الحمد الله: التصدي لجريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب حماية لقطاعنا المالي والمصرفي

الحمد الله: التصدي لجريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب حماية لقطاعنا المالي والمصرفي

قال رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله: “إن الجهود التي نبذلها لتقييم مخاطر جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتصدي لها، إنما تأتي في سياقها وإطارها الصحيح، لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وإعمال حقوق وتطلعات أبناء شعبنا في تعزيز أمنهم واستقرارهم. فشعبنا منذ عقود متصلة، يواجه الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعد أحد أبشع أشكال الإرهاب في العالم”.

جاء ذلك خلال كلمته في إطلاق تقرير الفريق الوطني لتقييم مخاطر جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب، اليوم الأربعاء في رام الله، بحضور رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب عزام الشوا، وممثلة البنك الدولي في فلسطين مارينا ويس، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وتابع رئيس الوزراء: “أشعر بكل اعتزاز، وأنا أشارككم إطلاق تقرير الفريق الوطني لتقييم مخاطر جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب. فالتصدي لمثل هذه الجرائم ومواكبة الجهد الدولي في محاربتها إنما يعتبر حجر الأساس لحماية قطاعنا المالي والمصرفي واقتصادنا الوطني ككل”.

وأردف الحمد الله: “أنقل لكم جميعا تحيات فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، وتطلعاته بأن تتكلل جهودكم جميعا بتحقيق ما نصبو إليه من تكريس الاستقرار والسلم الأهلي، ومحاصرة واجتثاث الإرهاب أيا كان مصدره أو مستواه”.

وأوضح رئيس الوزراء: “لقد راكمت فلسطين خطوات متقدمة في مجال مكافحة الجريمتين، والتزمت منذ سنوات، بتطبيق معايير مجموعة العمل المالي لمكافحة الجريمتين، بإقرار القوانين والأنظمة، وتهيئة الظروف للقطاعات الوطنية لتفعيل أطرها الرقابية والإشرافية على القطاعين المالي والمصرفي، من خلال جملة من الإجراءات، في مقدمتها إصدار القرار بقانون لمكافحة غسل الأموال في عام 2007، والذي يشكل النواة الرئيسية لمنظومة المكافحة في فلسطين. بالإضافة إلى إجراءات الحصول على عضوية فلسطين منذ عام 2005 كعضو مراقب في مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم حصولنا على العضوية الكاملة فيها عام 2015. وقد دخلت بلادنا منعطفا نوعيا، حين أصدرت القرار بقانون لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب رقم 20 للعام 2015 وتعديلاته، لتعزيز فاعليتها في مكافحة الجريمتين، ولتعيد صياغة وبناء أطرها الوطنية بكافة قطاعاتها”.

وبيّن الحمد الله: “نجتمع في أتون مرحلة دقيقة، تستهدف فيها قضيتنا بالتصفية والتجاوز والإلغاء. فقد شجعت الإدارة الأمريكية، بقراراتها غير القانونية ومحاولتها تغيير مرجعيات الحل السياسي، إسرائيل على ممارسة المزيد من البطش والعدوان، والتوسع في استيطانها، ومحاولات تهويد القدس وجر المنطقة إلى صراع ديني”.

وقال رئيس الوزراء: “لقد التزمت فلسطين بقوانينها بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بقمع تمويل الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، خاصة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، بموجب الفصل السابع، بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، بما يشمل قراري مجلس الأمن رقم (1373) و(1267) والقرار رقم (1267) لسنة 1999، والقرارات اللاحقة لهما، والقرار رقم (2178) بشأن حظر المقاتلين الإرهابيين الأجانب. وبموجب القانون، أنشأنا لجنة تنفيذ قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع، والتي لها صلاحيات تجميد أصول وأموال الارهابيين المدرجين على القائمة الدولية والصادرة عن لجنة الأمم المتحدة، كما لها صلاحية إدراج أفراد أو كيانات على القائمة الوطنية، والتي تنظر حاليا إلى ادراج عدد من منظمات المستوطنين الإرهابيين والأفراد الذين اتخذوا فكر ايدولوجيا لإرهاب المواطنين الفلسطينيين، ونفذوا أعمالا إرهابية في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية، كجماعات وأفراد، وكذلك سيتم ادراج الجهات الممولة لهم وتسندهم. وستعلن هذه القوائم، وسنتبادلها مع المجتمع الدولي لتنفيذها، كلٌ بحسب قوانينه المحلية، استنادا لقرار مجلس الأمن رقم 1373. نعم هذا هو الإرهاب الذي سنتصدى له أيضا في الأروقة الدولية”.

واضاف الحمد الله: “لقد التزمت الحكومة بالاتفاقيات الدولية المعنية كذلك بمكافحة غسل الأموال من خلال مصادقتها على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية (فيننا 1988)، واتفاقية الجريمة المنظمة عبر الوطنية (باليرمو 2000)، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. كما وجاء تشكيلنا للفريق الوطني للتقييم عام 2016، كخطوة أولى لتقييم منظومة المكافحة في فلسطين. حيث عمل، ومعه الفرق الفنية التي تمثل المؤسسات الحكومية والخاصة ومن المجتمع المدني، على بناء استراتيجية وطنية متكاملة للمكافحة، ولإعادة توجيه الموارد الوطنية من القطاعات منخفضة المخاطر إلى القطاعات المرتفعة”.

وتابع رئيس الوزراء: “إننا نؤكد أيضا على أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية، في الحفاظ على القطاعين المالي والمصرفي، من خلال سلطة النقد، لتشكل حالة نجاح استثنائية، بشهادة المنظمات الدولية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي”.

وقال الحمد الله: “أجدد باسم فخامة الرئيس محمود عباس التزامنا السياسي، باستكمال هذا المشروع الهام والأخذ بكافة التوصيات التي أقرها الخبراء في تقريرهم حول مخاطر جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب في كافة الجوانب التشريعية والتنظيمية والتشغيلية، وسنصدر تعليماتنا لكافة الوزارات والهيئات والمؤسسات الرسمية بالإسراع في تنفيذ ما عليها من التزامات في إطار الخطة الاستراتيجية وما سينبثق عنها من برامج عمل لكافة القطاعات، وسنوعز بتخصيص الموازنات والمخصصات اللازمة لتنفيذ تلك الخطط والبرامج. وسينصب عملنا في الفترة المقبلة، على تصحيح أوجه القصور في منظومة المكافحة، قبيل عملية التقييم المتبادل والمزمع عقدها في العام 2020، من قبل مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

واختتم رئيس الوزراء كلمته: “أحيي البنك الدولي على دعمه لإنجاز تقرير التقييم الوطني، وأشكر مكتب شؤون المخدرات وإنفاذ القوانين على تمويله لهذا المشروع، وأتوجه بكل التقدير من الفريق الوطني للتقييم والفرق الفنية، ولوحدة المتابعة المالية، والتي تقدم نموذجا وطنيا في المهنية والتقدم في العمل. إنني على ثقة، بأن جهودكم جميعا ستقود الى تعزيز نزاهة قطاعنا المالي، والارتقاء بدولتنا بعيدا عن مخاطر الإدراج على قوائم الدول عالية المخاطر، وتحصينها من الإرهاب والتطرف والجريمة، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع دول العالم نحو سيادة الأمن والسلم الدوليين”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن