الأمم المتحدة تفقد مصداقيتها وإسرائيل تؤسس لنظام أبارتهايد

قصف غزة

غزة – وكالات

فضحية مجلجلة ضرب مظلة الأمم المتحدة، وجعلت من المنظمة “ملطشة”، بيد جماعات الضغط الإسرائيلية – الأمريكية، وذلك بعد أن تم سحب التقرير الصادر عن لجنة بالأمم المتحدة، والذي يتهم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب نظام الفصل العنصري أبرتهايد ضد جميع الفلسطينيين، وأن الفصل العنصري جريمة ضد الإنسانية حسب القانون الدولي.

وقد توالت ردود الفعل غاضبة على سحب التقرير، ودفع ذلك الأمر الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الاسكوا” ريما خلف لتقديم استقالتها من منصبها أمس، بعد قرار الأمين العام للأمم المتحدة “انطونيو غوتيريز” سحب تقرير أصدرته اللجنة قبل أيام قليلة، يدين دولة الاحتلال الإسرائيلي .

و في هذا الصدد تحدثت “وكالة قدس نت للأنباء”، مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فهمي شراب للوقوف على حيثيات التقرير و ردود الأفعال بعد أن تم سحبه، وما هو المطلوب لمواجهة ذلك.

وأوضح شراب أن خروج هذا التقرير أول من أمس كان مفاجأة كبيرة لأنه الأول من نوعه، كون الذي أصدرته لجنة تتبع الأمم المتحدة.. وانه سلط الضوء بشكل مباشر على إسرائيل  كدولة عنصرية ودولة أبارتهايد تفصل المدن الفلسطينية وتمارس القمع والإرهاب. وانه يكتسب أهمية لان تقارير الأمم المتحدة أكثر مصداقية وهي جاءت لتؤكد أيضا التقارير التي أصدرتها كثير من المؤسسات الدولية مثل اوكسفام وهيومان رايتش ووتش وامنيستي انترناشونال والتي كانت جميعا تدين إسرائيل.

وعن أهمية التقرير ذكر شراب، الأهمية تكمن انه صدر عن إحدى هيئات أو ممثليات الأمم المتحدة، وانه بذلك له مصداقية ويتم نشره دوليا في اغلب الصحف العالمية الهامة، وانه تم كتابته من خلال بحث علمي قائم على الحقائق وانه تحقيق استقصائي دقيق. وتكمن أهميته انه الأول من نوعه الذي يدين في تقرير واحد الطرف الإسرائيلي، فحتى تقرير ريتشارد فولك عام تجاه عدوان عام (2008-2009) رغم أهميته إلا انه أدان الطرفين.

انحياز أمريكي أعمى مع إسرائيل

والتقرير يكشف عن أن الولايات المتحدة تسيطر بشكل كبير على أدوات ومخرجات الأمم المتحدة وذلك نظرا لكثير من الأسباب وفق ما ذكره شراب.

مواصلا حديثه، هذا التقرير أثار ردود فعل متباينة، فقد دفع الولايات المتحدة للتدخل والمطالبة بسحب التقرير، وأكدت على إن هذا التقرير لا يعبر عن  سياسات وقناعات الأمم المتحدة أو الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس. ومما دفع أيضا المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بان يصرح للصحفيين في نيويرك أن “التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأمم المتحدة”، وقد شبه متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بمنشور دعائي نازي معاد للسامية.

وذلك يكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف بشكل أعمى مع إسرائيل ولم تكن وسيطا بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة فلسطينية من اجل إيجاد بديل عن الولايات المتحدة كطرف محايد أو وسيط.

وعن تداعيات التقرير وما يحمله من مفرزات قال شراب، “يزيد هذا التقرير التابع للأمم من أهمية ومصداقية تقارير المنظمات الحقوقية التي دأبت في السابق على إصدارها بيانات مشابهة مثل “هيومان راتيس ووتش” و”امنستي انترناشونال” واوكسفام” وكثير من المنظمات الدولية الحقوقية الأخرى.

كما أن حكومات دول العالم تعتمد على هذه التقارير وتبني سياساتها بناء عليها، وهي بمثابة القانون لدى الرأي العام الغربي، ومن المتوقع أن يشجع هذا التقرير كثير من الجهات على إصدار تقارير وأخبار مشابهة.

وثيقة لمقاضاة إسرائيل دوليا

ونوه شراب، أنه من الضرورة التقاط هذه الفرصة وان تقوم الجهات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية بالتعبير عن ترحيبها بهذا التقرير ممزوجا هذا البيان بشروحات إضافية حول انتهاكات إسرائيل لكثير من حقوق الإنسان في قطاع غزة، كون هذا التقرير يعتبر وثيقة مهمة وذات مصداقية يجب الاعتماد عليها في المحاكم الدولية لمقاضاة إسرائيل دوليا.

كذلك أكد شراب، أنه مطلوب تسليط الضوء إعلاميا على هذا التقرير لكي يساهم في تغيير مزاج وقناعات الرأي العام والذي كان يرى بان إسرائيل “واحة الديمقراطية” في المنطقة! وتعزيز الرواية الفلسطينية على حساب الرواية الإسرائيلية، وكذلك مراسلة الجهات الدولية بخصوص هذا البيان، ومنها المتعاطفة معنا لكي يتم تكثيف الجهود لمقاطعة إسرائيل ودعم الــ BDS، وكشف المخططات الصهيونية.

جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب

وانتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية، النداءات التي طالبت بسحب التقرير، وقالت في بيان لها: “أن أهمية هذا التقرير الذي جاء متأخرا، والذي يعكس جزءا من واقع المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني جراء سياسات وممارسات الاحتلال العنصرية والتمييزية.

وشددت على أن اتخاذ بعض الأطراف لمواقف سلبية من التقرير، ونعته بصفات عديدة والتهديد بسحبه أو إخفائه ومهاجمته، لن يخفي حقيقة ما جاء فيه، وحقيقة ما تقوم به إسرائيل ضد شعبنا من جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقا لمفاهيم وقواعد القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني.

وكانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا”، أصدرت يوم الأربعاء الماضي تقريرا أكدت فيه أن إسرائيل ماضية في فرض نظام فصل عنصري “أبارتهايد” ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وأشار التقرير إلى “التجزئة الإستراتيجية” للفلسطينيين و”القوانين والسياسات والممارسات واضحة” كأسلوب تستخدمه إسرائيل لفرض هيمنتها العنصرية.

وأوضح أن إسرائيل مذنبة بارتكاب جريمة الفصل العنصري، وأن “التجزئة الإستراتيجية للشعب الفلسطيني” هو الأسلوب الرئيسي الذي من خلاله تفرض إسرائيل الفصل العنصري، مع تقسيم الفلسطينيين إلى أربع مجموعات مضطهدة من خلال “قوانين وسياسات وممارسات واضحة”.

وذكر التقرير أنه تم تحديد أربع مجموعات من الفلسطينيين هي: المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل، والفلسطينيون في القدس الشرقية، والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، والفلسطينيون الذين يعيشون كلاجئين أو في المنفى ، وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز أمر بسحب التقرير مساء الخميس المنصرم .

فصائل فلسطينية تستنكر سحب التقرير

كما و استنكرت العديد من الفصائل الفلسطينية سحب التقرير، وانتقد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تصريح له وفق ما أورده  تقرير ” وكالة قدس نت للأنباء ” ، موقف الولايات المتحدة إلى انتقدت التقرير وطالبت بسحبه عبر السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، و أكد أن التقرير انتصار دولي جديد لشعبنا وصفعة أخرى لحكومة الاحتلال

بدورها دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طلب الأمين العام للأمم المتحدة سحب تقرير لجنة الأسكوا حول فلسطين وما سبقه من محاولات الضغط التي قامت بها ولا تزال جهات منحازة للكيان الصهيوني لسحب تقرير اللجنة حول الأوضاع في فلسطين والذي أشار إلى دولة الكيان بأنها تؤسس نظام آبارتهايد – ضد الفلسطينيين.

وتوجهت الجبهة بالتحية للدكتورة ريما خلف المديرة التنفيذية لمنظمة الأسكوا على مواقفها الشجاعة وقرارها بالاستقالة احتجاجاً على هذه الضغوط التي تتعرض لها المنظمة على خلفية التقرير لسحبه، مؤكدة أن قرار استقالتها خطوة رمزية ذات دلالة هامة تحرج المؤسسة الدولية وتبرهن على أنها هيئة غير متوازنة في تعاملها معنا.

كما و استنكر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بشدّة موقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي طالب بحذف تقرير الأمينة التنفيذية لمنظمة “اسكوا” د. ريما خلف عن الانترنت لوصفه ممارسات الاحتلال ضد شعبنا بالعنصرية.

وكالة قدس نت للأنباء

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن