الاستخبارات الإيرانيّة تخترق حاسوب رئيس اركان إسرائيلى سابق

2-38

الوطن اليوم / وكالات

على الرغم من الاحتياطات الإسرائيليّة، وعلى الرغم من تشكيل هيئة وطنيّة إسرائيليّة لمُحاربة القراصنة ومنعهم من إلحاق الأضرار بالحواسيب المهمّة فقي الدولة العبريّة، على الرغم من كلّ ذلك، تمكّنت أجهزة الاستخبارات الإيرانيّة من تسجيل خرق واسع النطاق للحواسيب الإسرائيلية، شملت شخصيات رفيعة المستوى من عسكريين وسياسيين، من بين 1800 حاسوب إسرائيليّ، واستطاعت سحب المعلومات المخزنة فيها، بما في ذلك الوثائق والصور ومراسلات البريد الإلكتروني.

القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، التي كشفت عمليات الخرق، أشارت إلى أنّ الإيرانيين خرقوا أيضًا الحاسوب الشخصي لرئيس أركان إسرائيلي سابق، من دون الكشف عن هويته، إضافة إلى أجهزة حواسيب أخرى تابعة لخبراء وإعلاميين إسرائيليين، وعلماء في مجال الفيزياء والطاقة النووية، وكذلك مسؤولين في الجامعات والمعاهد البحثية الإسرائيلية، وخبراء في الشؤون الإيرانية على مختلف مستوياتهم. ولفتت القناة إلى أنّ الخبراء الإسرائيليين اكتشفوا الخرق، وتوصلوا إلى معرفة الجهة المخترقة، واسم المخترق المباشر، بعد ارتكاب الإيرانيين خطأً، مشيرين إلى أنّ مقتحم الحواسيب إيرانيّ الجنسية، يدعى ياسر بلاحي. لكنّه لم يتصرّف من تلقاء نفسه وبمبادرة ذاتية، بل جرى توجيهه عبر جهات استخبارية إيرانية كلّفته بالعمل.

وبحسب الخبراء الإسرائيليين، من الواضح أن الجهة هي الحرس الثوري الإيرانيّ، على حدّ تعبيرهم. مُحلل الشؤون العسكرية في “القناة العاشرة”، ألون بن دافيد، أشار إلى أنّ هذه الحرب الإلكترونية بين إيران وحزب الله من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، لم تعد سرًّا وباتت مكشوفة، إذ إنّ إيران وحزب الله يبذلان جهودًا كبيرة من أجل التجسس على إسرائيل، والطرفان يركّزان في الأعوام الأخيرة على شخصيات إسرائيلية محددة، وقد استطاعا خرق حواسيبهم.

وأضاف المُحلل الإسرائيليّ قائلاً إنّ الإيرانيين يتبجّحون بقدراتهم الإلكترونية والقوة السيبرانية التي يتمتعون بها. وقال أيضًا إنّ الهاكرز الإيرانيين استطاعوا بالفعل خرق مئات الحواسيب الإسرائيلية التابعة لكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، بين ضباط حاليين وسابقين، على حدّ تعبيره. في السياق عينه، لفت موقع المصدر الإسرائيليّ إلى أنّ الإيرانيين أوقفوا عمليات خرق الحواسيب الإسرائيلية، بعد أنْ أدركوا أن عملياتهم قد كشفت، لكنّهم تمكّنوا من الحصول على الكثير من المعلومات من الحواسيب.

وكما يبدو، فإنّ حربًا إلكترونية تدور بين الجانبين، إسرائيل وإيران، والمحاربون من الطرفين يجلسون أمام شاشات الحواسيب، على حدّ تعبيره. وكان رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال هرتسي هليفي، قد قال إنّ الدولة العبريّة تخوض حربًا الكترونيّة شرسةً مع إيران، مُشدّدًا على الأجهزة الأمنيّة تعمل بكلّ ما أوتيت من قوةٍ من أجل منع الإيرانيين من اختراق منظومات الحواسيب الحساسّة جدًا في إسرائيل، وفي هذا السياق، لا بُدّ من التذكير، بأنّ الوحدة 8200 التي تعمل تحت إمرته، تُعتبر من أكثر الوحدات تطورًا من الناحية التقنيّة والتكنولوجيّة ولها نشاطات واسعة في حروب الإنترنيت والشبكات، وقد انضمّ إليها الآلاف من العقول الإسرائيليّة منذ إنشائها نظرًا لشهرتها الواسعة، حيث تعمل على ضمان التفوق النوعيّ لإسرائيل من خلال عمليات دفاعية أوْ هجومية في الفضاء الإلكترونيّ.

كما رأى الجنرال هليفي، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ليست مشروعًا نوويًا فقط، بل هي تراكم المزيد من القوة والنفوذ وتتعامل كدولة عظمى إقليمية، وسط الدول المحيطة بإسرائيل، مُشيرًا إلى أنّ هذه هي المنطقة التي تعيش فيها إسرائيل، وتتماهى تصريحاته مع ما جاء في دراسة نشرها مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية وأعدّها مدير المركز البروفسور إفرايم عنبار، الذي قال إنّ الثورات والانتفاضات العربية والتطورّات العلميّة والتكنولوجيّة في إيران، قد خلقت وضعًا أمنيًا وسياسيًا واجتماعيًا هو الأكثر خطورة واضطرابًا بالنسبة إلى إسرائيل منذ نهاية الحرب الباردة.

وشدّدّ البروفيسور الإسرائيليّ في سياق دراسته على أنّ الإسرائيليين لديهم القليل من النفوذ بعد التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا طموحات قليلة للانخراط في الهندسة السياسية للمنطقة، وكل ما يمكنهم القيام به هو الدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل، على حد قوله. إلى ذلك، المسؤول السابق في مجال “الدفاع السايبري” في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أوفير حسون، لفت إلى أنّ عمليات الخرق الإيرانية للحواسيب الإسرائيلية هي جزء من سباق تسلح لا ينتهي، وقد فشلنا فيه حتى الآن، بالطبع ليس بالضربة القاضية، لكن لدينا فجوات كبيرة في أماكن عديدة، تستلزم منّا العمل على استدراكها، حسبما ذكر.

من جهته، أشار معلق الشؤون الأمنية في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، د. رونن بيرغمان، إلى وجوب استدراك الأخطاء الإسرائيلية في مجال السايبر وأمن المعلومات الإلكترونية، وقال لقد جرى الاستخفاف في السابق بقدرات حزب الله على الخرق المعلوماتي، وأدى ذلك إلى كمين بلدة أنصارية، في جنوبي لبنان عام 1997، وعلينا ألّا نستخف بقدرات الإيرانيين في هذا المجال، ويجب فعل كل ما هو مستطاع لتحصين الحواسيب الإسرائيلية من الخرق، على حدّ تعبيره.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن