أحمد يوسف/ لماذا صمت علماء السعودية عن زيارة عشقي؟

احمد يوسف

انتقد بشدة المفكر الفلسطيني، أحمد يوسف، اللقاءات التي عقدها مؤخرا اللواء السعودي أنور عشقي مع مسؤولين إسرائيليين في الضفة الغربية، معتبرا بان هذه اللقاءات ما كانت لتتم بدون موافقة ودعم رسمي من حكومة المملكة العربية السعودية.

وقال يوسف في مقابلة تلفزيونية عبر قناة “هنا القدس” الفضائية “الحكومة السعودية اعتبرت زيارة عشقي للضفة الغربية ولقاءاته بإسرائيليين موقف شخصي(..) لكن لا يمكن لزيارة كهذه أن تمر هكذا، من رجل كان جزء من النظام في السعودية”.

وتساءل يوسف الذي كان يشغل منصب مستشار رئيس وزراء حكومة قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، عن موقف العلماء والمفكرين في المملكة العربية السعودية من هذه الزيارة واللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وقال ” علماء المملكة لماذا صمتوا؟ المفكرين الليبراليين في السعودية لماذا صمتوا؟ ربما هناك من طلب ذلك! و”المفترض أن تشكل هذه الزيارة واللقاءات التي عقدها عشقي مع الإسرائيليين صاعقة بالنسبة لعلماء الدين والمفكرين في السعودية.”

وقال ” اللواء عشقي ظهر سابقا في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين في الولايات المتحدة الأمريكية، والرجل قريب من العائلة الحاكمة بالسعودية(..) استضفته في التسعينات في أمريكا والرجل مش هالعمق الاستراتيجي وهو جزء من النظام وما كان سيقوم بهذه الزيارة دون موافقة رسمية هو أو أي مواطن سعودي”.

وتابع المفكر يوسف” وما كانت ستتم هذه الزيارة واللقاءات لولا التصريحات الأخيرة للأمير السعودي تركي الفيصل (الرئيس الأسبق للمخابرات) السعودية والتي هاجم فيها فصائل المقاومة الفلسطينية خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.”

وقال ” للأسف الكل الرسمي في العالم العربي والمنطقة يتقرب إلى إسرائيل كأنها المنقذ له، والجسر الذي يوصل لعلاقات مع واشنطن ويجبر الأمريكان على الضغط على إيران”.

وأضاف “المضحك المبكي في هذه القضية هو اننا كفلسطينيين نطالب القمة العربية بعدم التطبيع مع إسرائيل، في حين كان اللواء جبريل الرجوب (عضو لجنة مركزية حركة) فتح، من رتب لزيارة ولقاءات عشقي”، معتبرا الترتيب لحضور اللواء عشقي عرس نجل النائب الأسير مروان البرغوثي وزيارة أسر الشهداء في الضفة جاء لتبرير اللقاءات مع الإسرائيليين. وقال ” هذا إهانة للفلسطينيين وعد مصداقية من قبلنا نحن كفلسطينيين”.

وقال “نحن كفلسطينيين نساعد على التطبيع لأننا تجار كلام، والساحة الفلسطينية تفتقد لرجل رشيد يعيد بناء الحالة التي تمر بها القضية الوطنية، وهنا اللوم يعود على الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي يجب ان يعمل ما يسجل له في التاريخ”.

وقال إن “لغة مهاجمة المقاومة من قبل اللواء عشقي وقبله الأمير تركي الفيصل ما كان يجب أن تصدر من أحد في المملكة العربية السعودية التي نراها حامية للقضية الفلسطينية (..) ولكن للأسف الامة العربية منهارة وترى في إسرائيل طوق نجاة..”.

ووصف المفكر احمد يوسف القمة العربية الأخيرة التي عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشط بالباهتة وقال ” الحضور الرسمي للقمة يعطي إشارة على هزالة الأمة العربية، هناك عدم اهتمام عربي بالقمة ونلاحظ ذلك من عدد الرؤساء المشاركين في القمة.”

وأشار يوسف إلى إعلان طلب الرئيس عباس من القمة العربية المساعدة في إعداد ملف قانوني لمقاضاة بريطانيا لإصدارها وعد بلفور وقال ” محاسبة بريطانيا بعد 100 عام ولماذا الآن ولم يكون ذلك والأمة العربية بعافيتها “.

وجاءت تصريحات المفكر الفلسطيني أحمد يوسف، فيما نأت الخارجية السعودية بنفسها عن الزيارة الأخيرة لإسرائيل والضفة الغربية التي قام بها مواطنون سعوديون، بينهم اللواء أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بجدة على البحر الأحمر.

ونقلت صحيفة “الحياة” اللندنية، عن مسؤول بالوزارة لم تكشف عن اسمه قوله إن “الزيارات النادرة التي قام بها سعوديون لإسرائيل مؤخرا لا تعكس وجهة نظر الحكومة السعودية.”

ولا تربط علاقات رسمية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل وتحظر المملكة على مواطنيها السفر إلى إسرائيل.كما أنها لا تمنح الإسرائيليين تأشيرات دخول لأراضيها.

بيد أن الحصول على إذن الحكومة السعودية، على الأرجح، كان ضروريا لسفر أنور عشقي ووفد من الأكاديميين ورجال الأعمال السعوديين، وخلال وجوده في القدس، التقى عشقي مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاسرائيلية ومجموعة من أعضاء الكنيست.حسب تقارير عبرية

وجاء هذا الإعلان على خلفية، اعلان مماثل صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد الماضي، أن ضابط سعودي سابق قام في الأيام الماضية بزيارة الدولة العبرية والتقى مسؤولا في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقال عمونئيل نحشون المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن اللواء أنور عشقي التقى خلال زيارته بالمدير العام للخارجية الإسرائيلية دوري غولد المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فندق فخم في القدس الغربية.

وقال المتحدث “التقى الرجلان في واشنطن” في الماضي، مؤكدا أن غولد لم يكن في حينه مديرا عاما لوزارة الخارجية. ولا تقيم السعودية والدولة العبرية أي علاقات دبلوماسية.

اللواء عشقي، في جدة على البحر الأحمر، التقى أيضا الميجور جنرال يواف مردخاي رئيس الادارة المدنية التابعة لوزارة الجيش الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق أنشطة الجيش في الأراضي الفلسطينية. ووفقا لوسائل الاعلام العبرية فإنه ليس بإمكان الضابط السابق زيارة إسرائيل دون موافقة السعودية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن