أبو مرزوق :مصر رفضت نقل أو مناقشة نزع سلاح غزة ويصعب تقديمنا مرشحا رئاسيا

مرزوق

المصالحة الداخلية، والملف الأمنى مع مصر، وإعادة إعمار قطاع غزة، والمفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيونى، ملفات عدة يحملها الرجل الثانى فى حركة حماس موسى أبو مرزوق.. «الشروق» المصرية حاورت أبومرزوق فى مقر إقامته بالتجمع الخامس بالقاهرة وكشف خلال اللقاء عن الكثير من الكواليس بشأن العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، والمفاوضات غير المباشرة التى تمت برعاية مصرية وعلاقة الحركة بالقاهرة. والى نص الحوار:

• هل ثبت فعليا انتماء خاطفى الإسرائيليين الثلاثة إلى حركة حماس؟

ــ نعم، لكن الحادث تم بشكل فردى دون علم قيادة الحركة، أؤكد أن الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم التنظيمية لن يكفوا عن البحث عن مخرج ووسائل من أجل الإفراج عن الأسرى، وبالتالى لا أستبعد عمليات خطف مستقبلية أو غير ذلك للإفراج عن الأسرى الموجودين فى السجون الإسرائيلية.

وعندما طالب رئيس المخابرات الفلسطينية الجانب الإسرائيلى بالإفراج عن الأسرى، قال له: «ليس عندكم شاليط آخر»، بمعنى أنه يقول لهم ليس عندكم أوراق ضغط لأعطيكم الأسرى.

• ما هى طبيعة العلاقة بينكم وبين مصر فى الوقت الراهن؟

ــ الوضع الآن أفضل كثيرا مما سبق وفى طريقها للتحسن وسنشهد خلال الفترة المقبلة مؤشرات على صعيد التحسن.

• هل تلتقى مسئولين مصريين؟

ــ نقابل حاملى الملف الفلسطينى فى المخابرات العامة المصرية.

• هناك اتهامات مصرية تم ترجمتها فى قضايا جنائية بضلوع حماس ومساعدتها لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، هل نبرة الحوار باتت أكثر هدوءا مما سبق وهل تلقت القاهرة ضمانات أو إشارات لحسن نوايا من جانبكم؟.

ــ الصورة مقلوبة، فحماس تستقبل مساعدات الإخوان المسلمين وليس العكس بمعنى أن الحركة طوال مسيرتها هى المستفيدة من العلاقة وتتلقى المساعدات من الإخوان، وليس العكس، لأننا فى مرحلة تحرر من الاحتلال وفى حاجة الجميع، ولذلك حديثنا مع قيادات المخابرات العامة المصرية أكثر موضوعية، فهم لم يطرحوا خلال اللقاءات كثيرا من القضايا التى تتحدث عنها الصحافة المصرية.

• لا أقصد أنكم ساعدتم الإخوان بالمال بل أقصد دوركم فيما يحدث فى سيناء، أنتم تسيطرون على قطاع غزة، وبهذا المنطق يمر عبر الأنفاق من يقوم بعمليات ارهابية داخل مصر بغض النظر عما إذا كان مرسلا من حماس أو لا فكيف يمكن إصلاح هذا الأمر بشكل جذرى؟

ــ المسئولية هنا على الطرفين فعلى سبيل المثال إغلاق الأنفاق الآن يساهم فى الحد من هذه الظاهرة، الأمر الثانى أنه لابد أن نعترف فيما بيننا أن إغلاق الحدود بنسبة 100% أمر مستحيل من الناحية العملية وصعب على كلا الطرفين، وفى النهاية نحن نعترف أن الأنفاق آلية غير قانونية ونقول ذلك من البداية، ولكن هى وسيلة فرضتها الظروف السياسية.

• ما هى الإجراءات التى تقوم بها حماس تجاه الانفاق لتهدئة الجانب المصرى؟

ــ الحركة ألغت الهيئة المتعلقة بإدارة الأنفاق، فقد كانت هناك هيئة رسمية لإدارتها وتحصيل رسوم عليها، الأن انتهت هذه القصة بعد أن كان يعمل بالأنفاق نحو20 الف شخص وأيضا نحاول طمأنة الجانب المصرى بكل ما يتعلق بالجانب الأمنى.

• ولكن هناك تخوفات مصرية طوال الوقت بوجود أنفاق يدخل منها مسلحون إلى مصر؟

ــ نتفهم ذلك، وهذه مسئولية علينا بألا يأتى لمصر ما يضرها، ونسعى لإنهائه حتى يطمئن كل جانب على أمنه، فأمن سيناء مصلحة فلسطينية 100% لأنه لا يوجد منفذ آخر لقطاع غزة سوى مصر وبالتالى عندما تكون سيناء مضطربة أو غير آمنة فأول المتضررين من ذلك هم الغزاويون.

• كيف تنظر حماس إلى جماعة مثل أنصار بيت المقدس؟

ــ كل الجماعات التى تستخدم العنف الداخلى من أجل الوصول لأهداف سياسية نحن ضدها فى المطلق ولم نؤيدها فى أى دولة من الدول.

• وهل تنظرون لما ترتكبه أنصار بيت المقدس من أعمال على أنه أعمال إرهابية؟

ــ قصة الأعمال الإرهابية مصطلح يوظف بأشكال مختلفة لكن فى النهاية هو عمل غير قانونى ومدان، أما تصنيف العمل بالإرهابى فهذا مصطلح سياسى، وبشكل حاسم أى أعمال يتم فيها استخدام السلاح لاستهداف مصالح مصرية فى الداخل فى اعتقادى أنها أعمال إرهابية.

• سياسيا.. هل خسرت حماس من الأعمال التى تتم فى مصر باسم الجهاد من أجل فلسطين؟

ــ بلا شك الخلط بين أهداف سامية وأهداف محلية يضر بالقضية فعندما نتحدث عن تحرير أرض بيت المقدس ثم يأتى تنظيم ويستخدم هذا الاسم فى تحقيق أهداف محلية فهذا يضر، ويقل من تأييد المواطن المصرى تجاه قضية فلسطين. وبلا شك يغضبنا أن يقوم البعض باستخدام مسميات مثل بيت المقدس والقدس فى تنظيمات تسىء لنا.

• هل قمتم بتسليم أى متهمين أو حدث تعاون مشترك بينكم وبين الأمن المصرى فى هذا الإطار؟

ــ بالطبع حدث، ولكن كان على صعيد تسليم متهمين فى قضايا مهربين.

• أنتقل معك إلى الملف الداخلى فى غزة.. من الذى سيحدد الاستحقاقات الأمنية فى ظل أن حماس هى المسيطرة؟

ــ الآن هناك وزارة داخلية تابعة للحكومة فى قطاع غزة بها شرطة وبها قوات.

• نتفهم ذلك ولكن القرار السياسى من الذى سيحدده وهل ستقدمون تنازلات لحكومة التوافق؟

ــ فى اليوم الأول لحكومة التوافق استقال وزير داخلية حماس بغزة وعين بدلا منه رئيس الوزراء المكلف بوزارة الداخلية أيضا، والآن عليه أن يمارس سلطاته، ونقول له ها نحن سلمناك وزارة الداخلية فتفضل وقم بإدارتها.

• وماذا لو قال البعض بأن كل أعضائها من حماس مثلما تم اتهام جماعة الإخوان بأخونة الوظائف المهمة فى مصر؟

ــ هناك اتفاق أن يقوم رجال الأمن بخلع انتمائهم التنظيمى عند باب المؤسسات، وليس له علاقة بحماس أو فتح، هم يفترض أن يتلقوا تعليماتهم من رؤسائهم وليس من أى حركة سواء كان فى غزة أو الضفة الغربية.

• وما هى السلطة التى من المفترض أن تخضع لها كتائب القسام والفصائل المسلحة؟

ــ الواقع أن كل فصيل يدار من جانب قيادته وبين كل هذه الفصائل تنسيق لكن نحن متفقون فى وثيقة الوفاق الوطنى فيما يتعلق بإدارة الشأن الداخلى على أن تكون هناك إدارة واحدة للمقاومة.

• ولكن هناك خشية من استخدام سلاح حماس فى إرهاب خصومها السياسيين فى الداخل؟

ــ لا توجد وسيلة لتنظيم خلافاتنا الداخلية إلا بالحوار لحسم مثل هذه الأمور، وفى مقدمتها التوصل لآلية تضمن الحفاظ على سلاح المقاومة، وفى نفس الوقت عدم استخدامه فى المعارك السياسية الداخلية، ونحن مستعدين أن يكون هناك قيادة موحدة للمقاومة.

• جرى الحديث مؤخرا حول تكوين جيش شعبى فى غزة، وأنت تتحدث أنه لا مانع من التنسيق بين الفصائل ووجود قيادة موحدة، فهل من الممكن أن يتم تجميع جميع الفصائل فى جيش موحد؟

ــ هناك اتفاقيات ملزمة للسطلة الفلسطينية بعدم تشكيل جيش، وما أثير بشأن قصة الجيش الشعبى ليس حقيقة، فهو وصف قاله البعض، وتم الترويج له، ولكن يوجد شىء اسمه فصائل مقاومة، فلا يوجد جيش شعبى أو جيش للسلطة، ولكن يوجد مقاومة شعبية.

• نعود إلى العدوان الإسرائيلى الأخير.. حماس تقول إنها انتصرت وإسرائيل تقول انها انتصرت، هناك وضع مأساوى موجود على الأرض، فماذا كسبت حماس وماذا خسرت فى هذه الحرب؟

ــ كون أن إسرائيل تتدعى أنها انتصرت فهذا فيه كلام كثير، لأنهم هم أنفسهم يتحدثون فى الوقت الراهن عن لجان داخلية لديهم للتحقيق بشأن عدم تحقيقهم أيا من الأهداف التى أعلنوها خلال الحرب.. ومنها إزاحة حماس عن المشهد وإنهاء قوتها العسكرية، وتدمير الأنفاق وإفشال حكومة الوفاق.

• هل قال أى طرف إسرائيلى رسمى أنه يريد إبعاد حماس عن حكم غزة؟

ــ نعم هناك تصريحات محددة قالها نتنياهو والوزيرة الإسرائيلية تسيبى ليفنى وغيرها من الوزراء الذين قالوا إنها حرب إقليمية وهناك عدو لكل الإقليم لابد من القضاء عليه فى إشارة لحماس، والآن هناك تساؤل يطرح نفسه هل حققت إسرائيل أيا من هذه الأهداف بالتأكيد لا، ومن حيث الخسائر فالعدو فقد أيضا الآلاف من الجرحى والقتلى وبحسب ما أعلنه هو رسميا هناك 74 قتيلا وحوالى 1600 جريح، كما أن إسرائيل هى التى تتحدث الآن عن تبادل للجثث أو المفقودين، عينوا مسئولا من قبل نتنياهو للتباحث بشأن الجثث والمفقودين.

• هل هناك رقم تقديرى للقوة التى خسرتها حماس فى الحرب؟

ــ إسرائيل بعد كل هذا القصف وهذه الحرب لم تنل الا أقل من 7% من قدرات حماس العسكرية.

• ألا ترى أن موافقة إسرائيل على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بعد 3 أيام فقط من الحرب يعنى أن هدفها لم يكن إبعاد حماس عن الحكم، بل كان قبولكم بها يقلل حجم الخسائر والتدمير، وكنتم ستصبحون فى وضع أفضل كثيرا؟

ــ المبادرة المصرية كانت تزيد من الحصار وتزيد من الوضع المأساوى مأساة جديدة، حيث كانت تنص فى بنديها الأول والثانى على وقف إطلاق النار وأضاف إليهم وقف الأعمال تحت الأرض بمعنى أنه للمرة الأولى يتكلم فى اتفاقيات عن الأنفاق ناحية الكيان الصهيونى.

• وهل فى ظل الاتفاق الجديد يمكنك العمل بالأنفاق؟!.

ــ طبعا لأنه لا يوجد أى نص يمنعنى، الأمر الآخر أن المبادرة المصرية ربطت فتح المعابر باستقرار الحالة الأمنية، وهذه نقطة أيضا لم تكن موجودة فى اتفاقية سابقة، وفى حال الموافقة على هذا البند معناه عدم فتح المعابر مطلقا، بمعنى أدق أنى سأكون وقعت على غلق المعابر رسميا للأبد بين قطاع غزة والأراضى المحتلة، لأنه لا يوجد على الإطلاق استقرار للحالة الأمنية.

• ولكنك عندما ستوقع اتفاقا دائما للتهدئة مع إسرائيل، وحدثت عملية فدائية فهل إسرائيل لن تغلق المعابر؟

ــ لا، فهى وطوال 51 يوما من الحرب لم تغلقها، فى حين أن المبادرة المصرية جاءت فى اليوم الثالث من الحرب لتقول لى أن أوافق على غلق المعابر فى حال عدم استقرار الحالة الأمنية فكيف أوافق على ذلك.

الملحوظة الثالثة على المبادرة المصرية هو أن سقفها الأعلى كان مبادرة 2012، والملحوظة الرابعة أن مصر وصفت نفسها فى هذه المبادرة كوسيط، وهذا أمر نحن كفلسطينيين خاسرون فيه، لأننا لا نرضى أن يقتصر دور مصر بحجمها العربى على الوساطة فقط.

• أنت لا ترضى ولكن ماذا عن الواقع؟

ــ الواقع غير ذلك فحتى فى 2012 مصر لم تكن وسيطا، كانت مصر تفاوض باسم فلسطين، وحتى خلال المفاوضات على تبادل الجندى الأسير جلعاد شاليط، وهذه العملية تمت بالكامل خلال حكم المجلس العسكرى، فالحاضنة المصرية لم تتغير من مبارك للمجلس العسكرى، وبعد المجلس العسكرى أيضا لأن من يديرون ذلك الملف لم يتغيروا.

• ولكن هناك يقينا لدى جزء كبير من الشعب المصرى أن حماس تواطأت على الأمن القومى المصرى وفضلت انتماءها الإخوانى على دورها المفترض كحركة مقاومة فلسطينية، فما ردك على ذلك؟

ــ أنا لا أنفى أن حماس إخوان بل أؤكد على ذلك، ولكن هل الانتماء الإخوانى ضد الانتماء للحفاظ على الأمن القومى المصرى؟!

• تقول الحكومة المصرية ان هذا الانتماء اصطدم فى لحظة معينة بجزء قانونى وسياسى فى مصر، فهناك أعمال عنف تمت تحت هذا الغطاء؟

ــ نحن كنا متهمين بأشياء كثيرة هى التى هيأت الجو لما تتكلم عنه من فهم مغلوط لدى قطاع من المصريين، وأنا لا أعتبر أن انتمائى الأيديولوجى فيه أى خلاف مع الأمن القومى المصرى، لأن من انتمائى العقائدى هو الحفاظ على الأمن القومى المصرى وحتى هذه اللحظة لم يتم القبض على فلسطينى واحد فى ظل الحديث عن عدد هائل من الاتهامات ولا يوجد معتقل فلسطينى واحد من قطاع غزة موجود فى مصر.

• هل تحدثتم مع الجانب المصرى بشأن القضايا المتهم فيها بعض أفرادكم فى مصر؟

ــ لا، وفعلا مسألة اتهامنا بالتخابر عجيبة، فهم من كانوا يتعاملون معنا إخواننا – فى إشارة لجهاز المخابرات المصري- الذين نتعامل معهم الآن، وهم أنفسهم الموجودون حاليا الذين كانوا يتصلون بنا ونتصل بهم.

• ولكن عضو المجلس العسكرى للقسام رائد العطار الذى اغتالته إسرائيل مؤخرا خلال الحرب هو أحد المتهمين فى قضية تهريب سجناء وادى النطرون؟

ــ والله العظيم رائد العطار لم يدخل مصر إلا يوم تسليم شاليط، ومروره للحج أو حضوره اجتماعات مع الفريق الأمنى المصرى.

• وماذا عن علاقتكم بالإخوان المسلمين فى مصر فى الوقت الراهن؟

ــ لا توجد أى علاقة أو اتصال بيننا وبينهم فى الوقت الراهن.

• العالم فى الوقت الراهن ليس له حديث سوى عن داعش كيف تنظر حركة حماس لهم، خاصة أن نتنياهو دائم الربط بينكم وبينهم؟

ــ للأسف الأمريكان هم من دافعوا عنا فى هذه الجزئية وقالوا إن حماس لا تشبه داعش، ثم إن داعش بالأساس تكفر حماس.

• فى تقديرك من الذى وقف وراء قيام داعش؟

ــ بلا شك من يحاربونها الآن هم من عملوا على ترعرع هذه الفكرة من أجل القضاء على أطراف أخرى سواء الإسلام السياسى الموجود فى المنطقة أو غيره

• هل من الممكن أن تحدد لنا أسماء؟

ــ لا.. أعفنى من الحرج ولكن عليك فقط أن تنظر إلى بداية داعش فى سوريا ومن كانت تحارب؟ ووقتها ستعرف من الذى انتجها.

• لننتقل إلى محور آخر وهو الانتخابات الفلسطينية القادمة.. ما هو موقف الحركة منها؟

ــ حماس ليس امامها خيار إلا خوض الانتخابات.

• هل على كل المقاعد؟

ــ لا بالطبع، ولكننا سنخوض جميع الانتخابات المقبلة سواء البرلمانية أو النقابية أو الاجتماعية فى فلسطين.

• ماذا عن المؤشرات الأولية لشعبية الحركة؟

ــ أقل التقديرات أعطى حماس 32% بقطاع غزة وأعلى من ذلك فى الضفة الغربية تقريبا 42% ولكن نحن تقديراتنا أعلى من هذه النسب.

• وماذا عن مؤشرات الاستطلاعات الخاصة بنسبة فتح؟

ــ فى الضفة أقل من 18% وفى غزة أعلى نسبة وصلت إلى نحو 28%.

• هل ستطرح حماس مرشحا رئاسيا؟

ــ أعتقد أن حماس سيكون من الصعب عليها أن تطرح مرشحا رئاسيا من بينها ولكن أظن أنها ربما تتوافق على مرشح توافقى.

• بمناسبة الحديث عن العلاقات كانت هناك تصريحات طرحتم خلالها إمكانية التفاوض المباشر مع إسرائيل.. ما حقيقة هذه التصريحات؟

ــ التصريح ليس معناه أن الحركة لها رغبة بالذهاب للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ولكن قلت إن التفاوض المباشر هو تقدير سياسى وليس تقديرا شرعيا، وتقديرنا السياسى حتى اللحظة أن التفاوض غير المباشر أجدى لنا من التفاوض المباشر، لأن الأخير يضعنا تحت ضغوط فى اللحظة الراهنة، وسأضرب لك مثالا يوضح ذلك، وهو أن إسرائيل خلال أول جلسات التفاوض غير المباشر طلبت من مصر نزع سلاح حماس فرفض الوسيط المصرى أن يحمل مثل هذا الطلب وبالتالى لم يتم وضع هذا المطلب على جدول الأعمال من أساسه، ولو كان هناك حديثا مباشرا بيننا وبين الكيان الصهيونى فى هذه اللحظة كان سيطرحه.

• يعنى الوسيط المصرى رفض نقل الاقتراح من الأساس؟

ــ بالطبع رفض.

• ولكن ما نشر فى الصحف غير ذلك فمواقع إخوانية نشرت أن الوسيط المصرى ضغط على الفلسطينيين بشأن هذا الأمر؟

ــ بالعكس فالوزير «رئيس المخابرات» قال للجانب الإسرائيلى، هل استطاعت أمريكا أن تنزع سلاح طالبان حتى تطالبوا أنتم بنزع سلاح حماس.

• أعود مرة أخرى للتصريح المتعلق بالتفاوض المباشر.. ماذا كان هدفه فى هذا التوقيت؟

ــ الأهداف التى وضعت من جانب المقاومة فى الحرب الأخيرة لم تصل مداها من التحقق بشكل واضح وقد يكون الوسيط فى الوقت الحاضر له مصالح قد تعطل المطالب من أن تصل لمداها، والرسالة كانت واضحة لإخواننا فى السلطة الفلسطينية بأن ينتبهوا بأن هذه القضايا يجب أن تتحقق وأن هناك أدوات أخرى كثيرة يجب أن تكون موجودة غير المطروحة فى الوقت الحاضر، فالتصريح كان رسالة لا أكثر.

• أنتم تتمنوا أن يكون هناك علاقات مباشرة معهم؟

ــ نحن منفتحون على عمل علاقات مع أى دولة فى العالم باستثناء الكيان الصهيونى.

• هل ستفتحون مكتبا فى تونس؟

ــ هذه المسألة نتركها للبلد نفسه، وإذا كان يرى أن الأمر مناسب له نفعل ذلك كما نترك له تحديد شكل التمثيل.

• ما شكل علاقتكم بالسعودية والإمارات فى الوقت الراهن؟

ــ هناك سوء تفاهم مع السعودية ليس بسبب أحداث الربيع العربى ولكن بسبب نميمة سياسية كبرى، أنتجت سوءا فى العلاقة ونسعى لتجاوزها.

• هل تم رفض طلب مشعل زيارة السعودية فى الفترة الأخيرة؟

ــ ممكن أن يكون طلب ولكن لم يتلق ردا، حيث قررنا زيارة عدد من الدول وبالطبع دولة بحجم السعودية من الصعب ألا نزورها، وليس من سياسة السعودية أن ترفض ذلك.

• ما صحة تورط موظفين إماراتيين فى نقل معلومات استخبارية لإسرائيل خلال العدوان الأخير؟

ــ لم يحدث والقصة كلها مفبركة واستندت إلى أن ملابس الهلال الأحمر الإماراتى تشبه الملابس العسكرية والعكس هو الصحيح حيث قدمت الإمارات إلى فلسطين الكثير من المساعدات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن