الحرب على غزة “ستكلف إسرائيل ثمنا باهظا”

ستكون الحرب على قطاع غزة في حال حدوثها مكلّفة وقاسية على إسرائيل، سياسيا واقتصاديا، فحسابات المواجهة لن تكون سهلة بالنسبة للإسرائيليين، حسبما يرى مراقبون فلسطينيون.

ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أنطوان شلحت، في حديث لوكالة الأناضول، إنّ إسرائيل تخشى حسابات الضربة على غزة، والتي ستكون “باهظة الثمن”.

ورأى شلحت أنّ بإمكان إسرائيل توجيه ضربة قاسية ومؤلمة لغزة وإلحاق الأذى بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، غير أن التصعيد الذي قد يستغرق وقتا سيُكلف الإسرائيليين ثمنا باهظا.

وتابع: “قدرات المقاومة الفلسطينية تطورت، وحركة حماس أوضحت على لسان جناحها العسكري أنها تملك من القدرات ما يؤهلها لإيلام إسرائيل، وبالتالي الحرب على غزة سيقابلها إطلاق صواريخ تستهدف أماكن حساسة وبعيدة، وربما أبعد من قصف تل أبيب” كما حدث في الحرب الأخيرة عام 2012″.

وشنت إسرائيل حربا على غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، استمرت لمدة 8 أيام أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الفلسطينيين.

وفي تلك الحرب قصفت سرايا القدس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” تل أبيب للمرة الأولى.

ورأى شلحت أن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن حرب على غزة قد يكلفه مستقبله السياسي، أمام تعاظم قدرات المقاومة، وقدرتها على إيقاع الخسائر في صفوف الإسرائيليين.

واستدرك بالقول: “أوراق المقاومة، وما يجري في الضفة الغربية من هبة فلسطينية ضد الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، كلها عوامل تجعل من احتمالات تصعيد إسرائيل للوضع أمرا غير وارد في الفترة القليلة المقبلة”.

ويلعب الضغط الدولي، وفق شلحت، دورا بارزا في شن إسرائيل لحرب واسعة على غزة، إذ يرى أن الدول الأوروبية تسعي للضغط على إسرائيل لعدم التصعيد.

وتابع: “دوليا، وفي ظل ما يجري في المنطقة العربية من تطورات، أي ضربة لغزة، ستربك الحسابات الدولية، لهذا إسرائيل ستحاول أن تبحث عن مبرر لعملياتها”.

وكان نتنياهو قد أعلن أن أمامه “خيارين في غزة لا ثالث لهما، إما وقف إطلاق الصواريخ من القطاع أو الرد بالقوات البرية”.

ويرى هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة في تطورات قدرات المقاومة عاملا كبيرا في دفع إسرائيل ثمنا سياسيا وعسكريا كبيرا.

وقال البسوس في حديث لوكالة الأناضول إنّ حركة حماس وبعد خروجها من الحكم والسلطة (بتشكل حكومة التوافق الوطني الشهر الماضي)، ستستخدم ورقة المقاومة بشكل قويّ وستدير المعركة بشكل مختلف.

وأضاف أن “حماس وبعد خروجها من الحكم، ستوجه ضرباتها القوية تجاه إسرائيل، ولن تخشى تبعات تصعيدها كما لو كانت في السلطة”.

وعقب قرابة 7 سنوات من الانقسام (2007-2014) ، وقّعت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) و”حماس”، التي كانت تدير حكومة غزة منذ عام 2007، يوم 23 أبريل/ نيسان الماضي، على اتفاق يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.

وأعلن عن تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية في 2 يونيو/ حزيران الماضي، وأدى أعضائها القسم الدستوري أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

ورأى البسوس أن تطورات وتعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية يدفع إسرائيل نحو إعادة حساباتها في كيفية وآلية الرد وطبيعة الضربة التي ستوجهها لغزة.

وتابع: “ستشن إسرائيل عدوانا قاسيا على غزة، لكن هل تتحمل تبعاته ؟ وهل سينتهي إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه البلدات الإسرائيلية.. أمام إسرائيل أسئلة حاسمة تحتاج إلى إجابات واضحة قبل البدء في أي معركة قد تكون حساباتها مكلّفة جدا”.

وكانت كتائب عز الدين القسام أعلنت في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي، أن التهديدات الإسرائيلية والتلويح بشن حرب جديدة ضد غزة “لا تخيف الكتائب، بل تدفعها إلى تحضير بنك (قائمة) أهدافها والاستعداد للحظة الصفر”.

وقالت: “إننا نشتم رائحة الغدر وتصعيد العدوان على شعبنا من هذا المحتل الجبان، وهذا يتطلب من مجاهدينا ورجال المقاومة وجميع أبناء شعبنا الحذر والاستعداد، ونحن بدورنا جاهزون لكل الاحتمالات”.

ويرى عبد الستار قاسم، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل تسعى إلى توجيه ضربة قاسية وفتّاكة لحركة حماس.

وتابع قاسم، وهو أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة النجاح بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، في حديث لوكالة الأناضول، أن إسرائيل ماضية في توجيه ضربة عسكرية لغزة، واستهداف حركة حماس.

غير أن قاسم شدد على أن أي عدوان على غزة سيكون مكلفا بالنسبة للإسرائيليين، وسيختلف عن المواجهات السابقة.

وتابع: ” إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا على الصعيد السياسي والاقتصادي والدولي، من الواضح أن ثمة مواجهة قادمة بين إسرائيل والمقاومة في غزة، لكن هل تعي إسرائيل وقادتها حجم الثمن الذي سيتم دفعه، وشل حركة مدن وبلدات إسرائيلية كاملة، وتعطل لأنشطتها التجارية بفعل الصواريخ”.

ومضى قاسم قائلا إن “المقاومة في غزة باتت قادرة على الصمود، وإدارة المعركة بنجاح، والتصدي لأي عدوان مهما بلغت درجة شراسته”.

واستدرك بالقول: ” السؤال هل لدّى إسرائيل الطاقة على الاستمرار في عدوانها حال نفذته؟ وهل لديها ما تقوله سواء للداخل أو الخارج عندما تتعقد كل الحسابات على الأرض”.

ومنذ اختفاء ثلاثة مستوطنين يوم 12 يونيو/حزيران الماضي، والعثور عليهم يوم الإثنين الماضي قتلى، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية، تشمل قصف مناطق متفرقة في غزة؛ ما ادى لاستشهاد وجرح العشرات فضلا عن اعتقال أكثر من 500 فلسطيني.

ولم تعلن أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف وقتل المستوطنين، غير أن إسرائيل حملّت “حماس” المسؤولية، بالوقوف وراء العملية، وهو الاتهام الذي رفضته “حماس”.

الاناضول

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن