح أن معركة حجارة السجيل وصلت من خلالها رسائل للاحتلال مفادها أن المقاومة الفلسطينية لا تركن إلى التهدئة أو الهدوء وأنها تدرك نوايا الاحتلال وأنها تعد للمعركة القادمة .

وأضاف كذلك المقاومة قالت للاحتلال من خلال معركة حجارة السجيل أن كل ما يمتكله من وسائل استخباراتية وعسكرية ومن تفوق جوي كل هذا لن يؤدى إلى حسم معركة على الأرض .

أردف قائلاً :” المقاومة الفلسطينية أيضاً استطاعت أن تقول للاحتلال في هذه المعركة إن عامل الوقت وعامل الزمن الذي يستخدمه الاحتلال لن يكون دائما في صالحه وان سيكون في صالح المقاومة .

وشدد على أن  المقاومة استطاعت أن تقلب الطاولة على الاحتلال وأن تغير نتيجة المعركة بخلاف ما كان يخطط له الاحتلال تماماً ، موضحاً أن الكيان يتخوف من كل شيء وتخوف الاحتلال من الأنفاق ليس غريبا فهو يتخوف من الأنفاق  ومن الصواريخ ومن العمليات القتالية ومن اختراق الحدود ومن البحر.

ونهاية حديثه أكد أن الرسالة وصلت للاحتلال بأن المقاومة في حالة استعداد دائم وأن العدو عندما يعد للعدوان على شعبنا الفلسطيني فعليه أن يتوقع أن يجد الكثير من المقاومة ومن كافة الأشكال.

هذه الرسالة عبرت عنها كتائب القسام عقب عملية ” بوابة المجهول ” وقالت أن الصراع مع الاحتلال الصهيوني على حدود قطاع غزة مستمر ، و الاحتلال يخسر أمام المقاومة على كافة الصعد.

المصدر: الرأي

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن