إسرائيل “تستبعد” حرباً وشيكة على الحدود الشمالية

الحدود اللبنانية

أثارت مناورات عسكرية واسعة أجراها الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، وفق سيناريو الهجوم على سوريا إذا حاولت منظمات من هناك تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، مخاوف لدى أوساط إسرائيلية من احتمالات انفجار الوضع هناك.

غير أن معلقين أمنيين لاحظوا أن إثارة هذه المخاوف جراء تحليلات شكلية لبعض الإعلاميين، لا ينسجم مع واقع عدم توفر معطيات تقود إلى التسخين. وفضلاً عن ذلك يستذكر محللون “إستراتيجية الجيش الإسرائيلي” التي نشرت قبل أيام، والتي استخلص منها البعض عدم ميل الجيش للمبادرة بهجمات واسعة خارج “الحدود”.

وكان الجيش الإسرائيلي زاد مؤخراً من حالة التأهب والاستعداد الأمني على الجبهة الشمالية. وبلغت الاستعدادات أوجها في نطاق مناورة واسعة للفرقة 210 المنتشرة في هضبة الجولان المحتلة. وقال قائد كبير في الفرقة “إننا نعد أنفسنا لكل شيء”، مضيفاً “نحن نعلم أن هذا لن يحدث غداً، ولكن بالتأكيد يمكن أن يحصل. وموقفنا هو أن نسبق العدو دوماً بخطوة واحدة”.

وأشار هذا الضابط، وفق “يديعوت أحرونوت”، إلى أنه في الوقت الذي تتصارع فيه مختلف التنظيمات في سوريا ضد بعضها البعض، ليس هناك ما يمنع أن تتضرر إسرائيل من ذلك. ولاحظ أن الهدف الأولي لكل هذه المنظمات هو في كل الأحوال جر إسرائيل إلى دوامة الصراع والاقتتال في سوريا.

وكان هذا الضابط أكد أن إسرائيل لا تزال تشكل مصدر ردع مهم، لكن هذا لا يمنع في نظره احتمال تحول أي من المنظمات العاملة في سوريا إلى العمل ضد إسرائيل. وأكد في هذا السياق أن “داعش لا يشكل تهديداً عسكرياً. قدرته العسكرية ليست كبيرة، ولكنه يشكك بالمنطق الأساس لما يسمى الدولة القومية. داعش يتحدى القومية، وهو يفعل ذلك جيداً، في غزة مثلا”.

ولكن التحركات الإسرائيلية لا تقف فقط عند حدود الجولان. ففي مستوطنات “شلومي” و “مانيرا” على الحدود مع لبنان يعكف الجيش الإسرائيلي على إنشاء عوائق لمنع اجتياز الجدار الأمني، ومن أجل منع احتمالات السيطرة على طريق الشمال، أو على موقع عسكري أو حتى على بلدة.

وأوضحت “يديعوت” أنه في مستوطنات مثل “شومرا”، “زرعيت” و “متسوفا” القريبة من السياج الحدودي انتهت أعمال وضع العراقيل منذ زمن بعيد. وفي بعض الأماكن حفر الجيش خندقاً صناعياً وفي بعض الأماكن بنى أسواراً. ومع ذلك يعترف الجيش الإسرائيلي أنه لم تُستكمل بعد كل الاستعدادات في كل ما يتعلق بالعوائق. شيء واحد واضح جداً ـ في اليوم الذي تفتح فيه النار ستخلى بلدات الشمال وإليها ستدخل الكتائب والمقاتلون. وخطة إخلاء البلدات أعدت منذ الآن وكذا خطة الهجوم في الجانب الآخر. إسرائيل ستستخدم كل قوتها وستفعل كل شيء كي تنهي المواجهة في أيام معدودة.

واندفع معلقون إسرائيليون إلى اعتبار أن المناورات ووضع العوائق بمحاذاة الحدود تشير إلى تزايد احتمالات الحرب هناك، خصوصاً بعد الاتفاق النووي مع إيران. ولكن قادة الجيش سرعان ما أوضحوا أن تقديراتهم تشير إلى أن الحرب على الحدود الشمالية ليست قريبة. وقالوا إن استخلاص البعض أن الحرب وشيكة وأن التأهب في أقصى درجاته ليس صحيحاً.

وأكد المعلق الأمني لصحيفة “معاريف” يوسي ميلمان أن الجولة التي أجراها الجيش للمراسلين العسكريين في منطقة جبل الشيخ، والأحاديث التي أجراها قادة كبار في قيادة الجبهة الشمالية والتي تضمنت تقديرات ومعطيات، كانت فائقة الروتينية، وأنها أبداً لم تحوِ أية عبارات مثيرة تشهد على أي تغيير أو على أي حالة تأهب قصوى. ولكن بعض المراسلين ونتيجة مشاق الجولة ارتأوا أن يجعلوا المشهد أكثر إثارة، فتحدثوا عن خطط لدى الجيش الإسرائيلي لهجوم بري في سوريا.

وشدد ميلمان على أن كلاماً كهذا قيل، ولكن في جزء هامشي من سياق رسم سيناريوهات افتراضية. واعتبر أن الكلام عن خطط لدى الجيش، واستعدادات لمواجهة سيناريوهات، خصوصاً الأسوأ، جزء من استعداد الجيش الاعتيادي، فدور القادة هو إعداد الجيش لكل الاحتمالات.

وشدد ميلمان على أن الجمل القليلة التي قيلت حول احتمالات سيطرة الجيش الإسرائيلي على أراض سورية، وربما احتلال قرية أو اثنتين، كانت في إطار هامشي، وهي مخططات في إطار مواجهة تنظيمات مثل “داعش” و “جبهة النصرة”، التي يمكن أن تبدأ بعمليات على شاكلة عمليات “ولاية سيناء”. وكتب أن أقرب قوة لـ “داعش” من الحدود الإسرائيلية توجد على مسافة 70 كيلومتراً. وخلص إلى أنه وفق كل التقديرات الاستخبارية ورأي قيادات الجيش في الشمال فإن الحرب ليست قريبة. ومع ذلك فإن العناوين الهجومية لوسائل الإعلام ستتواصل في “موسم الخيار الصيفي”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن