أسر “أرون”: تحول مفصلي بعدوان الاحتلال له ما بعده

شكل نجاح كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” الأحد في أسر جندي إسرائيلي على مشارف غزة بعد 48 ساعة فقط من بدء الاحتلال توغله البري نجاحا ميدانيا مشهودا والأهم أنه نقطة تحول مفصلي في مسار العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 15 يوما.

ورغم أنه ما زال من المبكر الحديث عن طبيعة عملية أسر وحالة الجندي الأسير لدى القسام وأن المعلومات بشأن ذلك ستكون رهن التطورات الميدانية القادمة، فإن التقديرات تجمع على أن العملية ستكون نقطة تحول في العدوان الحاصل على قطاع غزة.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة عدنان أبو عامر إن ما قبل عملية أسر الجندي الإسرائيلي بالتأكيد سيكون مختلفا عما بعدها أيا كانت طبيعة عملية الأسر نفسها والسياق المرافق لها.

ويشير أبو عامر إلى أن كتائب القسام لن تعطي معلومات مجانية عن حالة الجندي الأسير لديها إلا بأثمان بشرية واضحة، خاصة أنه استفاد بهذا الصدد من صفقة “وفاء الأحرار” التي أبرمها في أكتوبر وديسمبر عام 2011 وبات لديه خبرة طويلة في هذا الأمر.

وينوه إلى أن القسام لم يكن أحد متلهف في إعطاء أي معلومات مجانية عبر وسائل الإعلام عن عملية الأسر باستثناء الكشف عن أن الجندي الإسرائيلي بات في قبضتها.

وكشفت كتائب القسام أنها تمكنت من أسر الجندي الإسرائيلي “شاؤول أرون” صاحب الرقم “6092065” وذلك خلال العملية الأخيرة التي نفذتها الكتائب شرق حي التفاح شرق مدينة غزة فجر الأحد، والتي قتل فيها 14 جنديا وأصيب أكثر من 50 بينهم قائد لواء جولاني.

واعتبرت حركة “حماس” على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري أن عملية الأسر “انتصار كبير للمقاومة وانتقام لدماء الشهداء “.

وجاءت عملية الأسر في اليوم 14 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في إطار عملية “الجرف الصامد” التي خلفت حتى الآن 469 شهيدا وأكثر من ثلاثة ألاف جريح.

وبناء على تطورات عملية الأسر، يتوقع أبو عامر ” حدوث مفاوضات عسيرة في ملف الجندي الأسير في قادم الأيام على أن تكون منفصلة عن اتفاق وقف إطلاق النار للعدوان الحاصل على قطاع غزة على اعتبار أن ملف التبادل مرهق وطويل “.

ويقول بهذا الصدد “عملية الأسر بالتأكيد نقطة تحول في العدوان الحاصل على غزة خاصة أن لعملية الأسر أبعادها العديدة لا سيما على الداخل الإسرائيلي في ظل ارتفاع الأصوات الإسرائيلية المطالبة بعدم التقدم أكثر داخل قطاع غزة تحسبا لعمليات خطف قادمة “.

ويشير إلى أن عملية الخطف التي أعلن عنها القسام حدثت على مشارف غزة الشرقية ولم يتقدم الإسرائيليون بعد حتى مئات الأمتار داخل قطاع غزة ما يفتح الباب في حال حدوث ذلك على مصراعيه لعمليات أسر أكثر.

وحول احتمالات التبادل بناء على مصير الجندي الأسير حيا أو ميتا يشير أبو عامر إلى أن “الإسرائيليين لديهم حساسية مفرطة تجاه استعادة جنودهم سواء كانوا قتلى أو أحياء، وهم يعملون على إعادتهم لذويهم بغض النظر عن وضعهم ما يعني أن الثمن سيكون مكلفا على الكيان الإسرائيلي بكل الاحوال”.

وبشأن رد الفعل الإسرائيلي في مسار العدوان الحاصل على غزة بعد عملية الأسر يقول أبو عامر “سننتظر طبيعة رد الفعل الإسرائيلي سواء كان حكوميا أو عسكريا ومن ثم السلوك المتوقع “.

ويضيف أن ” عملية الأسر ستكون تحول مفصلي في العدوان على غزة باتجاه وقف إطلاق نار تدريجي لأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون معنيا الآن بأن يظهر بمظهر الذي أوى بجنوده إلى الوقوع تحت أسر حماس “.

ويقدر أبو عامر بأن الإنهاء التدريجي للعدوان سيسبقه بالتأكيد تصعيدا إسرائيليا واضحا في محاولة لتعويض النقص الحاصل وإخفاء الفشل الذي حصل مع مواصلة ضغوط تمارسها دولا إقليمية ودولية على الكيان الإسرائيلي لوقف اتساع نطاق المواجهة لما في ذلك من تداعيات غير محسوبة.

المصدر: صفا

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن