الاكراد يحققون مكاسب وسط أزمة العراق ولكن ليس بدون مخاطر

الاكراد يحققون مكاسب وسط أزمة العراق ولكن ليس بدون مخاطر

حقق الاكراد في العراق مكاسب ملحوظة منذ بدأ مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” الاستيلاء على الأراضي الشهر الجاري .

وسيطرت قوات “البشمركة” العسكرية بإقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق على مدينة كركوك المهمة رمزيا واستراتيجيا بعد فرار الجيش العراقي .   

كما انها تميزت بكونها القوة المقاتلة الوحيدة التي حافظت على أرضها من هجمات “داعش”، حيث اخرجت المسلحين من المناطق الكردية.

وقال نيجيرفان برزاني، رئيس وزراء كردستان في شمال العراق، إن ” الاولوية القصوى” لحكومته الدفاع عن الأرض الكردية”. وتسبب الصراع في توقف قطاعات كثيرة من الاقتصاد العراقي، ولكن منطقة كردستان تواصل الأعمال التجارية المعتادة مع الجارة التركية، وهي شريك تجاري رئيسي، حتى انه يبدو ان هناك احتمالا لنمو صادرات النفط.

غير انه توجد آثار سلبية محتملة للمكاسب الأخيرة، حيث اكتسب الاكراد أرض جديدة، ما يعني ان قواتهم منتشرة وتواجه “داعش” في الخطوط الأمامية.

كما حصلت قوات “داعش” على معدات عسكرية جديدة، بما في ذلك معدات أمريكية الصنع، مثل عربات “هامفي” وأسلحة ثقيلة من القوات العراقية التي تركت مواقعها .   

ومن مصادر القلق الأخرى ما إذا كان الاكراد سيتمكنون من الابقاء على كركوك في حال تمكنت الحكومة العراقية من دفع قوات “داعش” والمطالبة باعادة المدينة.

واستجاب السكان الشيعة بالعراق لدعوة بالتسلح من جانب قيادتهم، ويستعدون حاليا لحرب ضد مقاتلي “داعش”.

وارتفعت أسعار الذخيرة والبنادق في العراق نظرا لتزاحم الأفراد لتسليح أنفسهم للمهمة.

ومن جانبهم، يتأهل مقاتلو “البشمركة” لرحلة طويلة في الوقت الذي تعهد فيه قادتهم السياسيون بعدم التخلي عن كركوك التي تضم مناطق تنتج النفط وذات أهمية تاريخية للقوميين الاكراد.

ويسعى هؤلاء القوميون للحكم الذاتي أو اقامة دولة مستقلة للاكراد الذين يقدر تعدادهم بـ 30 مليون نسمة منتشرون من جنوب شرق تركيا إلى شمال سورية والعراق وبعض أجزاء غرب إيران .

وحكم الاكراد في شمال العراق أنفسهم في الاساس منذ عام 1991، بعدما شكلت القوات الدولية التي كانت تقاتل صدام حسين في حرب الخليج الأولى منطقة حظر طيران لحماية الأكراد، وتركت القوات العراقية المنطقة .

ويعكس فشل تنظيم “داعش” شن اعتداءات على المنطقة الكردية في العراق قوة الحكومة الكردية في الشمال، التي تمكنت من بناء مؤسسات دولة مستقرة نسبيا.  

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن