الحركة الإسلامية..فوق و أكبر الحظر..

img.php

كتب عماد توفيق عفانة:

رغم تحفظ الشاباك الصهيوني على قرار حظر الحركة الإسلامية، خوفا من تحول الحركة الشعبية الأكبر والأكثر نفوذا إلى العمل السري، الذي سيستنزف كيان الاحتلال من الداخل، إلا أن نتنياهو ركب رأسه وأصدر قرار الحظر مدفوعا بعدد من المسببات الظاهرة والباطنة.

حظر الحركة الإسلامية التي لم يسجل الاحتلال حادث عنف واحد منذ إنشائها، لا يستهدف الحركة الإسلامية فقط بل يستهدف كل الحركات والأحزاب والفعاليات العربية في الداخل المحتل، فإذا تمكن الاحتلال من النيل من الحركة الإسلامية ذات القوة والنفوذ الكبير بسهولة، فسيعمل على النيل من بقية الأحزاب والمكونات العربية في الداخل المحتل.

ليست الحركة الإسلامية المقصودة بالحظر لذاتها فقط، بل المقصود الموقع والمكانة والدور الذي تلعبه في الحفاظ على الهوية الوطني لفلسطينيي الداخل المحتل، وفي الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى.

كم يشتم من قرار الحظر أنه يستهدف من وراء الحركة الإسلامية الدور والفعل والتواجد العربي في الداخل المحتل ككل، لجهة تطبيق الأحلام الصهيونية بضم المدن العربية ذات الكثاف السكانية إلى مناطق السلطة مقابل ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة المحتل إلى الكيان، الأمر الذي ألمح إليه نتنياهو الى صحيفة جيروزلم بوست الصهيونية قبل يومين.

كان للحركة الإسلامية شرف إطلاق شرارة انتفاضة القدس بتوجيهها للرباط الدائم في المسجد الأقصى، وبتصديها لاقتحامات المغتصبين وجنود الاحتلال، وبإعمارها لباحات الأقصى بمصاطب العلم، وبالمرابطات اللواتي نجحن في تعرية عنصرية وفاشية الاحتلال أمام العالم.

ويدشن هذا القرار الجنوني عمليا المعركة الدينية على الأقصى، لأن نتنياهو ربما يرى في الحركة الإسلامية العقبة الكأداء أمام فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، خصوصا بعد نحاج الاحتلال في الاتفاق على ذلك مع أكثر من طرف عربي وفي مقدمتهم الأردن الراعي الرسمي للمسجد الأقصى، حيث يتوهم نتنياهو أن هذا القرار ربما قد يدفع الحركة للتوقف عن الدفاع عن الأقصى، أو ربما سيدفعها للتوقف عن تنظيم مسيرات البيارق للرباط في الأقصى، أو ربما ستتوقف عن دعم ورعاية مصاطب العلم في باحات الأقصى.

غير أنني أرى أيضا أن لهذا القرار الخطير ما بعده، وأن مدينة القدس عموما والمسجد الأقصى على وجه الخصوص ستواجه تصعيدا خطيرا في عمليات التهويد والمصادرة والتقسيم، تحت ستار كثير من دخان دعاية الحرب على الإرهاب التي يحاول نتنياهو إيهام العالم أنه شريك فيها بإعلانه الحرب على الحركة الإسلامية وحظرها في الداخل المحتل.

أجمعت كافة القوى والفعاليات في الداخل المحتل على أن الحركة الإسلامية جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني في الداخل، وأن الحرب عليها هو حرب على جميع الفلسطينيين في الداخل، وأن الصمت على جريمة حظرها هو تشجيع للاحتلال على النيل منهم واحدا بعد الآخر على قاعدة “أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”، وحسنا فعلوا بتكاثفهم واتفاقهم على التصدي لهذا القرار قانونيا وسياسيا وشعبيا، وتدشين هذا التصدي بإعلان الإضراب الشامل اليوم الخميس في الداخل المحتل.

لا نبالغ إذا قلنا إن الشيخ رائد صلاح بما يملك من كاريزما ورمزية بات الزعيم الذي لا خلاف عليه لشعبنا في الداخل المحتل، وساهم في ذلك دور الحركة الإسلامية التي يقودها في المحافظة على الكينونة العربية الفلسطينية الإسلامية للفلسطينيين في الداخل المحتل من الذوبان في المحيط الصهيوني، ونظرا لدورها الكبير في رفع مستوى وعي أبناء شعبنا في الداخل تجاه قضاياهم الوطنية والإسلامية.

قرار إخراج الحركة الإسلامية عن القانون في الداخل قد يكون له تبعات عميقة لجهة دفع شعبنا في الداخل للانخراط أكثر فأكثر في انتفاضة القدس، ليعيش المغتصبين في كيان العدو كابوس الدفاع عن أنفسهم من داخل غرف نومهم، ليصبح قرار نتنياهو تجاه الحركة الإسلامية القرار الأكثر غباء في تاريخ الكيان.

فمن يحاول حظر الحركة الإسلامية كمن يحاول حظر الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، لذلك فالحركة الإسلامية فوق وأكبر من الحظر لأنها باتت تمثل جزء كبير لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن