أوساط يهودية أمريكية تتهم ترامب بالتخلي عن أمن إسرائيل

دونالد ترامب واسرائيل

تحدثت تقارير أمريكية وإسرائيلية عن حالة من الغضب، تسود دوائر داعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، على خلفية الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي دونالد ترامب، وركز على مصير الاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى في تموز/ يوليو 2015.

ويسعى ماكرون إلى إنقاذ الاتفاق النووي، الذي يعتبره الغرب أفضل الخيارات، لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، والحيلولة دون سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، في حين ذكر ترامب عقب الاجتماع أنه “سيعمل على التوصل إلى اتفاق أكبر”، رغم وصفه له بـ”السخيف”.

وتسود حالة من الاحتقان أوساط أمريكية داعمة لإسرائيل، بعد أن تبيّن أن إدارة ترامب تعتزم تمكين إيران من مواصلة امتلاك برنامج الصواريخ الباليستية، طالما لا تشكل تهديدًا على الولايات المتحدة الأمريكية، في حين لن تتحرك واشنطن في وقت سيشكل فيه هذا البرنامج خطرًا على إسرائيل، طبقًا لما أورده موقع القناة الإسرائيلية السابعة اليوم الأربعاء، نقلًا عن مصادر أمريكية.

واقتبس الموقع مقاطع من التقرير الذي نشره موقع “Washington Free Beacon” الأمريكي، الذي يعتمد على مصادر على صلة بالمباحثات بين ماكرون وترامب، بغية تحديد مصير الاتفاق النووي مع إيران.

المصادر ذاتها، أكدت أن الاتجاه السائد حاليًا لدى الإدارة الأمريكية هو تقييد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية فقط، بينما لن تعمل واشنطن على تقييد برامج الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، التي تشكل تهديدًا على إسرائيل.

وتحدث السيناتور الجمهوري، تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس للموقع، وقال إن التعديلات التي يقترحها الأوروبيون على الإدارة الأمريكية “مجرد وعود جوفاء”، مضيفًا: “لن تؤثر التغييرات على الأنشطة الإيرانية ميدانيًا”.

وفي الوقت نفسه، أشار الموقع الأمريكي إلى أن مستشارين عملوا مع وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق هربرت رايموند مكماستر، ينشطون حاليًا داخل الإدارة الامريكية بغية تمرير المطالب الأوروبية بشأن الاتفاق النووي.

ونقل الموقع عن مصادر يهودية لم يسمها، قولها إن الانطباع السائد حاليًا بين الدوائر اليهودية الأمريكية، هي وجود احتمالات أن “تتخلى إدارة ترامب عن أمن إسرائيل”، مشيرة إلى أنه “ينبغي التعاطي مع مسألة الخطر الصاروخي الإيراني بدلًا من منح طهران الضوء الأخضر لاستكمال برامج الصواريخ، التي تشكل تهديدًا وجوديًا على أمن إسرائيل”.

وقال رئيس منظمة “المشروع الإسرائيلي/ The Israel Project” الموالية للدولة العبرية داخل الولايات المتحدة، غوش بلوك، إن “مقترح تقييد مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية بما لا يشكل خطرًا على الولايات المتحدة، جاء عبر شخصيات موالية لإيران داخل روسيا، ويستهدف خداع إدارة ترامب، وتمرير المقترحات الأوروبية، في حين سيبقى مدى هذه الصواريخ قادرًا على إصابة جميع الأهداف في إسرائيل”.

وذكر المحلل السياسي الإسرائيلي في صحيفة “معاريف” العبرية، باراك رافيد، أن الاجتماع بين ماكرون وترامب أسفر عن توجه الأخير نحو تغيير رؤيته حول الاتفاق النووي، في وقت كان ينبغي أن يحسم فيه موقفه بشأن الانسحاب من هذا الاتفاق، وقلل من أهمية الكلمات الحادة التي استخدمها ترامب للحديث عن الاتفاق، إذ غير لهجته بعد ساعات قليلة وتحدث عن اتفاق أشمل.

وأقر المحلل الإسرائيلي بأن الموقف الأمريكي لم يترك فرصة للتيقن من القرار الأخير الذي سيتخذه ترامب بشأن الاتفاق، وبأن ماكرون على الأقل نجح في تحريك المياه الراكدة، وأقنع ترامب بإعادة بحث رؤيته بشأن مصير الاتفاق النووي مع إيران.

ولا يعتقد رافيد أن المقترحات الفرنسية ستغير الاتفاق، ولكنها ستضيف إليه أبعادًا أخرى، وعلى رأسها ما يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وما سيحدث عقب نهاية سريان الاتفاق.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن