الاحتلال يمنع مسنة مريضة بالسرطان من القدس من زيارة عائلتها في غزة

الاحتلال يمنع مسنة مريضة بالسرطان من القدس من زيارة عائلتها في غزة

كتبت صحيفة “هآرتس” أن سلطات الاحتلال تمنع فلسطينية من سكان القدس، وهي مريضة بالسرطان وعمرها 65 سنة، من دخول قطاع غزة، لزيارة أسرتها التي لم ترها منذ أكثر من عشر سنوات.

وتدعي سلطات الاحتلال أن المعايير الموضوعة لدخول الإسرائيليين إلى قطاع غزة، منذ فك الارتباط في عام 2005، لا تنطبق عليها.

وكانت السيدة سعدى حسونة قد تزوجت من أحد سكان القدس في عام 1972 وحصلت على الإقامة الدائمة في المدينة، حتى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، زارت هي وأبناؤها الثلاثة عائلتها، لكن منذ شددت إسرائيل معايير دخول قطاع غزة ومغادرته، تم منعهم من الدخول.

في العام الماضي، اكتشفت حسونة أنها مصابة بسرطان الثدي، ومنذ ذلك الحين تخضع لعلاج كيماوي في مستشفى هداسا عين كارم، بل اضطرت للخضوع لعملية استئصال الثدي. ويوجد لحسونة شقيقان وست أخوات في قطاع غزة، وأم مسنة. وقد حصلت إحدى أخواتها على تصريح لزيارتها في منزلها في مخيم شعفاط، لكن الأم العجوز لا تستطيع السفر على الطرق، وتسعى حسونة لرؤيتها وبقية أفراد العائلة الذين لم يحصلوا على تصريح خروج لزيارتها.

وقالت إن أسرتها توجهت إلى دائرة التنسيق والارتباط (DCO)، التابعة لمنسق أعمال الحكومة في المناطق في وزارة الأمن، بطلب السماح لابنتها بدخول قطاع غزة ولكن تم رفض الطلب، لذا لجأت إلى جمعية “غيشاه” (وصول). وفي 28 آذار قدمت مركزة الجمعية إلى قسم الإسرائيليين في مكتب منسق أعمال الحكومة في غزة طلبا بالسماح لحسونة بدخول قطاع غزة. وفي 2 نيسان، وصل رد غير موقع عبر البريد الإلكتروني يفيد بأنه تم رفض طلب الحصول على تصريح دخول “بسبب عدم استيفاء معايير خروج الإسرائيليين إلى قطاع غزة. وفي ضوء حقيقة أن طلبها لا يتوافق مع أي من المعايير المنصوص عليها.”

وبسبب الرفض، تقدمت الجمعية بالتماس إلى المحكمة العليا لإصدار أمر قضائي يلزم الدولة على توضيح موقفها. وجاء في الالتماس “أن الرد السريع نسبيا على طلب الملتمسة، والذي تم تقديمه بعد ثلاثة أيام عمل فقط، يشهد على حقيقة أن المدعى عليهم لم ينظروا في الطلب بعناية ودقة. وفقا لموقف قاضية المحكمة العليا دافنا براك في كتابها “القانون الإداري”، “يجب على كل سلطة إدارية الالتزام بتفعيل السلطة التقديرية عندما تتخذ قرارات بشأن المسائل التي تدخل في نطاق سلطتها القضائية. وينطبق هذا الالتزام أيضًا عندما تتصرف السلطة وفقًا للمبادئ التوجيهية والإجراءات التي حددتها لنفسها. في أي طلب يُعرض عليها، يجب على السلطة فحص ما إذا كانت الظروف الخاصة للقضية لا تتطلب الخروج عن الإجراء الذي وضعته.”

بالإضافة إلى الالتماس، طلبت محامية “غيشاه”، سيجي بن آري، من الدولة أن تشرح لماذا لا يتم تحديث الإجراءات ويسمح للإسرائيليين الآخرين الذين يعانون من مرض خطير أو يخشى على حياتهم، بزيارة أقاربهم في قطاع غزة.

في البداية، كان من المقرر عقد جلسة في 7 حزيران، وبعد استئناف “غيشاه” على الموعد المحدد، تم تقديم الجلسة إلى 2 أيار. وفي غضون ذلك، توجه عضو الكنيست موسي راز (ميرتس) إلى مساعدة وزير الأمن، روث بار، وطلب منها التدخل حتى تتمكن حسونة من زيارة عائلتها. وكتب راز يوم الثلاثاء: “بسبب الحالة الصحية والعاطفية التي تعيش فيها” طلبت سعدى أن تسافر للمرة الأخيرة إلى غزة لزيارة أمها وأفراد أسرتها الذين لم تراهم منذ 18 عاما. إنها لا تعرف كيف ستكون حالتها الصحية في المستقبل القريب وتتخوف من الانتظار لوقت آخر، وألا تسمح لها حالتها بزيارة عائلتها، وقضاء وقت معها وتوديعها. وحتى وقت نشر هذا التقرير، لم يتلق راز أي رد من بار.

وفي يوم الخميش وأثناء توجهها من بيتها في شعفاط إلى المستشفى لتلقي العلاج الكيماوي الأسبوعي، قالت سعدى لصحيفة “هآرتس”: “كمسلمة مؤمنة بالله، لست خائفة من الموت، لكنني أريد رؤية أبناء عائلتي وأنا على قيد الحياة. أليس هذا من حقنا؟ هل سأتمكن من زيارة غزة فقط إذا مات أحدهم، أو هل سيتمكنون من الحضور إلى القدس إذا مت أنا؟”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن