أعلم أنكم سترون انني مخطئة… وأعلم أنني حادة الطباع

أعلم أنكم سترون انني مخطئة... وأعلم أنني حادة الطباع

لم أجرؤ أن أبوح عما يجول في خاطري . . . إلا في نشرها عبر هذا الموقع . . . مشكلتي بلغت حدها الأقصى وباتت تؤرقني كثيرا فقد وصل الأمر الى التهديد بالطلاق
الغيرة . . هذه الكلمة المؤلفة من أربعة حروف هي السبب فيما أنا فيه من تعاسة وضنك
نعم . . انا لا أنكر . . فأنا أغار عليه . . . وأغار كثيرا . . اغار لدرجة مرضية إذا جاز التعبير . . أغار من الطير اذا دنا بقربه . . ومن الهواء الذي يداعب شفتاه قبل أن يستنشقه
أحبه لدرجة العبادة فهو زوجي ورفيق دربي وصديقي ووالد طفلتي الوحيده . . . على الرغم أنه مخلص جدا وأكد لي مرارا وتكرارا أنني المرأة الوحيدة في قلبه وحياته
زوجي ليس وسيما وهذا ما جعلني أتفائل عندما رأيته أول مرة قبل خمس سنوات لأنني ادرك جيدا ما أنا عليه من نرجسية وحب في التملك . . . ما جعلني أتفائل هو انني ضمنت الى حد ما بان وسامته المتواضعة ستهبني نوعا من الأمان
ولن تطمع فيه أي أنثى عابرة في دربنا
الا انني اكتشفت انني مخطئة تماما في هذا الإفتراض فالكثير من النساء تنظر الى روح الرجل ولا يهمهن مظهر الرجل المتغير أوأناقته الزائفة
كان شابا يافعا عندما جاء برفقة والدته وشقيقتاه ليراني . .
تعمد أن يأتي الى بيت أهلي بلابس رثة وكان قد أكد على ضرورة الظهور بطبيعتي دون وضع أي نوع من مساحيق التجميل
جلس بطريقة غريبة على الأريكة.. وتحدث ببساطة شديدة وكان يختلس نظرات خجولة لي بين الحين والآخر . . طريقته في الكلام ممتعة وجذابة وفيها من الفكاهة ما أصابني بحالة غير معتاده من الابتسام المتكرر وكان ذلك اليوم هو اليوم الأول الذي ارى وجنتا والدي قد ابتلت من الضحك
زوجي يتمتع بخفة ظل نادرة.. بساطته في التعبير . . وحركاته المدروسة بعناية فائقة . . تجلب السرور لقلب كل من يجالسه سرعة بديهته . . ثقافته . . . وسعة اطلاعه. . . جعلتني أدرك من اللحظة الأولى انني امام شخصية استثنائية لا تقاوم . . لذلك كله لم اتردد لحظة واحدة في اختياره زوجا لي
ما زاد ثقتي في قراري أن عمله ذا دخل مجز . . ولا مجال للإختلاط فيه . . . فهو مهندس يعمل في مجال التعهدات الخاصة بالمصاعد للمباني الحكومية وشركات الأسكان
لاحظت خلال فترة الخطوبة أثناء زيارات التعارف لأهله وأقاربه أنه كان يأسر قلوب معظم من نزورهم حتى قبل ان يشرع بالحديث . . . كانت مجرد رؤيته كفيلة بأن ترسم الأبتسامات
العريضه على وجه كل من يرونه .. وبالذات أبناء وبنات عمومته اللواتي كن ينظرن إلي نظرات غير مريحة تعبر عما يملأ قلوبهن من غيرة وحسد . . وهذا ما كان ينغص فترة خطوبتي
لم أكن احتمل تلك النظرات المقيته. . ولم أطق ان تبتسم له انثى غيري
تزوجنا بعد بضعة شهور … وتغربنا في احد دول الخليج . .
فانقطعت – بحمد الله – علاقاته مع اقربائه وبالذات مع ابناء وبنات عمومه التي طالما أرقتني
لكن للأسف لم تنقطع غيرتي عليه … وصارت متابعةُ وملاحظةُ سلوكه في مراكز التسوق هي شغلي الشاغل . . بالأضافة الى التجسس على هاتفه وحساباته العامة في مواقع التواصل
تفهمني كثيرا .. فأصبح يراعي غيرتي الشديدة . . ويحاول تأكيد حبه وإخلاصه بشتى السبل فيغدقني بالملابس والهدايا . . ولا يبخل علي بالمشاوير و النزهات الترفيهية ويفاجئني بمشغولات من الذهب بين الحين والآخر
حتى في مراكز التسوق في دبي فقد كنت الاحظ أنه لا يلتفت يمنة أو يسرة لئلا يقوده حظه العاثر لأن تقع عيناه على فتاة عابرة ظهرت في نطاق بصره . . . خفف من قاعدة معارفه على مواقع التواصل الى أدنى من الحد الأدنى . . . لأنه يعي جيدا انني لا أشعر بالارتياح اذا زاد أصدقائه وأصدقاء أصدقائه في هذه المواقع ولكن للأسف فإن كل تلك التنازلات لم تكن كافية لكبح جماح غيرتي
قبل أسبوع تشاجرنا فقد كنا نجلس امام التلفزيون ونتابع أحد الأخبار على قناة فضائية تشتهر بمذيعاتها الحسناوات لاحظت تلك الليلة أنه يتأمل وجه المذيعة بطريقة أثارت حفيظتي وسألني بسذاجة فيما اذا كنت اعتقد أن هذه المذيعة تضع الكثير من مساحيق التجميل هذا السؤال أفقدني صوابي وبدأت الومه بصوت عالي وبعصبية منفرة
مما جعله يغضب وهددني بالطلاق بعد أن شتمني
اليوم هو اليوم الثامن من الخصام .. لم يبادر بمصالحتي كالمعتاد
لا يتحدث معي سوى بضع كلمات مقتضبه في اليوم. . وأقلع عن مداعبة طفلتنا … يتناول طعامه في العمل . . .أصبح ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا لتجنب الحديث أو الجلوس معي . . .اشتقت لفنجان القهوة أو كوب الشاي الذي اعتدنا ان نحتسيه معا على الشرفة أثناء تجاذبنا اطراف الحديث في الصباح أو المساء
تعبت كثيرا من هذه التردي في علاقتي معه وما زاد الأمر سوءا شعوري بتأنيب الضمير وشعوري بالحنق من نفسي . .

أرشدوني فقد أرهقني ما أنا فيه

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن