الإيرانيون يتساءلون: لماذا لا يتحدث قادتنا مع ترامب؟

الإيرانيون يتساءلون: لماذا لا يتحدث قادتنا مع ترامب؟

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن الإيرانيين بات لديهم نزعة ورغبة كبيرة في التحدث مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مشاكلهم العالقة، خصوصاً بعد القمة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في سنغافورة.

فقد حفزت هذه القمة الإيرانيين لطرح تساؤل عريض: “لماذا لا يتحدث قادتنا مع أمريكا؟”، بحسب الصحيفة.

ففي مايو الماضي أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، الذي أبرم بين إيران ومجموعة الدول الكبرى، وبينها أمريكا، وشرع بفرض إجراءات وعقوبات جديدة دفعت المستثمرين للانسحاب من إيران.

يقول بعض الإيرانيين، إن على قادتهم أن يتخذوا خطوات مماثلة لما اتخذه الزعيم الكوري الشمالي، ويعقدوا قمة مع ترامب، فإذا كان ترامب لديه استعداد للجلوس مع زعيم دولة “معزولة” مثل كوريا الشمالية، فأكيد أنه يمكن أن يتحدث مع إيران.

وكان ترامب قد أعلن بالفعل أنه على استعداد للدخول في محادثات مباشرة مع قادة إيران، لإعادة التفاوض بشأن الصفقة النووية.

يقول مسعود دنمشمند، عضو غرفة تجارة طهران: “إن إيران بلد تجري فيه انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية، ولديها سكان يفوق عددهم 80 مليون نسمة، وهو مجتمع منفتح وديناميكي، ونتقاسم الحدود مع العديد من الدول، والمجتمع أكثر تقدماً من مجتمع كوريا الشمالية، فلماذا لا تستطيع إيران وأمريكا الجلوس في محادثات مباشرة؟”.

أحد الأسباب التي تمنع ذلك، بحسب الصحيفة، هو أن “قادة إيران يعارضون إيديولوجياً التحدث مع أمريكا، فالأمر ليس كما هو في كوريا الشمالية، وإيران لا تملك علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، بل إن الرؤساء الإيرانيين يذهبون إلى دورات المياه لتجنب رؤية الرؤساء الأمريكيين خلال اجتماعات الأمم المتحدة”.

السبب الآخر هو أن “انسحاب ترامب من الاتفاق النووي برّر للمتشددين الإيرانيين الذين يكرهون أمريكا أفعالهم، فهم يقولون إن الدخول في مفاوضات نووية مع أمريكا لن يجلب سوى مزيد من المعاناة لإيران، لذا فإنهم ضد إجراء مثل هذه المفاوضات”.

لكن الخشية الآن تكمن في تعثر الاقتصاد الإيراني وارتفاع الأسعار بعد إعادة فرض العقوبات، وهو ما دفع بالكثير من الإيرانيين إلى الحديث بشكل واضح عن أنه لا مجال إلا بمحادثات مباشرة مع أمريكا.

يقول هاديمختاريان، صاحب بستان قرب بحر قزوين: “الاقتصاد سيئ للغاية، قادتنا بحاجة إلى بيع النفط ولكن ماذا بعد فرض العقوبات؟ أعتقد أنه لا بد من التحدث مع أمريكا في نهاية المطاف، إذا تحدثوا مع ترامب فستتحسن الأمور، أعتقد أن ذلك سيكون عظيماً ويسعد الكثير من الناس”.

وفي متجر صغير غرب طهران، يجلس محمد الشهدي (33 عاماً) لبيع مواد بلاستيكية ومواد مستعلمة أخرى، قائلاً: “إن العمل بطيء ليس كما كان قبل فترة، سؤالي هو لماذا يجب أن نبقى نواصل ذات السياسة الخارجية الحالية؟ حان وقت التغيير، من أجل الشعب الإيراني لإنقاذه من هذا الوضع السيئ، يجب على قادتنا أن يجلسوا مع ترامب وأن يحلوا النزاعات القديمة”.

تعود الخلافات الإيرانية الأمريكية إلى العام 1953 عندما نفذت الاستخبارات المركزية الأمريكية انقلاباً ضد رئيس الوزراء المنتخب، محمد مصدق، وذلك ضمن دعمها المتواصل لشاه إيران محمد رضا بهلوي.

وفي العام 1979، احتل الطلاب الإيرانيون الغاضبون السفارة الأمريكية، واحتجزوا 52 أمريكياً كرهائن، وسيطرت ثورة الخميني على الحكم، قبل أن تدعم واشنطن العراق في حربه على إيران التي استمرت ثمانية أعوام، كما فرضت لاحقاً عقوبات على إيران.

غياب الثقة بترامب

سعيد ليلاز، الخبير الاقتصادي المقرب من الحكومة الإيرانية يقول: “إن فكرة إجراء محادثات مباشرة مع أمريكا في هذه الظروف ليست واقعية، فترامب يريد من إيران أن تتخلى عن كل شيء دون تقديم أي حافز مقابل ذلك، لماذا يجب علينا أن نجلس في ظل هذه الظروف؟”.

المسؤولون الإيرانيون قلقون أيضاً من الطبيعة “الزئبقية” لترامب، فقد حذر محمد باقر نوباخت، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، كوريا الشمالية من أن ترامب لا يمكن الوثوق بكلمته، مشيراً إلى إلغاء قراره وتوقيعه على البيان الصادر عن اجتماع مجموعة السبع الذي عقد مؤخراً في كندا.

تقول “نيويورك تايمز”: إن فكرة مشاهدة علي خامنئي، المرشد الإيراني الأعلى، وهو يصافح ترامب أمام شاشات التلفاز، لا يمكن تصوره، لأن ذلك سيعني فيما يعنيه تدمير الصورة التي رسمها المرشد الإيراني لنفسه على أنه قائد “محور المقاومة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن