إعلام السيسي يشن هجوما على تركيا وقطر والسودان

السيسي اردوغان

يشن الإعلام المصري المؤيد لنظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي هجوما متواصلا منذ عدة أيام على تركيا وقطر بسبب الزيارات التي قام بها زعيمي البلدين لدول أفريقية واعتبروها تآمرا على مصر.

وكان الأمير تميم بن حمد أمير قطر قد قام بزيارة ست دول أفريقية في الأيام الأخيرة، شملت مالي وغانا وغينيا وبوركينافاسو، فيما اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء جولة أفريقية يرافقه نحو 200 رجل أعمال، بدأها بالسودان يوم الأحد الماضي ثم تشاد وأنهاها في تونس.

ووصفت صحيفة اليوم السابع، المقربة من الأجهزة الأمنية، زيارة الرئيس التركي للسودان بقولها إن تحالف قوى الإرهاب والشر والتخريب بين البشير وأردوغان وتميم اجتمعوا في الحديقة الخلفية لمصر”.

وأكدت أن التحالف التركي القطري السوداني الذى بدأت ملامحه تتبلور حاليا، وزيارة الرئيس الإخواني رجب طيب أردوغان للسودان سببها استرداد القاهرة لدورها المركزي وإمساكها بجميع الخيوط بمنطقة الشرق الأوسط، بمشاركة السعودية والإمارات والبحرين، وهو ما أثار أحقاد الديكتاتور العثماني الجديد الذي يحاول كسب أي دور إقليمي ولو هامشي في المنطقة”.

ونقلت عن سياسيين مؤيدين للنظام قولهم إن السلطات السودانية تبارك تواجد معسكرات تدريب الإرهابين على أراضيها لينطلقوا منها لاستهداف مصر”، مضيفين أن زيارة أردوغان للخرطوم تمثل “تهديدا مباشرا لأمن مصر”.

من جانبها استضافت قناة “سي بي سي” أحد معارضي أردوغان، وهو مستشار معهد الدراسات الاستراتيجية التركي جواد كوك الذي أكد أن الوجود العسكري التركي بالسودان يعد “انتهاكا لسيادة مصر”، متهما الحكومة التركية باتباع أيديولوجية دينية وطائفية تضر بعلاقات أنقرة مع القاهرة.

وقالت صحيفة اليوم السابع إن الأمن اعتقل عناصر خلية إرهابية في القاهرة مؤخرا كانت قد تلقت تدريبات عسكرية في السودان، ثم يتسللون للبلاد لاستهداف كنائس ومؤسسات الدولة، مؤكدة أن التعاون العسكري الثلاثي بين السودان وتركيا وقطر يثير المخاوف من من تطوير تلك التدريبات لمهاجمة مصر.

ونقلت عن الخبير الأمني اللواء محمد الغباشي قوله إن تركيا تسعى لإثارة عداء السودان تجاه مصر وإعطائه دعما أكبر عبر الاتفاقيات الاقتصادية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، معتبرا بين التعاون بين الجانبين يمثل مؤامرة تحاك ضد مصر وتهديد للأمن القومي المصري للملاحة في البحر الأحمر، على حد قوله.

وشدد على أن النظام السوداني يحمى جماعات إرهابية تتدرب في المناطق الصحراوية بتمويل قطري ودعم تركي، مطالبا المجتمع الدولي بالتصدي لما أسماه إعلان الحرب على الدولة المصرية من حدودها الجنوبية.

وخلال مؤتمر صحفي عقده، وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، أمس الثلاثاء، مع نظيره التركي مولود نشاووش أوغلو” أكد غندور أن وسائل الإعلام المصرية تناولت زيارة أردوغان للخرطوم بشكل مؤسف.

من جانبه، رد أوغلو على سؤال لأحد الصحفيين حول الهجوم الذي يشنه الإعلام المصري على بلاده بسبب تقاربها مع الدول الأفريقية وفي مقدمتها السودان، قائلا إن “الغالبية العظمى من المصريين سعيدون بزيارتنا إلى السودان، فمن فرح لهذه الزيارة فليفرح، ومن يغار منها فليمت بغيظه”.

ونفى أوغلو وجود ما يسمى بالمحور التركي الإيراني القطري، موضحا أن أنقرة تنظر إلى كافة الدول الإسلامية نظرة متساوية، خاصة وأنها تترأس الآن منظمة التعاون الإسلامي، مطالبا الجميع بعدم الانجرار وراء مثل هذه الفتن، على حد قوله.

وخلال زيارة أردوغان للخرطوم، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية مع السودان، على رأسها تخصيص جزيرة “سواكن” الواقعة في البحر الأحمر لتركيا حتى تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يعلن عنها.

وجاء الإعلان عن تطوير تركيا لميناء “سواكن” بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة السودانية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن عقد مباحثات مع قطر لإنشاء أكبر ميناء للحاويات على ساحل البحر الأحمر في “بورتسودان”.

كما أعلن أردوغان، في ختام ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين وأتراك، توقيع 21 اتفاقية بين الجانبين لإقامة مشاريع زراعية وصناعية واتفاقية للتصنيع العسكري، إضافة إلى بناء مطار جديد في الخرطوم.

بدوره، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده تسعى إلى رفع الاستثمارات التركية في السودان إلى 10 مليارات دولار خلال فترة وجيزة.

وعقد مسئولو دول تركيا وقطر والسودان اجتماعا عسكريا رفيع المستوى في الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي، لتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية مشتركة بينهم برئاسة رؤساء أركان الجيش التركي خلوصي أكار والقطري غانم بن شاهين والسوداني عماد الدين مصطفى عدوي، برعاية الرئيس السودانى عمر البشير.

وفي هذا السياق، أعلن تشاووش أوغلو، توقيع اتفاقيات مع السودان لتطوير مجال الصناعات الدفاعية، فضلا عن اتفاقية أخرى بخصوص حماية أمن البحر الأحمر، مؤكدا أن بلاده مهتمة بأمن السودان وإفريقيا والبحر الاحمر.

وكانت القوات القطرية، قد أجرت خلال الشهر الجاري، تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة السودانية بمدينة “سنكات” على ساحل البحر الأحمر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن