إيلياء أول طفلة سورية تولد في غزة

طفل

أربعة أعوام من البعد عن سوريا، والقلب معلق بحلب.. وفي أرض العزة اختار محطته الأخيرة عبر الأنفاق وطنًا ثانيًا تطؤه قدماه، فأسس السوري وريف قاسم مطعمه وبيته وتزوج فلسطينية، وحلم العودة لأرض الوطن لسوريته الجريحة يتملكه، فرزق بطفلة اختار بيت المقدس اسمًا لها “إيلياء”؛ لتتوج القدس حبه للشاميتين “سوريا وفلسطين”، ولتكون ابنته وطنًا ثالثًا، وأول طفلة سورية تولد في غزة، يوم الـ29 من أيلول/ سبتمبر، في ذكرى انتفاضة الأقصى.

وعن ولادة طفلته بعيدًا عن وطنه الأم سورية، يقول وريف قاسم : اندمجت الفرحة بولادة طفلتي الأولى مع حزني لبعدي عن بلدي وعن عائلتي التي تَفرق شملها بين سوريا وتركيا وألمانيا، والفجع بأحد أقاربي كل فترة في حلب، وأنا الوحيد من عائلتي في غزة، ولم يشاركني أي من أفرادها حفل زفافي في غزة.

ويضيف: أتمنى حصول طفلتي على الجنسية السورية، لكنني لا أستطيع مغادرة غزة للوصول إلى أي سفارة سورية في إحدى الدول، لإخراج قيد سوري لها؛ بسبب إغلاق المعابر، ولانتهاء مدة جواز سفري منذ عام ونصف العام.

وتساءل قاسم: لا أعلم، هل ستحصل إيلياء على الجنسية الفلسطينية أم لا؟

وعن اختيار اسم إيلياء، يبين: قررت وزوجتي الإعلامية مها أبوالكاس، من غزة، أن نطلق عليها اسمًا قديمًا لمدينة سورية أو فلسطينية، ولحبنا للقدس اخترنا الاسم.

تنقل قاسم منذ عام 2012 بين الدول، حيث سافر إلى تركيا وبقي هناك أسبوعا، إذ لم يرق له الأمر خاصة أنه لم يكن هناك أي مخيم أو عمل أو استثمارات للسوريين كما الآن، ومن ثم انتقل للعمل في الفنادق والمطاعم لمدة ثمانية أشهر في مدينة بورسعيد بمصر، إلى أن التقى شابًا فلسطينيًا منذ ثلاثة أعوام، عرض عليه العمل بمطعم في غزة، وفق ما يقول.

ويضيف: راقت لي الفكرة، بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في مصر أولًا، وثانيًا لعشقنا كسوريين لفلسطين وحلم زيارتها، ولقاء أهلها. مشيرًا إلى أن لديه صديقان عزيزان فلسطينيان من المخيمات الفلسطينية في سوريا، وأن الأخبار الفلسطينية كانت تستحوذ وقتهم وتفكيرهم طوال النهار.

“لحظة وصولي غزة لم أصدق ذلك، وتفاجأت هل أنا فعلًا في فلسطين!””، لكن الفرحة أصبحت منقوصة خاصة بوجود 25 سوريًا آخرين، لم يتلقوا أي مساندة، بعد أن صعب التنقل لدول أخرى، إذ أغلق المعبر بعد أشهر قليلية من دخولنا القطاع”.

ويشير قاسم إلى معاناة اللاجئين السوريين في غزة، فهم لم يحصلوا على دعم من “الأونروا” كالفلسطينيين القادمين من المخيمات السورية، وأشارت عليهم “الأونروا” بأنهم يتبعون للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لكن الأخيرة اعتذرت لهم عن المساعدة بحجة أن لا فرع لها في غزة. لافتًا إلى أن اللاجئ السوري لم يحظ بوظيفة أو مساعدة مالية، خاصة وأنه يعيش في بيت للإيجار، ومن كان معه مبلغ من المال صرفه على تكاليف المعيشة، وليس له أي قريب في غزة للاستدانة منه.

ويناشد الجهات المختصة بمساعدة السوريين في غزة، وتوفير وظائف لهم، فهم أبناء عزة وكرامة لا يريدون شيئًا سوى توفير لقمة عيشهم دون سؤال الغير.

وكان قاسم قد كتب لطفلته “إيلياء” أول أمس الخميس، منشورًا على حسابه في الفيسبوك، يقول لها فيه:

“أول جملة سمعتها مني إيلياء هي الشهادتين، أما غداً سنجلس سوية لأحكي لها عن حلب، وسأغسل مسامعها الصغيرة بتكبيرات الجامع الكبير في حلب، سنستنشق صابون الغار والزعتر سوية، ونأكل الكبة السفرجلية واللبنية واليبرق بالعصاعيص، ونشاهد عبر اليوتيوب كل شبر من حلب، ونمعن النظر أكثر وأكثر عند القلعة وباب جنين وباب النصر والسبيل والخالدية وصلاح الدين ووو!!! وسنشرب اللبن العيران رخيص الثمن، سأحكي لها عن قريتي الصغيرة منّغ، سأضع أمامها صور أبي وأمي وأخوتي، سألعب معها على صوت محمد خيري وصباح فخري ونور مهنا.

سأقول لها : اش بدك وأشّو وليش هيك خيتو وكوهاك وكيهاك وكيهنة وهمّة .سأعلمها الكلام الحلبي الجميل

سأحكي لها عن حلب وسوريا وستروي لها زوجتي عن معنى اسمها وعن القدس وغزة وفلسطين”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن