الجنود أحياء.. هل نحن على مشارف صفقة الأحرار الثانية؟

الاسرى

أثار فيديو كتائب القسام الذارع العسكري لحركة حماس حول جنود الاحتلال الأسرى في غزة، انطباعات قوية على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، واحدث حالة من التكهنات وردود الأفعال وقراءة واضحة لما بين السطور، خاصة أن رسالة القسام من خلال الفيديو الذي يتحدث به عن جنود الاحتلال المأسورين في غزة تركت احتمال كبير أن الجنود أحياء.

هذا الفيديو الذي ترك آثار كبيرة وردود فعل قوية لدى الجانب الإسرائيلي، جاء بعد الحرب الكلامية التي درات بين عائلتي الضابط والجندي الإسرائيليين هدار غولدن وشاؤول أرون، الأول مفقود في غزة، والثاني أسير لدى القسام، خلال جلسة في الكنيست الإسرائيلي حول مناقشة تقرير مراقب الدولة الذي يبرز إخفاقات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

ومن الأسئلة المطروحة حاليا، هل بتنا فعلا على مشارف صفقة أحرار ثانية؟ وان المسألة الآن ستأخذ مجرد وقت لكي يدخل الاحتلال في عملية تفاوض جادة عبر وسطاء؟ خاصة وأن  نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وجه رسالة للأسرى في سجون الاحتلال  أن موعد الحرية اقترب قائلا بعد خطبة الجمعة وخلال افتتاحه مسجد التقوى في حي التفاح شرق غزة الذي دُمر إبان عدوان 2014 :” نقول لأسرانا بعد رسالة القسام الأخيرة إن موعدكم الحرية هذا وعد الله ووعد الرجال في مقاومتكم الصامدة ، وان غزة حققت بمقاومتها نظرية الردع مع الاحتلال الإسرائيلي ، و أن قوة كتائب القسام اليوم أضعاف ما كانت عليه في الحروب السابقة”.

الخضوع لشروط المقاومة

وهل نجح الفيديو بتحريك الرأي العام إسرائيليا وإعادة ملف الأسرى من جديد للواجهة؟ المختص بالشأن الإسرائيلي فراس حسان قال في تعقيبه على ردود الفعل الإسرائيلية :” الفيديو نجح في اعادة هذا الملف إلى الواجهة الإسرائيلية وسنرى المزيد من التداعيات الداخلية الكبيرة لهذا الموضوع وخاصة بعدما شعر الإسرائيليين بنسبة عالية أن حماس قد تكون صادقة، فيما بثته وان هناك جنود أحياء وخاصة هدار غولدن”.

وأضاف حسان، “الإعلام الإسرائيلي تابع الموضوع بشكل لافت وكان هناك اهتمام كبير بالفيديو الذي استمر ثلاث دقائق وثلاثين ثانية .حيث آثار حفيظة عائلات الجنود وبدأت الأصوات تتعالى بالمجتمع الإسرائيلي  للخضوع لشروط المقاومة وإنهاء هذا الملف الإنساني كما يقولون ، وعنوان الشريط كان لافت حيث كان العنوان باللغة العبرية #حكومتكم_تكذب

وفي معرض دره على سؤال حول الرسالة التي أراد القسام أن يوصلها لحكومة إسرائيل قال حسان:” أولا علينا أن نقول أن القسام نجح مرة أخرى في الدعاية الاعلامية والتي أعطت الإسرائيلي هامش جيد من الاعتقاد أن بعض جنوده مازالوا أحياء وعلى عائلات الجنود الإسرائيليين التحرك والضغط على الحكومة الإسرائيلية من اجل تحريك هذا الملف .

مواصلا حديثه، “وسنرى تداعيات لهذا الشريط وسنرى خضوع إسرائيلي للشروط الفلسطينية وان سمعنا أصوات إسرائيلية تطالب بالتضييق على غزة لإجبار حماس على تخفيف شروطها فإننا سنرى تحرك  إسرائيلي من تحت الطاولة لإنهاء هذا الملف ضمن الشروط الفلسطينية”.

شاؤول أرون و هدار غولدن

يذكر أن الجندي شاؤول أرون، إلتحق في صفوف الجيش الإسرائيلي -لواء النخبة- وعمل على الحدود مع قطاع غزة وأسر في عملية لكتائب القسام شرق حي التفاح بمدينة غزة، بتاريخ20/07/2014م ، وقتل في هذه العملية 14 جندياً إسرائيليا وأسر أرون صاحب الرقم 6092065، خلال معركة “العصف المأكول” كما تسميها حماس، وهو ثاني جندي تأسره المقاومة الفلسطينية بعد جلعاد شاليط.

أما هدار غولدن، وهو ملازم ثاني بلواء جفعاتي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويكون نجل ابن خال موشي يعلون وزير الجيش الإسرائيلي السابق، ففقد في مواجهة مع كتائب القسام في منطقة رفح في قطاع غزة في 1 أغسطس 2014، أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة .

الجنود أحياء وليس أشلاء

وفي هذا الصدد قال الكاتب و المحلل السياسي الدكتور فهمي شراب في تعقيب له حول فيديو القسام :” إن فيديو القسام يعتبر ضربة معلم و الرسالة التي يحملها الفيديو الذي أطلقه القسام ناجحة ومؤثرة جدا وتخاطب العقول والقلوب وتنفذ إلى عمق الحقيقة.”.

وأضاف شراب، :”رسالة القسام هي اختراق للعمق الإسرائيلي وتوريط للحكومة الإسرائيلية، وسوف تصب زيتا على نيران أهالي الجنود الإسرائيليين المختطفين لدى القسام لان الشعب الإسرائيلي يصدق أبو عبيدة الناطق باسم القسام أكثر مما يصدق حكومته. وستحرك الرأي العام الإسرائيلي ضد حكومته التي اثبت القسام بأنها تكذب على شعبها ، والفيديو عمل ذكي جدا وهادف و يقول بصراحة أن الجنود أحياء وليس أشلاء”.

أنا هنا لماذا يقولون أنني ميت

ونشرت كتائب القسام رسالة حول الجنود الأسرى لديها و هي عبارة عن أغنية بالعبرية، تقول بأن هدار غولدن وشاؤول أرون أحياء ويطالبوا عائلاتهم وحكومة الاحتلال بالتحرك من أجل الإفراج عنهم.

وتضمنت الأغنية العبارات التالية:

كل جنود جولاني مميزون لكن .. الذي يضحي بأغلى ما عنده هو البطل الحقيقة أرون أنت ذاك .. هذا كذب وهراء

أرون أورون يا حبيبي أين اختفيت يا قلبي .. متى يا حلو ترد علي وتطفئ النار بداخلي

هدار هدار يا حبيبي أين اختفيت .. أمي أمي أنا هنا لماذا يقولون أنني ميت

أبي أمي افعلوا كل شيء لكي تظهر الحقيقة .. كفى كذباً

أرسلتني الدولة لأحارب من أجلها .. وبعد الوقوع في الأسر أهملوني

أنا في أسر القسام أرجوكم أنقذوني

أمي أمي الدولة هي المسؤولة عن مصير المفقودين .. سيأتي يوم فيه سيحاكم المسؤولون

الانخراط في عملية تفاوض

وحول الرسائل التي أراد القسام أن يوصلها للاحتلال ، يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب ،إن “فيديو القسام ورسالة الجنود الأسرى يحمل دلالات تتمثل في أنها رسالة قوية ومؤثرة، سيحرك مشاعر عائلات الجنود ،حيث أرسل إشارة قوية أنهم مفقودين أو أحياء وأسرى لدى كتاب القسام “.

وأوضح الغريب، “المرحلة المقبلة ستشهد حراكا عمليا من عائلة شاؤول وهدار للضغط على نتنياهو ، و أستطيع القول أن لا مفر لحكومة الاحتلال الإسرائيلي إلا الانخراط في عملية تفاوض مع كتائب القسام، و أجزم بقوة أن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال بدأت مسارها الحقيقي والكذب على عائلات الجنود لن ينفع بعد اليوم وأنه ولا بد من دفع الثمن.”

يذكر أن حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي أجريا صفقة شاليط أو صفقة “وفاء الاحرار” التى تعد إحدى أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية الإسرائيلية ، وشملت الصفقة إفراج الإحتلال عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل أن تفرج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد أعلن عن التوصل لهذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية، وتعد هذه الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمت خلالها عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض عليها من داخل أرض فلسطين.

(وكالة قدس نت للأنباء)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن