البحث عن الرجال المختطفين مهمة النساء في اليمن

البحث عن الرجال المختطفين مهمة النساء في اليمن

سلطت شبكة بلومبيرغ الأمريكية، الضوء على جانب آخر من جوانب الأزمة اليمنية، المتمثلة بالعشرات من الرجال المختطفين أو الذين اختفوا بظروفٍ وطرق غامضة، مبينة أن النساء في اليمن قررن تشكيل جميعة للبحث ومتابعة مصير أولئك الرجال.

جمعية أمهات المختطفين شكلتها مجموعة من النسوة اليمنيات للبحث عن أبنائهن أو أقاربهن، من الذين تعرضوا للاختطاف على يد الكثير من الجماعات المسلحة في البلاد، حيث دقت الجمعية ناقوس الخطر حيال هذه المأساة، بحسب الشبكة الأمريكية.

تفيد الشبكة أن الجمعية تديرها 20 امرأة، وتسعى لتقديم الدعم والمساعدة للنسوة اللواتي تعرض أزواجهن أو أبناؤهن لعمليات الاعتقال والاختفاء القسري والاختطاف.

وتشير إلى أن أغلب عمليات الاختفاء والاختطاف كانت على يد جماعة الحوثي، التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، وهي جماعة مسلحة مدعومة من إيران انقلبت على النظام الشرعي قبل أكثر من ثلاث سنوات، وتخوض حرباً ضروساً مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وانطلقت الجمعية في أبريل من عام 2016، ولديها الآن قسم متخصص بالبحث وآخر للعلاقات العامة، وفقاً لشبكة بلومبيرغ، التي أوضحت أن الجمعية تعمل على تنظيم الحملات للمطالبة بإطلاق سراح الرجال المختطفين، وتمتلك فريقاً سرياً يتخصص بتعقب أخبار الرجال المختطفين في مختلف المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

يقول إسماعيل محمد، عضو الجمعية، خلال اجتماعه مع الصحفيين نهاية الشهر الماضي، إن المجتمع اليمني مجتمع ذكوري مغلق، فلو أن رجلاً ذهب إلى الحوثيين من أجل البحث عن سجين أو مختطف لديهم فإنه يمكن أن يتعرض للسجن هو أيضاً، أما إذا ذهبت المرأة فالأمر يكون أقل خطورة عليها.

وسيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر من العام 2014، وحاولوا تعزيز سلطاتهم في جميع أنحاء البلاد.

وبدأت عمليات الاختفاء القسري للرجال مع دخول قوات التحالف العربي بقيادة السعودية الحرب في اليمن مع جماعة الحوثيين، وهي الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات آلاف المدنيين وإلحاق أضرار كبيرة بالمنشآت المدنية والأسواق.

منظمة “هيومن رايتس ووتش” بدورها كانت اتهمت الحوثيين في وقت سابق بالوقوف وراء عمليات الاختفاء القسري وتعذيب المحتجزين، التي شملت العشرات من الناشطين وزعماء القبائل والمعارضين السياسيين.

وتواصل الشبكة الأمريكية قائلة إن جمعية أمهات المختطفين توثق العشرات من قصص بطولة المرأة اليمنية، فلقد قادت الجمعية العديد من التظاهرات خارج بوابات السجون في اليمن؛ سعياً للحصول على معلومات عن أقاربهن المفقودين.

وتابعت: وثقت الجمعية خلال العام الماضي، 1866 حالة اختطاف، بينها 35 حالة اختفاء لنساء و48 طفلاً، وكلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مؤكدة أنه تم الإفراج عن 723 حالة.

واستطردت مسلطة الضوء على امرأة يمنية تدعى “أم إبراهيم”، مشيرة إلى أنها فقدت ولدها الشاب البالغ من العمر 20 عاماً؛ حيث كان ناشطاً على وسائل التواصل الاجتماعي ومعارضاً للحوثيين، موضحة أنه كان دُعي إلى حفل زفاف في إحدى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وذهب ولم يعد.

تقول الأم عن ابنها إبراهيم وهي تغالب دموعها: “سُمح لي بزيارته في أحد السجون التابعة للحوثيين. لم أصدق أنه ابني. لقد أرادوا منه أن يعترف بأنه يعمل لدى التحالف (التحالف العربي الذي تقوده السعودية)”.

وأضافت بلومبيرغ: “أما توفيق المنصوري، البالغ من العمر 33 عاماً، ويعمل صحفياً في جريدة المصدر على شبكة الإنترنت، فقد اعتقل من قبل الحوثيين في يونيو 2015. والدته لم تتمكن من الحديث عن محنة ابنها، بينما قال شقيقه، إن توفيق نُقل إلى عدد من السجون، وآخر مرة تمكنت الأسرة من زيارته كانت قبل سبعة أشهر”.

وختمت بلومبيرغ تقريرها باقتباس من تقرير نشرته وكالة أسوشييتد برس، بتاريخ يونيو الماضي، قالت فيه إن “عمليات الاختفاء القسري والاحتجاز لا تقتصر على جماعة الحوثي المتمردة، بل إن الإمارات شريك السعودية في التحالف العسكري، احتجزت نحو 2000 رجل في سجون سرية، وهو الأمر الذي نفته الإمارات، بالرغم من تأكيدات محامين يمنيين وأسر ضحايا لتلك الأنباء”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن