الحية/ نجمع قوتنا ونراكمها للمواجهة القادمة ومللنا اللقاءات الثنائية

خليل الحية

جدد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، التأكيد على مضي حركة حماس في تعزيز انتفاضة القدس، داعياً الشعب الفلسطيني بمكوناته كافة إلى تسعير المواجهة مع الاحتلال.

وقال في حوار خاص للموقع الرسمي لحركة حماس، في الذكرى الأولى لانتفاضة القدس، اليوم السبت، إن حماس لا تخجل من القول بأنها تراكم قوتها، مشدداً على ضرورة الانخراط في الانتفاضة بكل عنفوان وقوة.

وندد الحية بالتعزية بوفاة شمعون بيريز والمشاركة في جنازته، متسائلاً: إذا كان بيريز رجل سلام فمن هو القاتل في دولة الاحتلال؟!، منوهاً إلى أن الخلاف في الساحة الفلسطينية هو خلاف برامج ومنهج سياسي.

كما عبر عن تمسك حماس بالعملية الانتخابية، مطالباً باستئنافها من حيث توقفت، ومشيراً إلى إنه لا يوجد أي تواصل مع قيادة الحركة لترتيب لقاء مع حركة فتح حول المصالحة حتى الآن.

وأضاف أن حماس ليست في عداوة مع أحد سوى الاحتلال الإسرائيلي، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى تجريم التطبيع مع الاحتلال، ودعم برنامج المقاومة بكل الطرق والوسائل.

وفيما يأتي نص الحوار كاملاً:

بعد مرور عام على انتفاضة القدس.. كيف تنظرون إلى مستقبل القضية الفلسطينية في ظل استمرار الانتفاضة؟

شعبنا الفلسطيني عوّد كل المراهنين على استسلام الشعب الفلسطيني أن يخرج وفي المحطات الصعبة وفي المفترقات الخطرة ليواجه كل التحديات التي تواجه القضية سواء كانت بالتهميش أو الخنق أو القتل، يواجه كل هذه المحاولات بانتفاضة الإرادة الفلسطينية.

نحن اليوم في ذكرى الانتفاضتين، انتفاضة الأقصى التي جاءت رداً على محاولة شارون تدنيس المسجد الأقصى فرد الشعب الفلسطيني مباشرة بانتفاضة كبيرة عارمة جسدت واقع صمود الشعب الفلسطيني وبطولته وكان من نتائجها اندحار الاحتلال عن قطاع غزة.

كما أن انتفاضة القدس التي يصادف اليوم الذكرى الأولى لانطلاقتها، كان عنوانها وانطلاقة وشراراتها من عملية (إيتمار) البطولية الأخلاقية التي جسدت بطولة المقاومة الفلسطينية وطهارة سلاح المقاومة الفلسطينية ونظافته وقتلت المستوطنين الغاصبين وتركت الأطفال آمنين، ونحن نفخر أن نقول إن شعلة الانتفاضة في أغلب المرات كان لحماس فضل السبق فيها.

جاءت انتفاضة القدس لتقول للجميع إن عدونا واحد، هذا الاحتلال يقتل ويسرق ويدنس المقدسات فلتتوجه كل الحراب والسهام للاحتلال الذي ما زال أخطر أعداء الأمة الإسلامية وهو العدو الحقيقي لنا كشعب فلسطيني وكأمة عربية وإسلامية.

إذا كان من استخلاص اليوم في انتفاضة القدس نقول إن المقاومة الفلسطينية هي قادرة على حماية منجزات الشعب الفلسطيني وهي القادرة على رد العدوان ولجم الاحتلال.

إلى أي مدى أنتم معنيون بتصعيد المواجهة مع الاحتلال وإبقاء شعلة الانتفاضة مستعرة؟

انطلقت حماس لمقاومة الاحتلال، وبالتالي فإن المقاومة هي عنوان حماس، وليس غريباً ولا جديداً على حماس أن تستغل كل محاولة للنيل من الاحتلال بمقاومة باسلة وعظيمة، وليس غريبا عليها أن تجدد اليوم وفاءها لشعبها ولاجئيها ولمقاومتها ولمقدسات الشعب الفلسطيني.

نتمنى من الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة أن يسعروا المواجهة مع الاحتلال بأشكال المقاومة كافة، وفي مقدمتها الكفاح والمقاومة المسلحة، وعلينا أن نستثمر الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ونحن على يقين أن الشعب الفلسطيني هو المنتصر بإذن الله.

كيف يمكن أن تبني حماس على انتفاضة الأقصى ودحر الاحتلال عن غزة في إنجاح نموذج انتفاضة القدس؟

كان من عوامل نجاح انتفاضة الأقصى أن كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله كانت محتضنة للانتفاضة ولا خلاف بين فصائل الشعب على هذه الانتفاضة، بل إن حركة فتح وبعض منتسبي الأجهزة الأمنية في حينها انخرطوا في الانتفاضة، ولا يزال بعضهم قابعاً في سجون الاحتلال على هذه الخلفية.

أما في انتفاضة القدس اليوم، فللأسف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تعادي الانتفاضة وتعمل على إجهاضها.

ندعو الفلسطينيين إلى الانخراط في الانتفاضة بكل عنفوان وقوة

الانتفاضة عمل مقاوم وطني بامتياز، وندعو حركة فتح إلى التفاهم على آلياتها، فإن كانوا يتحدثون عن مقاومة شعبية فنحن نؤمن بالمقاومة بكل أشكالها وفي ذروتها المقاومة المسلحة، وإن كانت فتح تؤمن بالمقاومة الشعبية فلتمارس المقاومة الشعبية ضد المحتل.

ندعو الشعب الفلسطيني إلى الانخراط مجددا في الانتفاضة بكل عنفوان وبكل قوة ونحن نقول مجدداً، ولا نمل أن نقول لكل الفصائل وخاصة فتح: تعالوا نتفق على آليات هذه الانتفاضة مجددا لتنطلق بقوة، لا الاتفاق على إجهاض الانتفاضة بوسائل دغدغة العواطف.

نحن نريد انتفاضة متصاعدة تواجه الاحتلال، ترد على غطرسة الاحتلال، ولذلك فإن حركة حماس ماضية في تعزيز الانتفاضة، وماضية أن يكون وقود الانتفاضة من دمائها ورجالها، ولن نتوانى عن ذلك مهما كلفنا الأمر.

ما هو تعليقكم على وفاة شمعون بيريز؟ وكيف تنظرون إلى إشادة بعض الشخصيات الفلسطينية ببيرس ودوره في عملية السلام؟

الهالك والمجرم شمعون بيرس هو من أكثر مؤسسي الكيان الصهيوني لؤماً، ويداه ملطختان بدماء الشعب الفلسطيني وغير الشعب الفلسطيني.

شمعون بيرس صاحب مذبحة قانا التي ذبح فيها الشعب الفلسطيني وهم في محضن الأمم المتحدة، قتل الفلسطينيين وذبحهم في لبنان وهم موجودون في خيمة للأمم المتحدة، وبذلك لم يراعِ كونهم مدنيين، لم يراعِ كونهم نساء وأطفالاً، لم يراعِ كونهم تحت مظلة الأمم المتحدة.

إذا كان بيرس رجل سلام إذن من هو القاتل في دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

شمعون بيرس يده ملطخة وتقطر دماً في الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية، لذلك عار على أي رجل من رجال الشعب الفلسطيني أن يمدحه.

عن أي سلام يتحدثون؟ وعن أي حمامة سلام يتحدثون؟ هذا القاتل يجب أن يوصم بأنه قاتل ومجرم، وبالتالي لا أسف على هالك كان دائما ثعلباً ماكراً يواجه الشعب الفلسطيني.

نحن نأسف كل الأسف أن يصدر من بعض الشخصيات الفلسطينية، وهي تنعى هذا الرجل على أنه حمامة سلام، إذا كان بيرس رجل سلام إذن من هو القاتل في دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

هل فرص تحقيق توافق فلسطيني لا تزال قائمة وسط حالة التباين في البرامج السياسية على الساحة الفلسطينية؟

في الحالة الفلسطينية هناك برنامجان وهناك تياران مختلفان: تيار مقاومة نتشرف أننا منه ونرى أن في الاحتلال عدواً وليس صديقاً ولا جاراً، وتيار آخر يرى أن التنسيق الأمني مع الاحتلال مصلحة للشعب الفلسطيني، وأن المقاومة مجرمة وأن التعايش مع الاحتلال والتفاوض معه ومصالحته عمل سليم، مطالباً المسلمين بإقامة علاقات معه.

من هنا نقول إن الخلاف في الساحة الفلسطينية، ليس خلافاً على مناصب أو مكاسب، بل الخلاف على رؤية ومنهج سياسي، وهذا الخلاف متجذر منذ أكثر من 28 عاماً.

ورغم هذا الخلاف فقد نجحنا قبل 10 سنوات في التوصل إلى مقاربة وتعايش برامج وتوقيع وثيقة الوفاق الوطني، التي ما زالت قائمة ويمكن الاتكاء عليها، ثم ذهبنا إلى القاهرة بعد الانقسام وأنجزنا اتفاقية القاهرة في مايو 2011م، وبالتالي هاتان الوثيقان التي تحدثت عن رؤية سياسية مشتركة لكل القوى وقع عليهما كل مكونات الشعب الفلسطيني.

للأسف الشديد وقّعنا على هاتين الوثيقتين وغيرهما من الاتفاقات من هنا، ثم استدارت القيادة الفلسطينية المتنفذة عن تلك الاتفاقات، وهي اليوم تنظر إلى المصالحة على أنها واحة للاستهلاك المحلي.

كيف تقيمون إقدام الحركة على المشاركة في الانتخابات المحلية؟ وما هي آفاق دفع عجلة المصالحة من جديد؟!

عندما وافقت الحركة على الانتخابات أربكت حسابات فتح والسلطة، فقاموا بأسوأ ما يمكن القيام به ضد القوائم في الضفة الغربية بينما كانت غزة واحة للعمل الحر، فحركة فتح قامت بكل انتخاباتها الداخلية وتشكيل قوائمها لم يتعرض لها، في المقابل تعرض بعض المقربين من الحركة لاعتداءات واضحة، ووُضعت لهم زجاجات المولوتوف على سياراتهم وتوافق الاحتلال مع السلطة على منع القوائم القريبة من حماس والوطنية من دخول الانتخابات في الضفة، رغم ذلك استخدمنا القانون الذي وضعته السلطة، وذهبنا إلى الانتخابات وبمجرد أن شعرت فتح بأن المعادلة ليست في صالحهم، استخدموا القضاء أسوأ استخدام، ومن ثم ساوموا الحركة على بعض الصفقات حتى تتم العملية الانتخابية، هذا معيب أن تساوم حماس على هذا الطرح، وهذا السلوك من السلطة ومن فتح سلوك مؤسف لأبعد مدى.

نحن دخلنا في العملية الانتخابية ومتمسكون بها، ونطالب باستئناف الانتخابات المحلية من حيث توقفت، ولا يجوز اللعب بالقضاء، ولا الالتفاف على القانون، ولا الإجراءات الصحيحة.

مللنا اللقاءات الثنائية مع فتح ومللنا الاتفاقات ثم الانقلاب عليها

كانت ينظر إلى هذه الانتخابات على أنها محطة من محطات إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، فهل يتم التعامل مع الانتخابات على قاعدة الإقصاء وعلى قاعدة التخويف؟!

لجأت حركة فتح إلى شغل الفراغ الناتج عن إلغاء الانتخابات بالحديث عن المصالحة، رغم أنه لا يوجد أي تواصل مع قيادة الحركة لا في الداخل ولا في الخارج على ترتيب لقاء مع حركة فتح حتى الآن.

نحن نقول بشكل واضح مللنا اللقاءات الثنائية ومللنا الاتفاقات والانقلاب عليها ونحن نقول إنه يوجد اتفاق واضح وقّعت عليه كل الفصائل الفلسطينية، تعالوا نجلس بالكل الوطني الفلسطيني لنضع آليات لتطبيقه بكل وطنية وكل مسؤولية.

نحن مع المصالحة قلبا وقالبا لكن نحن نريد أن نذهب إلى المصالحة لترتيب بيتنا الفلسطيني حتى نقف في وجه الاحتلال، ومطلبنا اليوم مع ذكرى انتفاضة القدس الأولى بأن نجمع قوانا لترتيب البيت الفلسطيني وإشعال الانتفاضة من جديد كرد طبيعي على هذه الحالة الفلسطينية العامة.

إلى أي حد تأثرت القضية الفلسطينية بالمتغيرات في المنطقة.. وما هي جهود حركة حماس لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة؟

إن الدول الوازنة في الإقليم منشغلة بذاتها، لكن للأسف هذا الانشغال دفع منظومة المنطقة إلى أن تتغير في أولويات الأعداء، فبدلاً من أن يكون الاحتلال هو العدو للأمة ولأحزابها ولنخبها ولشعوبها، اليوم تُقَدَّم إسرائيل بطريقة ما على أنها من الممكن التعايش معها في الإقليم، وهذا يجعل القضية الفلسطينية في تراجع.

هنا يتحمل التيار الذي رفع شعار المفاوضات والعلاقة مع الاحتلال والدبلوماسية مع الاحتلال وتسويق الاحتلال للمنطقة العربية المسؤولية في الوصول لهذا الواقع، إذ يجب علينا أن نرفع سياسة تجريم التطبيع مع الاحتلال، وليس تسويقه قبل أن نطالب العرب بذلك.

نطالب الأمة بكل مكوناتها بدعمنا سياسيا وعسكريا وفتح الساحات لنا ولبرامجنا

نقول للأمة العربية والإسلامية إن الاحتلال يجب أن يحارب في دولكم وفي ساحاتكم، وعلى الأمة اليوم استبعاد استحضار أعداء جدد، فالاحتلال هو العدو الأساسي، وعلينا أن نتصالح مع ذاتنا في كل قطر وكل ساحة، وأن نتوحد نحو هدفين: صيانة مصالح الأمة ومقدراتها والحفاظ عليها، وكيف نوجه قدراتنا ضد الاحتلال، هذا ما يجب علينا أن نفعله، وهذا ما تفعله حماس في لقاءاتها وفي أدبياتها وإعلامها وفي سياستها.

حماس ليست في عداوة مع أحد، نحن ليس لنا خصومة لا مع أحزاب عربية وإسلامية ولا مع دول ولا مع أنظمة، نحن لنا عداوة مع الاحتلال، وسنبقى محافظين على سياسة الحركة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والأنظمة والأحزاب.

نطالب الأمة بكل مكوناتها بدعمنا سياسيا وعسكريا وفتح الساحات لنا ولبرامجنا، خاصة أن برنامج التسوية الذي احتضنه دول الاعتدال العربي فشل.

لا تمل وسائل الإعلام الإسرائيلية من الحديث عن تطوير حماس لقدراتها العسكرية.. فكيف تردون على تهديدات الاحتلال بشن عدوان جديد على القطاع؟

هذه التصريحات تأتي في سياقات متعددة، الأول طمأنة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، هذه الجبهة الهشة الخائفة المرتعبة الضاغطة عليهم في غلاف غزة وفي كل الأماكن، وبالتالي يحاولون طمأنتها بشكل أو بآخر.

والثاني يأتي في إطار تقديم صورة من التهويل والتخويف من قدرات مقاومة الشعب الفلسطيني بغرض إظهار أنهم الضحية وأنه يوجد قوة ضخمة عملاقة تواجههم، ومحاولة لتسويق أي عدوان في المرحلة القادمة.

نحن نجمع قوتنا ونراكمها ونقويها ولا نخجل من قول ذلك

نحن نقول بشكل واضح أمام هذه السياسة إن هذا التلويح بالقوة ومحاولة التخويف لا تخيفنا ولا ترهبنا ولا تجعلنا نتوقف عن إعلان أننا نجهز قوتنا، ونعادي هذا العدو للدفاع عن أنفسنا.

نحن شعب محتل يقاوم الاحتلال، وحماس حركة مقاومة تقاوم الاحتلال، من حيث المبدأ ما دام الاحتلال قائما سنقاتله وندافع عن شعبنا.

نحن نجمع قوتنا ونراكمها ونقويها؛ لأننا لا نأمن أن يقتحم الاحتلال علينا بيوتنا ومزارعنا في أي وقت، فبالتالي سندافع عن شعبنا.

نحن لا نسأم ولا نخجل من القول إننا نراكم قواتنا، فالاحتلال يراكم قوته بكل أشكالها وتدعمه كل قوى العالم ولا يخجل من ذلك، أمريكا أعلنت أنها ستدعمه خلال 10 سنوات بـ 36 مليار دولار، نتمنى من أمتنا العربية والإسلامية أن تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمثل هذا الرقم.

كيف ستؤثر الانتخابات الداخلية القادمة لحركة حماس على مستقبلها وعلاقاتها على الصعد كافة؟

حماس اليوم تقدم نموذجاً نيابة عن نفسها إيماناً منها بممارسة الديمقراطية والشورى في حياتها الداخلية، ما ينعكس على إيمانها في الحياة السياسية العامة، وهي النموذج الإسلامي والوطني الذي يمكن أن يُقَدم.

هذه الانتخابات ليست جديدة فحماس تمارس الانتخابات من عشرات السنين، وكلما جاءت الانتخابات تنتخب قيادات جديدة وفق أنظمتها بكل أريحية وموضوعية، والعام القادم هو استحقاق لدورة جديدة، لذلك ستُجري الحركة ضمن أنظمتها ولوائحها انتخاباتها، وبالتالي هذا مفخرة لحماس وللإسلاميين.

حماس ليس جديداً أن يغادرها رئيس المكتب السياسي، فقد كان هناك رؤساء للمكتب السياسي قبل مشعل ولم يكن معلن عنهم، لأن سياسة حماس عدم الإعلان عن ذلك إلا بشكل محدود.

نحن نطمئن أمتنا وشعبنا أننا ماضون في تعميق الروح الشورية وتعميق أدوات الديمقراطية داخلنا وفي واقعنا الفلسطيني والمحلي، وإن شاء الله تبقى حماس قوية ورائدة العمل المقاوم والديمقراطي والشورى.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن