“الإيكونومست”: بن سلمان “متهور” يقود المنطقة نحو التدمير

محمد بن سلمان

 

قالت مجلة الإيكونومست البريطانية، إن التطورات المتسارعة في المملكة العربية السعودية، وخاصة فيما يتعلّق بعمليات الإصلاح التي يجريها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أمور إيجابية، لكنها حذّرت من أن “هذا الشابّ المتهوّر سيدمّر المنطقة”.

واعتبرت المجلة أن بعض الإصلاحات الأخيرة؛ مثل منح المرأة في المملكة مزيداً من الحقوق، وتقليص دور الشرطة الدينية، تمثل “أموراً إيجابية” في مملكة كان التغيير فيها يجري ببطء.

لكنها أعربت أيضاً عن الخشية من أن محمد بن سلمان (32 عاماً)، سيؤدي إلى تدمير المنطقة؛ بعدما أقدم على خطوات، خصوصاً على الصعيد الخارجي، لم يجنِ من ورائها سوى مزيد من الخسائر، منذ ظهوره على الساحة قبل أكثر من عامين، عندما تولى والده سلمان عرش البلاد.

وتقول المجلة إن بن سلمان اعتقل العشرات من الأمراء والأثرياء والوزراء والمسؤولين السابقين والحاليين، في إطار حملة لمكافحة الفساد، وأيضاً لجمع نحو 800 مليار دولار أمريكي من الأصول التي جُمّدت من تلك الشخصيات. كما أن السعودية اتهمت إيران علناً بالوقوف وراء الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي اليمنية (المدعومة من طهران) باتجاه الرياض.

الاضطرابات في الداخل السعودي والتهديدات بالحرب في الخارج تثير القلق في بلد يعدّ أكبر مصدر للنفط في العالم، ويمثل الاقتصاد العربي الأكبر، إضافة إلى أنه يضم أقدس الأماكن الإسلامية.

ما يجري، وفقاً للمجلة، هو انقلاب قصر، أو ربما انقلاب، فلقد قام بن سلمان بكبح جماح معارضيه، وأصبح الرجل القوي في المملكة منذ الملك عبد العزيز بن سعود، الذي أسّس الدولة السعودية، وربما كان يمكن تفسير ذلك بأنه محاولة للإصلاحات العميقة التي يحتاج أن ينفذها، لكن الخطر يكمن في الديكتاتورية التي ستقود بلداً آخر نحو الفشل.

إن الإصلاحات التي نادى بها بن سلمان فيما يتعلق بالاقتصاد السعودي، وضرورة البحث عن بدائل للنفط، وأيضاً منح المرأة السعودية العديد من حقوقها، ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى السيطرة على التيار الديني المتشدد، كل هذه الإصلاحات موضع ترحيب من العالم، ولكن الطريقة التي تجري فيها كل هذه المتغيرات أمر يثير القلق، كما تقول المجلة.

وتتابع الإيكونومست: “بعض طموحات بن سلمان يقودها التهوّر، فلقد شكّل تحالفاً لحرب ضد جماعة الحوثي في اليمن، وبعد عامين لم تحقق الحرب أهدافها، وخلق كارثة إنسانية كبيرة. كما سعى إلى عزل قطر المجاورة والغنية، ما أدى إلى تدمير مجلس التعاون الخليجي”.

ومؤخراً يدفع الأمير الشاب باتجاه شنّ حرب ضد حزب الله اللبناني، بعد أن فرض على رئيس الحكومة اللبنانية تقديم استقالته من الرياض، وإلى الآن لا أحد يعرف إن كانت الحرب على حزب الله ستندلع قريباً.

مصدر القلق الآخر الذي يثيره بن سلمان هو الاقتصاد؛ فلقد أعلن عن نيته التحوّل من اعتماد المملكة على النفط إلى تنويع مصادر الدخل، وسعى إلى اجتذاب المستثمرين، وأعلن الشهر الماضي عن إنشاء مدينة نيوم.

لكن بعد مرور أقلّ من أسبوعين على هذا الحدث الذي احتضنه فندق الريتز كارتلون بالرياض، احتضن نفس الفندق العشرات من الأثرياء، بينهم الوليد بن طلال، ولكن هذه المرة كمحتجزين، حيث تم إخلاء الفندق بأكمله، وهو أمر بات يثير الريبة والخوف في نفوس المستثمرين.

كان على بن سلمان، تقول المجلة البريطانية، أن يمنح إصلاحاته المزيد من الشرعية من خلال مزيد من النقاش والتشاور، وأن يمنح المعارضة مساحة، لا كما هو الحال؛ حيث بدأت كل الأصوات المعارضة تختفي.

يتوقع الكثيرون أن تؤدي هذه الأعمال المتهوّرة التي يقوم بها بن سلمان إلى سقوط البيت السعودي، وهو أمر إن حصل فإنه سيؤدي إلى نشر الفوضى وتفتيت البلد والتدافع للحصول على ثروته، كمان أن إيران لن تكون بعيدة وستتدخل، بالإضافة إلى ظهور الجهاديين، وهو أمر سيستدعي تدخل الأجنبي.

وتختم المجلة تقريرها بالقول إن العالم يأمل في أن تنجح إصلاحات بن سلمان، ولكن أولاً يجب أن يتوقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن دفع بن سلمان لمزيد من التهوّر، وعلى الغرب أن ينصح بن سلمان بضرورة التصرّف بحذر وتجنّب التصعيد مع إيران، وأن يمنح الحياة السياسية داخل السعودية مزيداً من الحرية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن