إضراب الكرامة والتغذية القسرية

سامي إبراهيم فودة
سامي إبراهيم فودة

بقلم الكاتب: سامي إبراهيم فودة
اليوم التاسع عشر للإضراب

مازال أسرانا البواسل القابضون على الجمر والمتسلحون بسلاح الإرادة والعزيمة والقابعون في غياهب سجون الاحتلال أبطال معركة الحرية والكرامة يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي نحو 1800 أسير فلسطيني يتقدمهم نخبة من القيادات الوازنة العملاقة في الحركة الوطنية الأسيرة بقيادة الأخ القيادي مروان البرغوثي والأخ كريم يونس والرفيق أحمد سعدات والأخ عباس السيد مطالبين بإحقاق حقوقهم الإنسانية والمشروعة التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية لهم,ورغم تزايد إعداد المضربين يومياً واتساع رقعة المتضامنين ودخول أسرانا في دائرة الخطر الشديد ومعرضين في أي لحظة للاستشهاد,إلا أن إدارة مصلحة السجون المتغطرسة مازالت متعنتة في مواقفها حتى الآن ولم ترد بجدية على مطالبهم وتتأهب كما أشيع في وسائل الإعلام العبرية إلى استخدام التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام…..

وأمام صبر وصمود وثبات الرجال الأبطال المصممين على المضي قدماً نحو مواصلة معركة حرب الأمعاء الخاوية حتى تحقيق أهدافهم المشروعة والتي تتعلق بأوضاعهم الحياتية,ونتيجة لحالة الإرباك والتخبط والفشل الذي أصابه العقلية الإسرائيلية في مواجهة أبطال الحركة الوطنية الأسيرة من لجمهم وكبح جماحهم,فقد طالعتنا وسائل الإعلام الإسرائيلية ومؤسسات حقوقية فلسطينية من محاولة قيام إسرائيل بارتكاب جريمة نكراء بحق الأسرى المضربين عن الطعام حيث قامت وزارة الصحة الإسرائيلي بإصدار قراراً لإدارة المستشفيات الإسرائيلية بأخذ أقصى درجات الاستعداد لاستقبال مئات الأسرى المضربين عن الطعام وإبلاغهم عن آلية الإجراءات التي سوف تطبق في تنفيذ عملية التغذية القسرية والتي أقرتها الكنيست الإسرائيلي في عام 2015م والتي تتيح لسلطات السجون إطعام الأسرى المضربين عن الطعام وإنها في صدد دراسة استجلاب أطباء أجانب لتغذية الأسرى قسرياً بعد رفض نقابة الأطباء الإسرائيلية من القيام بهذا العمل الإجرامي وذلك خوفاً من تدهور حالة الأسرى المضربين في سجون الاحتلال….

ويعد هذا الإجراء الإجرامي والمنافي للقانون الدولي والأخلاق شكلاً من أشكال التعذيب وانتهاك لكرامة وحرمة جسده وخطوة في اتجاه تشريع قتل الأسرى مع سبق الإصرار وترصد على أيدي طاقم طبي مجرم مجرد من إنسانيته تابع لإدارة مصلحة سجون الاحتلال,حيث أن مسالة إجبار الأسرى المضربين على إطعامهم بالقوة دون رغبة من الأسير بذلك يعد دليل قاطع على فشل وعجز وهزيمة هذه العصابات النازية,في محاولة منها لكسر الإضراب والنيل من إرادة وعزيمة ذويهم وحركة المتضامنين المساندين لخطوات إضرابهم,وإن مجرد التفكير باللجوء إلى تطبيق هذه السياسة القاتلة تحت حجج وذرائع واهية وبائسة”حماية الأسرى”فهذا حديث مسخ وغير صحيح ومردود على مروجيه وفي قمة الإسفاف,فإن إجراء سياسة التغذية القسرية قد ارتقى من وراءها شهداء في سجون الاحتلال إلى العلا منهم استشهاد الأسيرين راسم حلاوة وعلي الجعفري في سجن “نفحه” عام 1980،خلال إضرابهما عن الطّعام والأسير الشهيد اسحق مراغة الذي استشهد 1983م نتيجة مضاعفات صحية ناجمة عن التغذية القسرية بالإضراب نفسه ولا ننسي الاسير الشهيد البطل عبد القادر أبو الفحم الذي استشهد 1970م آنذاك عبر نضالات طويلة لمسيرة الحركة الوطنية الأسيرة في س
جون العدو الإسرائيلي….

المجد للشهداء والحرية لأسرى – والشفاء العاجل لجرحانا البواسل – والنصر لشعبنا الفلسطيني الأبي

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن