إحياء ذكرى عرفات بمهرجانين في غزة يبرز حدة الخلافات داخل فتح

قيادي بفتح: اهتمام السلطة بالعقارات المقدسية تراجع بعد رحيل أبو عمار

من المقرر أن تعقد حركة “فتح” مهرجانين مركزيين في غزة الخميس والسبت المقبلين، إحياءً للذكرى الـ13 لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، ما يبرز حدة الحلافات داخل الحركة بحسب مراقبين.

ويأتي عقد المهرجانين في ظل استمرار الخلافات في الحركة بين تياري الرئيس محمود عباس القائد العام لفتخ وخصمه القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.

وأعلنت فتح عقد مهرجان مركزي السبت في ساحة السرايا، فيما أعلنت “اللجنة الوطنية الإسلامية للتكافل الاجتماعي” المدعومة من دحلان، عن إقامة مهرجان مماثل قبل ذلك بيومين في ساحة الكتيبة غرب المدينة.

واستشهد عرفات في 11 نوفمبر 2004، في مشفى فرنسي، بعد تدهور وضعه الصحي أثناء حصاره من الاحتلال الإسرائيلي في مقر المقاطعة بمدينة رام الله.

ووجهت أصابع الاتهام باغتياله لـ “إسرائيل” من خلال دس السم له، حيث وجدت تحاليل بعد وفاته آثارًا لمادة “البلوتونيوم” السامة في مقتنياته، ولم تكشف لجنة التحقيق الخاصة التي شكلها مسئولون فلسطينيون بعد عن تقريرها النهائي بشأن عملية اغتياله.

حدثًا تاريخيًا

نفى عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق الرسمي باسم المهرجان إياد نصر وجود ترتيبات لعقد أي مهرجان آخر في غزة إحياءً للذكرى وقال إنه لا علاقة للحركة بالمهرجان المقرر عقده الخميس.

وأوضح نصر في تصريح صحفي أن أي مهرجانٍ آخر لإحياء ذكرى عرفات يمثل خروجًا عن الحركة وفكرها وإطارها التنظيمي.

وقال إن التجهيز للمهرجان سيضم كلمة مركزية للحركة وإقامة منصة وكلمة أخرى للقوى الوطنية والإسلامية، لافتًا إلى أن الأطر التنظيمية بدأت اجتماعاتها ولقاءاتها للتحضير للمهرجان لإنجاحه.

ولفت إلى أن المهرجان يحمل شعار “الوحدة والدولة”، تأكيدًا على أن فكر الحركة يسير باتجاه الوحدة الوطنية، والتمسك بموقفها بإقامة الدولة وارتباط الفكري والتاريخي والوطني بشخصية وتاريخ الشهيد عرفات وبالإرث النضالي الذي تركه، وأنه لا مجال للتخلي عن فكرها وإرثها.

وأضاف أن فعاليات المهرجان ستنطلق الساعة 12 ظهر السبت، حيث ستتواجد حشود الجماهير في ساحة السرايا، متوقعًا أن يحضر المهرجان “حشودًا ضخمة”.

وتوقع نصر مشاركة وفد من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح وقيادات من الضفة الغربية في المهرجان.

وذكر أن “المهرجان سيؤكد أيضًا أننا جاهزون لدفع كل الأثمان من أجل تحقيق الوحدة الوطنية كي تتجسد في وحدة الوطن والموقف، وقرار واحد لمشروع وطني واحد، وكذلك التأكيد على أنه لا مجال للحديث في كافة المحافل إلا عن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس”.

احتفال وطني بامتياز

في مقابل ذلك أكد الناطق الإعلامي باسم “لجنة التكافل” شريف النيرب إنهاء كافة الاستعدادات لإقامة مهرجان يوم الخميس إحياء لذكرى عرفات وذلك تحت شعار “في ذكرى استشهاد أبو عمار المصالحة المجتمعية على طريق الوحدة الوطنية”.

وذكر النيرب أن المهرجان ستشارك فيه كافة الفصائل والعديد من الشخصيات الاعتبارية والوطنية في غزة، ومؤسسات المجتمع المدني.

وقال إن المهرجان “سيكون احتفالًا وطنيًا بامتياز ومختلفًا عن المهرجانات السابقة كونه يأتي في ظل أجواء المصالحة، وسيتضمن العديد من الكلمات أبرزها كلمتين مركزيتين لفتح وحماس”.

وأضاف: “سنعبر خلال المهرجان عن اعتزازنا ووفائنا للشهيد أبو عمار، ونؤكد تمسكنا بثوابته وبالوحدة الوطنية وباتفاق القاهرة لتحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام”.

وتابع أن المهرجان سيؤكد للسلطة الفلسطينية أن هناك مجتمع بمختلف ألوانه وأطيافه السياسية يرفض استمرار الانقسام وحالة الفرقة، ويطالب بضرورة الإسراع برفع العقوبات المفروضة على غزة.

وأشار النيرب إلى أنه سيتخلل المهرجان أيضًا فقرة “جبر الضرر” لـ 100 عائلة من ضحايا الانقسام.

وحول عقد مهرجان آخر يوم السبت، قال النيرب “نحن لسنا في حالة تنافسية مع أي أحد، وكل الميادين هي ياسر عرفات، ولن ننجر إلى بعض الاستفزازات، ولن ننزلق إلى منحدر استخدام ذكرى إحياء أبو عمار كذكرى للمزاودة، فنحن متمسكون بنهجه وبثوابته وبقضيتنا”.

يشار إلى أن فتح أعلنت أنها لن تنظم مهرجانا مركزيا في ذكرى عرفات في الضفة الغربية.

وتعاني فتح من خلافات داخلية منذ قرار اللجنة المركزية بزعامة عباس فصل دحلان من الحركة في العام 2012 واتهامه بالتورط في قضايا فساد وقتل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن