إسرائيل تلتفّ على “السلام” بطرح “الكونفدرالية”

65

مسائل كثيرة فجرت نقاشاً داخلياً في الوسط السياسي الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين، لكن القضيتين اللتين استحوذتا بشكل خاص على اهتمام المسؤولين الإسرائيليين كانتا جريمة إحراق عائلة دوابشة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تتصاعد على خلفيتها حدة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي يوماً بعد يوم، وأثارت مخاوف لدى قادة الاحتلال من احتمال حدوث “انفجار” في الضفة الغربية، وتعقيبات المسؤولين الإسرائيليين على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “5+1” في فيينا والذي حدا بوزير الجيش الإسرائيلي إلى التهديد ضمناً باستهداف العلماء الذريين في الجمهورية الإسلامية.

وفي خضم حالة الاحتقان في الضفة الغربية ، منذ أسبوع، شهد قطاع غزة، ليل أمس، تصعيداً ميدانياً خطيراً، إذ شن الطيران الإسرائيلي غارة جوّية على موقع تدريب للمقاومة الفلسطينية، وذلك على اثر قيام تنظيم يطلق على نفسه تسمية “أحفاد الصحابة”، الذي يشتبه بصلته غير الرسمية مع تنظيم “داعش”، بإطلاق صاروخين سقط أحدهما داخل قطاع غزة، والآخر في أرض محاذية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي ظل الحديث المتكرر عن نشوء فدراليات جديدة في الوطن العربي، بعد تصاعد تهديدات الجماعات التكفيرية، وفي موازاة طرح “الدولة اليهودية” داخل إسرائيل، انعكس الجدل حول ممارسات المستوطنين الإسرائيليين على طرح حلول خبيثة للصراع العربي الإسرائيلي، إذ عبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أمس، عن فكرة إقامة “كونفدرالية فلسطينية ـ إسرائيلية من دون حدود”، كحل للصراع، مقدماً اقتراحه في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” لمناسبة مرور عام على توليه منصبهكما ذكرت صحيفة “السفير” اللبنانية.

وقال ريفلين: “أنا لا أرى أي إمكانية للسلام إذا لم تكن هناك حدود مفتوحة بيننا وبين جيراننا”، مقترحا إقامة “كونفدرالية فلسطينية – إسرائيلية من دون حدود”.

ولم يستبعد الرئيس الإسرائيلي وقوع عملية اغتيال سياسي في إسرائيل، قائلاً: “كل شيء ممكن، اليوم هناك أناس يهلوسون بأن الدولة اليهودية الديموقراطية هي ديموقراطية فقط لليهود”.

وانطلاقاً من الحديث حول نمو التطرف وطروحات “الدولة اليهودية” في الشارع الإسرائيلي، وهو النقاش الذي فجره إحراق عائلة دوابشة وطفلها الرضيع علي على يد جماعات المستوطنين، اعتبر ريفلين أن “الإرهاب لا قومية له”، مبيناً “أن هناك صعوبة في مواجهة الإرهاب المنطلق من مجموعات يهودية راديكالية”.

وأضاف: “إنه إرهاب من الداخل ومن الصعب جلب هؤلاء للعدالة، علينا إيجاد الأدوات للتعامل مع هذا النوع من الإرهاب”.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، في نيسان العام الماضي، من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر لاستئنافها، بسبب تعنت إسرائيل في عدد من القضايا، منها الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وزيادة الأنشطة الاستيطانية على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وكان الرئيس الإسرائيلي قد حذر من أن الخلاف بين واشنطن ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في شأن الاتفاق النووي مع إيران يهدد بعزل إسرائيل. وعبر لصحيفة “معاريف” عن قلقه “حيال المعركة بين أوباما ونتنياهو وعلى العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة”. وقال إن “رئيس الوزراء يقود حملة ضد الولايات المتحدة كما لو كنا متساوين، وهذا الأمر يهدد بإلحاق الضرر بإسرائيل”.

وفي هذا السياق، اعتبر ريفلين أن إسرائيل باتت “معزولة إلى حد كبير في العالم اليوم”. وقال أيضا: “أبلغته (نتنياهو) ولا أكف عن إبلاغه تكرارا أن النزاعات، حتى حين تكون عادلة، يمكن في النهاية أن تكون على حساب إسرائيل”.

إلى ذلك، دفع الوضع المتفاقم في الضفة الغربية أحد القادة السابقين في الجيش الإسرائيلي، إلى توقع تدهور الأوضاع الأمنية فيها خلال الفترة المقبلة، في ظل تزايد الاضطرابات عقب جريمة آل دوابشة.

وقال قائد المنطقة الوسطى الأسبق في الجيش الإسرائيلي غادي شمني، لإذاعة الجيش إن “هناك تخفيفا لقبضة الأمن في المنطقة”، معتبراً أن “السلطة الفلسطينية لا تضبط الأمن في الميدان كما فعلت في السابق”.

وادّعى شمني أنه “في الوقت ذاته هناك جهود حثيثة تبذل من قبل حركة حماس لإشعال الميدان”، على حد قوله. وأضاف: “من الصعب جدًا الخروج من دائرة الاحتكاك المتصاعد، وللأسف في ظل الوضع الراهن لا أرى كيف يمكن أن تسير الأمور نحو التهدئة”، فيما نصح المسؤول السابق “القيادة السياسية الإسرائيلية بالتعاطي بصورة معتدلة مع المشهد”.

وكان ثلاثة جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح، إثنين منهم جروحهم خطيرة، بعد تعرضهم لعملية دهس، من قبل سيارة يقودها فلسطيني، شمال مدينة رام الله، بحسب ناطق باسم الجيش الإسرائيلي. وفي بيان صحافي وصف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في الضفة الغربية، حسام بدران عملية الدهس بـ “البطولية”، وبداية الرد على مقتل الرضيع “دوابشة”.

وفي غزة، تبنَّت جماعة فلسطينية سلفية جهادية إطلاق صاروخ من القطاع على الأراضي المحتلة عام 48. ورد الجيش الإسرائيلي بغارة على أحد مواقع حركة “حماس” في القطاع خلفت أربعة جرحى من أفراد الشرطة أحدهم بحالة خطرة.

وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أن “صاروخا أطلق من قطاع غزة سقط في جنوب إسرائيل من دون وقوع ضحايا”. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى سقوط صاروخ ثان داخل القطاع.

وقال مسؤولون أمنيون في حركة “حماس” إن الجيش الإسرائيلي رد خلال ساعات على عملية إطلاق الصاروخين بغارة على موقع تدريب لـ “كتائب عز الدين القسام”، قرب مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.

وذكر الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة “أن أربعة فلسطينيين اصيبوا في غارة إسرائيلية على أحد المواقع في مخيم البريج وسط غزة أحدهم في حالة خطرة”. وقال مصدر أمني “إن جميع المصابين من أفراد الشرطة”.

وقبيل ذلك، تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم “أحفاد الصحابة” إطلاق الصاروخين، مؤكدة أنهما “الرد الأولي لمجاهدي السلفية الجهادية على اقتحام اليهود للأقصى وشتم الرسول.. وحرق قطعان المستوطنين للطفل الرضيع”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن