الإندبندنت: لا تغيير في موازين القوى بعد الضربة على الأسد

قصف سوريا

قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن الضربات العسكرية التي نفذتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا على مواقع مختارة في سوريا، لن تغير موازين القوى على الأرض، خاصة أن تلك الضربات جاءت بمنزلة “تأديب للنظام”، وتجنبت التعرض لداعمتيه روسيا وإيران.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب باتريك كوكبيرن، أن الحديث الذي سبق الضربة العسكرية والذي كان يتطرق لمخاطر نشوب حرب عالمية ثالثة بين روسيا وأمريكا، “يبدو أنه كان مبالغاً به جداً” رغم أنه استند على تغريدات نارية أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اختارت أمريكا ومعها بريطانيا وفرنسا الحد الأدنى من العمل العسكري الذي لا يؤدي إلى استفزاز روسيا أو إيران، فكان الهجوم بمنزلة استنكار لاستخدام الأسد الكيمياوي ضد شعبه أكثر من أن يكون محاولة لإضعاف نظامه.

ويقول الكاتب: “ربما يكون ترامب اختار تحت ضغط من قادته العسكريين الخيار الأكثر حذراً، لكن في الحقيقة لم تكن هناك خيارات جيدة؛ فقد انتصر الأسد في الحرب الأهلية، وبات حتى إضعافه لا يصب بمصلحة أحد؛ لأن إضعاف الأسد سيؤدي بالضرورة إلى تقوية تنظيم القاعدة وداعش”.

ربما تؤدي تلك الهجمات إلى منع الأسد من استخدام الغازات السامة مستقبلاً، بحسب الكاتب، ولكنها لن تؤدي إلى تغيير في موازين القوى، فالأسلحة الكيمياوية لا تشكل إلا جزءاً يسيراً من ترسانة النظام ولم تؤد دوراً حاسماً في معاركه، فمن أصل نصف مليون سوري قتلوا منذ اندلاع الصراع لم يُقتل بالسلاح الكيمياوي سوى 1900 شخص.

ًإن ميزان القوى شهد تغييراً فعلياً قبل الضربة الأمريكية الغربية على سوريا فجر السبت، وتمثل ذلك في سيطرة قوات النظام والمليشيات الداعمة لها على آخر معاقل المعارضة قرب دمشق، الغوطة الشرقية، حيث تم نقل مقاتلي التنظيمات المسلحة إلى إدلب في الشمال، وهو نصر يفوق ما حققه النظام بسيطرته على شرق حلب نهاية عام 2016.

قدرة تنظيم “جيش الإسلام” في التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له في الغوطة الشرقية ربما تكون هي السبب الذي دفع النظام إلى استخدام السلاح الكيمياوي، حيث أظهرت الصور التي بُثت عقب الهجوم العشرات من الأطفال وهم يعانون من ضيق التنفس، ويجري غسلهم بالماء من أجل التخلص من آثار تلك الضربات، وهي الصور التي أثارت موجة من الغضب والاستنكار العالمي، ودفعت ترامب وقادة فرنسا وبريطانيا إلى تنفيذ سلسلة من الغارات على مواقع تابعة للنظام.

وإذا كان النظام قد شن تلك الهجمات على دوما من أجل دفع مقاتلي المعارضة السورية إلى الاستسلام “فقد نجح” بحسب الكاتب، ففي غضون ساعات من شن تلك الهجمات انسحب مقاتلو المعارضة، وانتقلت الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما للإشراف على رحيل المقاتلين، ومنع وقوع أية عمليات نهب قد تقوم بها القوات الحكومية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن