البرتغال في اليورو.. كيف تصل إلى النهائي بدون مهاجم صريح؟

mini_56456456

فاز المنتخب البرتغالي على ويلز بهدفين مقابل لا شيء، ليصل رونالدو ورفاقه إلى نهائي اليورو، في تكرار لما حدث معهم في بطولة 2004، لكن تحت قيادة المدرب فرناندو سانتوس هذه المرة، مع أداء مغاير وميل واضح إلى النزعة الدفاعية. وبعد بداية متعثرة في دور المجموعات، استعاد “برازيل أوروبا” رونقهم في المحطات الحاسمة، حتى لحظة الوصول إلى المباراة الأخيرة، دون اللعب بمهاجم صريح طوال المباريات السابقة.

قرعة سهلة

اتفقنا أم اختلفنا على حظوظ كل فريق في يورو 2016، فإن طريق منتخب البرتغال وصف بالسهل شكلا ومضمونا، رغم أنه وصل إلى ثمن النهائي بعد حصوله على المركز الثالث في مجموعته، ليستفيد المنتخب من طريقة القرعة وترتيب الفرق، ليقع مع كرواتيا وبولندا وويلز، مبتعدا عن منتخبات بقيمة وحجم إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وبالتالي فإن مشوار سانتوس ومجموعته بات في المتناول لكنه لم يكن أبدا السبب الوحيد وراء المواصلة.

فيُحسب للمدرب سانتوس أنه خلق نظاما تكتيكيا صارما خلال المنافسات، وألغى تماما فكرة الفردية بين لاعبيه، لدرجة أن الجميع بلا استثناء يلعبون فقط لصالح المنتخب، خصوصا في مواجهات خروج المغلوب. وامتاز المنتخب البرتغالي باللمحة الجماعية الواضحة، مع أسلوب لعب قائم على البقاء في مناطقه ومن ثم انتظار المنافس، أملا في حماية مرماه أولا وأخيرا وقبل كل شيء.

وبمجرد الحفاظ على الشباك نظيفة، تبدأ المرحلة الثانية من الخطة بكسر إيقاع المباراة، والتقليل من وتيرة اللعب، حتى يشعر المنافس بالملل واليأس، وهذا هو المطلوب فعله، لأنه بعدها يفتح خطوطه نوعا ما أو يرضى بالتعادل والوصول إلى ركلات الجزاء، تأتي رصاصة الرحمة عن طريق لعبة مباغتة دون سابق إنذار.

الحلول الذكية

استغل الفريق البرتغالي ضعف الأداء الفني ليورو 2016، فمعظم الفرق ظهرت بمستوى غير جيد، وانتقد معظم الخبراء الطابع الفني للبطولة ككل، لتصبح المسابقة عبارة عن دفاع متواصل، مع غياب شبه تام لما يعرف بالابتكار الهجومي، ومع ضعف لياقة معظم النجوم، فإن طريقة دفاع البرتغال صارت ممكنة، لأنهم يعتمدون على طريقة الدفاع المتوسط من دائرة المنتصف.

يلعب سانتوس بما يسمى Mid-Block، أي خط الدفاع، الذي لا يقف أمام منطقة الجزاء، بل يبدأ ضغطه من منتصف الملعب تقريبا، لتتحول الخطة من 4-4-2 أثناء الهجوم إلى 4-6-0 من دون الكرة، ما يعني تقليل الفراغات بشدة في وبين الخطوط، وخنق لاعبي المنافس كلما حاولوا تطبيق لعبة هجومية منظمة.

منتخبات مثل بولندا وويلز تلعب بأسلوب الهجمة المرتدة، ولأن البرتغال لا تهاجم كثيرا، فإن لاعبي هذه الفرق وجدوا أنفسهم دون أي جديد بالكرة، لينتهي كل شيء في مباراة نصف النهائي عن طريق أحد الحلول الذكية، الضربات الثابتة والركنيات هما المراد، ليصعد رونالدو ويضع الهدف الأول، ويضيف ناني الهدف الختامي بعد تسديدة بلا صاحب داخل منطقة الجزاء.

من دون مهاجم

شارك فرناندو بثنائي من الأجنحة في مركز رأس الحربة، ناني ورونالدو من الرواق إلى العمق. واعتمد المدرب في تكتيكه على تحركات هذا الثنائي، في حالة صعودهما إلى منطقة الجزاء، فإن ظهيري المنتخب ولاعبي الوسط يحصلون على مساحات أكبر للتحرك، كما حدث في لعبة الهدف أمام بولندا، حينما لعب ريناتو وناني كرة مشتركة سكنت المرمى في النهاية، وفي حالة عودتهما بعض الشيء إلى الخلف، فإنهما يحصلان على مساحة أكبر للتسديد أو التمرير الإيجابي.

امتاز الثنائي رونالدو وناني بالأهداف المميزة، لذلك لم يتأثر الفريق كثيرا بغياب المهاجم الصريح، بينما حصل اللاعب ريناتو سانشيز على دور المهاري في المنتصف، لتكون وظيفة الورقة الرابحة من نصيب كواريزما، البديل الذي يطبّق المرتدة بطريقة مثالية، من تمريرة إلى أخرى بعيدا عن المبالغات المعروفة عنه في السابق.

تقول الأسطورة هذا الموسم إن الفريق صاحب القرعة الأسهل هو البطل في النهاية، فعلها ريال مدريد في دوري الأبطال، وصنعها إشبيلية بالدوري الأوروبي، وتعتبر البرتغال صاحبة الفرصة الأكبر في نهائي يورو 2016، لأن المنافس الآخر سواء كان ألمانيا أو فرنسا سيصل إلى هذه المباراة مرهقا ومشدودا من مباراة النصف، لكن يبقى كل شيء واردا في اللحظة الفاصلة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن