ارتياح فلسطيني للتعداد السكاني الفلسطيني بلبنان

ارتياح فلسطيني للتعداد السكاني الفلسطيني بلبنان

أرخت نتائج مشروع “التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان” بأن العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين في لبنان يبلغ 174422ألف شخص فقط، بأجواء من الارتياح حيث تأمل القوى الفلسطينية ان تفتح الافاق على آمال لتنظيم العلاقة اللبنانية الفلسطينية، فيما يتعلق بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية دون أي يؤثر ذلك على التركيبة اللبنانية بتشعباتها السياسية والديغرافية والمذهبية.

يتطلع أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان وخاصة عين الحلوة، ان يتم الاستفادة من هذا الاحصاء السكاني بما يعزز صمودهم في وجه محاولات الياس والاحباط، سيما وان الارقام حملت مؤشرات خطيرة لجهة تناقص الاعداد بسبب الهجرة الفردية والجماعية التي شهدتها المخيمات في السنوات الخمسة الاخيرة لاسباب كثيرة أبرزها، حرمان الفلسطيني من حقوقه المدنية والاجتماعية، البطالة والضائقة الاقتصادية والمعيشية وانظرة الامنية التي تجعل من كل فلسطيني متهم حتى تثبت براءته عكس العرف القانوني السائد، وكل ذلك دفع الى الهجرة وركوب البحر بحثا عن حياة افضل في الخارج.

وقد شدد مسؤول “الجبهة الشعبية” في لبنان مروان عبد العال، خلال يوم تضامني سياسي مركزي أقامته “الجبهة” في مخيم مار الياس تحت عنوان “القدس عاصمة فلسطين الأبدية”، في اختتام احتفالاتها لمناسبة يوبيلها الذهبي الذكرى ال 50 لانطلاقتها، ان الوجود الفلسطيني في لبنان، كان ولايزال يعيش في معاناة مثلثة الأضلاع، اقتصادية، وسياسية، وأمنية، وهو ضحية الفشل السياسي بعدم تحقيق حق العودة حتى الآن، وضحية تقليصات خدمات الأنروا، وضحية سياسة الإغلاق اللبنانية، حتى عن تنفيذ قرارات متخذة، فهذا العدد يفترض على صناع السياسات معرفة المصلحة الحقيقية ووجهة الاستثمار، وعدم الخوف من فزاعة الخطر “الديموغرافي” أو “الدينوغرافي” أو منافسة سوق العمل، لأن الفلسطيني ليس رقمًا، بل قضية عادلة، وهو ليس مادة جاهزة للشراء، أو البيع، أو المبادلة، فالفلسطيني يولد في لبنان، ويتعلم ويتخصص في جامعاتها، ويحمل شهاداتها، ولا يحق له أن يعمل في لبنان،ومن الممكن أن يعمل في الأونروا إن وجد وظيفة شاغرة، أو أن يهاجر، وهكذا ينزف المجتمع ويتم تذويب قضية اللاجئين، لذلك يجب على الدولة أن تتعامل بسياسة إيجابية، وليس تمييزية التي لن نصمت عنها، وسننتقدها بكل أخوة وحرص، وهي تؤذي سمعة من يمارسها. فالسياسة الصحيحة هي التي تعزز العلاقات الإيجابية، وتحمي الكيانية اللبنانية من هواجس التوطين، والهوية الفلسطينية من مخاوف إنهاء قضية العودة.

الحريري والاسلاميون

صيداويا، اتفقت النائب بهية الحريري وفد من “القوى الاسلامية” الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ضم رئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب ومسؤول عصبة الأنصار الاسلامية الشيخ ابو طارق السعدي والناطق بإسم العصبة الشيخ ابو الشريف عقل زارها في مجدليون بحضور قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة، علىاعتبار التعداد السكاني الذي أجرته لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بالتعاون مع الاحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني اول احصاء رسمي للفلسطينيين في لبنان، يظهر الواقع كما هو دون تضخيم او اجتزاء، مشددين على ان هذا التعداد يشكل اساساً ومنطلقا لرؤية واقعية للجوء الفلسطيني بكل معاناته في اية معالجة لهذا الواقع من كل جوانبه، ويفتح الباب امام مقاربة جدية لكل المشكلات التي يعانيها ولموضوع الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.

واوضحت مصادر فلسطينية، ان اللقاء تخلله جولة أفق فيموضوع العفو العام وأهمية ان يشمل مطلوبين فلسطينيين غير متورطين بقضايا أمنية كبيرة، كعامل مساعد على تحصين الامن والاستقرار في المخيم لما له من انعكاس ايجابي على الشعور الفلسطيني بالاهتمام اللبناني، ناهيك عن اوضاع المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة على الصعد الأمنية والصحية والحياتية والاجتماعية، والخطوات التي اتخذت وتتخذ لثبيت الأمن والاستقرار في المخيم لما يشكل ذلك من قوة ودعم لقضايا الشعب الفلسطيني العادلة وتوحيد البوصلة الفلسطينية نحو القدس وفلسطين.

ونوه الشيخ عقل بإسم الوفد:بمواقف الحريري الداعمة للقضية الفلسطينية في كل المجالات، قائلا “ما سمعناه هو تأييد لقضيتنا الفلسطينية العادلة وفي مقدمها قضية القدس حيث اكدنا على رفضنا جميعا للقرار الأميركي الظالم الجائر فيما يتعلق بالقدس”، موضحا انه جرى “هموم وشجون اهلنا في المخيم ومن اهمها قضية مواد البناء التي اصبح من الصعب لمن يريد ان يرمم بيته ادخال اي نوع من انواع مواد البناء، وقضية العفو العام وانه يجب ان يشمل الجميع وخاصة الفلسطينيين المقيمين في المخيم،المهم ان لا يكونوا متورطين بدم او قتل او اعتداء على الجيش والمؤسسات الأمنية، واعتقد ان القسم الأكبر من المطلوبين داخل المخيمات بتقارير كيدية واطلاق نار هؤلاء ان شاء الله سيكون هناك حل لموضوعهم.

وردا على سؤال حول ما يسجل من خروج مطلوبين من مخيم عين الحلوة قال الشيخ عقل: المخيم لم يعد يصلح بيئة لمثل هذه الحالات ونؤكد مجددا ان وضع المخيم بعد المعركة التي حصلت في آب الماضي افضل الآن، وكثير من المطلوبين بهذه الأحداث خرجوا من المخيم، لكن الطريقة التي يخرجون بها لا نعرفها انما خرجوا الى سوريا.

وحول اصدار نتائج التعداد السكاني للفلسطينيين في لبنان قال: هذا الموضوعكان أيضا من الملفات التي تطرقنا اليها، هناك من كان دائما يحاول ان يضخم الوجود الفلسطيني في لبنان ويتحدث عن نصف مليون او يزيد، واعتقد ان ما تبين من ان هذا الوجود قلي، 174 الفا، اعتقد ان ذلك يساهم في تحقيق مزيد من الحقوق المدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان ان كان حق التملك او حق العمل.

اعمار الطيرة

وفي عينالحلوة، التقى المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم عين الحلوة محمد أبو ليلى وعضو القيادة السياسية للحركة في منطقة صيدا خالد زعيتروفداً من لجنة “حي الطيرة” برئاسة أمين سرها ناصر عبد الغني، حيث بحث الطرفان قضية إعادة إعمار حي الطيرة، حيث أكدت حماس أنها لن تتوانى عن خدمة شعبها الفلسطيني لا سيما في مخيم عين الحلوة، مؤكدين ضرورة بذل كل الجهود لبلسمة جراح أهالي حي الطيرة والتأكيد على ضرورة الإسراع في التعويض على الأهالي والبدء بإعادة إعمار الحي.

وشددت “حماس” على موقفها الثابت من أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية وخصوصاعين الحلوة، وأنها لن تتراجع عن استراتيجيتها الكامنة للحفاظ على أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية في لبنان.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن