بعد أن أُعلِن عن قرار إلغاء جباية الضرائب غير القانونية عبر معابر قطاع غزة، يرى محللون فلسطينيون أن ذلك من شأنه إنعاش الحالة الاقتصادية بغزة من جديد، بوقتٍ يترقب فيه الجميع أن يتم الإعلان عن فتح معبر رفح البري قريبًا.

وقررت حكومة الوفاق الوطني، بعد تسلمها إدارة معبر غزة كافة، إلغاء الرسوم والجمارك والجبايات غير القانونية، والتي كانت تجبى مؤخرا، بحسب ما أعلنه وزير الشئون المدنية حسين الشيخ الأربعاء الماضي.

وذكر الشيخ آنذاك أن الحكومة ملتزمة بجباية الرسوم والجمارك التي نص عليها القانون الفلسطيني.

وفي السياق، يرى الخبير الاقتصادي د. معين رجب أن إلغاء الضرائب غير القانونية، وعودة الحياة الطبيعية إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة خطوة مهمة، من شأنها التأثير إيجابا على العملية الاقتصادية.

وأوضح رجب :أن عودة الحكومة لمزاولة مهامها في القطاع، من شأنه أن يحفز المستثمرين على ممارسة نشاطهم الاقتصادي عبر إقامة مشاريع جديدة، وكذلك بالنسبة للمستوردين والبائعين.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى مزايا إلغاء الضرائب التي فرضت في حالة استثنائية، مبينا أن ذلك سيؤدي إلى خفض التكلفة وإمكانية بيع السلع للمستهلك بأسعار أقل مما يعني أن التاجر سينجح في ترويج بضاعته، والمستهلك سيستفيد من عودة الأسعار لوضعها الطبيعي.

ولفت إلى أن معبر رفح شريان حيوي، يساعد على تعافي الاقتصاد الفلسطيني من خلال تمكين الراغبين بالسفر والعالقين من مرضى وطلاب ورجال أعمال، مما يحدث حراكا مهما في الاقتصاد الغزي خاصة والفلسطيني عامة.

يشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني والهيئة العامة للمعابر والحدود، تسلمت، معابر قطاع غزة، اليوم الأربعاء، وذلك وفقا للجدول الزمني من اتفاق القاهرة الذي تم توقيعه الشهر الماضي في مصر بين حركتي حماس وفتح.

من جانبه، اتفق المُحلل الاقتصادي ماهر الطباع مع الخبير د. رجب، بأثر فتح معبر رفح على غزة؛ كونه يعتبر المنفذ الوحيد لأبناء القطاع إلى العالم الخارجي، في ظل عدم قدرة قرابة 95% من سكان غزة على السفر عبر معبر بيت حانون؛ نتيجة للقيود الإسرائيلية.

وقال الطباع : إن فتح المعبر بشكل منتظم ووفق آليات واضحة، سيقوم بعملية إنعاش لقطاع غزة، من خلال دخول زائرين من الخارج، وخروج التجار والمرضى ما يؤدي إلى حراك اقتصادي.

إلغاء الازدواج الضريبي والجمركي بالطبع سيؤثر بالإيجاب على الجميع، إذ أنه سيخفف من الأعباء الاقتصادية الملقاة على التاجر، وسيمكنه من زيادة مبيعاته، كما أنه سيخفض الأعباء الاقتصادية على المواطن.

أضاف الطباع ولفت إلى أنه نتيجة لرفع الازدواج الضريبي، فإن هناك سلعًا ستنخفض أسعارها خلال الفترة المقبلة، مستدركا بقوله : لكن الانخفاض سيتفاوت بين سلعة وأخرى.

ووقعت حركتا فتح وحماس في 12 من الشهر الماضي اتفاقا للمصالحة في القاهرة برعاية المخابرات المصرية.

واتفقت الحركتان على الانتهاء من إجراءات تمكين حكومة الوفاق من ممارسة مهامها بشكل كامل والقيام بمسؤولياتها في إدارة القطاع كما الضفة الغربية وفق النظام والقانون بحد أقصى 1/12/2017. وقرر الطرفان الانتهاء من إجراءات استلام حكومة الوفاق الوطني لكافة معابر قطاع غزة، بما في ذلك تمكين أطقم السلطة الفلسطينية من إدارة تلك المعابر بشكل كامل، وذلك بحد أقصى يوم 1 /11/ 2017.