ارتفاع حالات تعذيب الأطفال في سجون الاحتلال

اعتقال الأطفال

غزة – رشا فرحات

كشفت صور الطفل الأسير طارق أبو خضير التي انتشرت مؤخراً عبر شبكات التواصل الاجتماعي تعرضه للتعذيب الشديد على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، إذ بدا وجهه منتفخاً وآثار كدمات بالغة الخطورة تكسوه، مذكرة بمشاهد الوحشية الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين التي كان من ضحاياها الطفل المقدسي محمد خضير والطفلة عهد التميمي والرضيعة إيمان حجو وآخرون.

ورغم أن صور الطفل أبو خضير ليست جديدة إلا أنها أعادت إلى المشهد انتهاكات قوات الاحتلال بحق الأطفال الأسرى أثناء وبعد الاعتقال رغم عدم ظهور كثير من الصور ووصولها للإعلام لفضح ممارسات الاحتلال.

وفي ذات السياق، أثيرت قصة الأسير الطفل فوزي الجنيدي (14عاما) من مدينة الخليل، الذي أثبت التقارير الطبية تعرضه للتعذيب الشديد على يد قوات الاحتلال أثناء وبعد الاعتقال قبل ما يقارب الشهر، ما أدى إلى كسر في يده اليمنى، بعد أن انهال عليه أكثر من خمسة جنود بأعقاب البنادق لحظة اعتقاله. وحسب رواية الجنيدي، فقد استمرت عملية التعذيب التي تراوحت بين الضرب على الأقدام وسكب المياه المثلجة على جسده.

تكتم إعلامي

ويحاول الاحتلال الإسرائيلي التكتم إعلاميا على حالات التعذيب داخل السجون أو خلال الاعتقال، وفق ياسين أبو خضير عم الأسير طارق، مضيفاً أن انتشار صور الأخير كانت بسبب الافراج عنه مبكرا حينما اكتشف الاحتلال بأنه يحمل الجنسية الامريكية.

وأوضح أبو خضير أن تدخل القنصلية الأمريكية في ذلك الوقت أجبر الاحتلال على الإفراج عن طارق فوراً وقبل أن يمضي وقت على تعرضه للضرب، مؤكدا أن هناك عددا من الأطفال المقدسيين اعتقلوا بصحبة طارق وتعرضوا لنفس أشكال التعذيب والضرب ولكنهم قضوا في المعتقل مدة كافية لتمحو آثار الضرب على أجسادهم.

وأكد أبو خضير أن الاحتلال عادة يحاول التكتم الإعلامي لتفادي ظهور الأطفال وعليهم آثار التعذيب، وقال: “هذا ما حدث مع رفقاء طارق أبو خضير، حيث لم يظهروا إعلاميا رغم تعرضهم للتعذيب بنفس الدرجة من الخطورة”.

نسب عالية

وفي الوقت الذي نشرت فيه مصادر إعلامية إسرائيلية إحصائية تؤكد فيها تعرض 64% من الأطفال الفلسطينيين المعتقلين للضرب خلال الاعتقال لدى الاحتلال، أكد محمود الصغيري المتحدث باسم نادي الأسير أن نسبة التعذيب تصل إلى 95 %، موضحا أن التعذيب يتفاوت بين الركل والصفع والضرب بأعقاب البنادق، وبأن الأوراق والحالات الموثقة في نادي الأسير تؤكد عدم مصداقية الأرقام المنشورة في التقرير الإسرائيلي.

ويضيف الصغيري أن الأسرى أدلوا بشهادات للمحامين مؤكدين أن الاعتداء عليهم يبدأ منذ لحظة اعتقالهم ويستمر في كل مراحل التحقيقات، مستشهدا بحدث حيث رفضت إدارة معتقل “عتصيون” تحمل مسؤولية استقبال الأطفال لما ظهر عليهم من آثار تعذيب لحظة اعتقالهم على يد جنود الاحتلال، حيث أدت إلى جروح بالغة ونزيف واضح على وجوههم.

وعن تبعات هذا التعذيب، أكد الصغيري أن تلك الحالات تؤثر على الأطفال في كثير من الأحيان ويؤدي التعذيب إلى مرحلة المرض النفسي، مشددا على أن ذلك يتطلب أحيانا عرضهم على أخصائيين نفسيين لعلاجهم من آثار التعذيب أثناء الاعتقال والمحاكمة.

وتؤكد احصائيات نادي الأسير الفلسطيني أنه جرى اعتقال 70 طفلاً فلسطينياً خلال 2017 تعرض غالبيتهم للتعذيب والضرب بالأقدام أو الصفع على الوجه وغيرها من وسائل الضرب أثناء التحقيق معهم.

وفي تقريرها، رصدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال اعتقال مئات الأطفال خلال عام 2017 معظمهم من مدينة القدس وتؤكد تعرض معظمهم للتعذيب، كما تنوه أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحترم مواثيق حقوق الانسان وتقدم على اعتقال الأطفال والقصر وتعرضهم للتعذيب.

يذكر أن عدد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال في سجون الاحتلال وصل إلى 6400 طفل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن