الخارجية الإسرائيلية تحذر نتنياهو: سندفع ثمناً باهظاً جراء الأزمة مع واشنطن

نتنياهو: إسرائيل ليست ملتزمة بالاتفاق مع إيران

وكالات / الوطن اليوم

كشفت صحيفة “هآرتس” النقاب عن وثيقة أعدت في وزارة الخارجية الإسرائيلية، تتحدث عن احتمال أن تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً “سياسياً وأمنياً” جراء الأزمة في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وكانت “هآرتس” طالبت في افتتاحيتها بالمسارعة إلى تغيير السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر بسبب سوء علاقاته مع الإدارة الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية نسيم بن شطريت بعث برسالة إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان حذر فيها من أن إسرائيل “قد تدفع ثمناً باهظاً” في سلسلة من المسائل السياسية والأمنية، بسبب “الأزمة الحادة، المستمرة والعلنية” في العلاقات مع الإدارة الأميركية. وطالب بن شطريت، في رسالته، المبادرة بخطوة إسرائيلية لترميم سريع للعلاقات مع الولايات المتحدة.

ويبين بن شطريت، في الرسالة التي كانت بعنوان “تحديات سياسية واستعداد جديد من وزارة الخارجية”، موقف المستوى المهني في السلك الديبلوماسي الإسرائيلي من مسائل على تل أبيب التصدي لها في الأسابيع القريبة المقبلة، فور تشكيل الحكومة الجديدة. ويقع توتر العلاقات الأميركية – الإسرائيلية في صلب رسالة بن شطريت، التي تؤكد على أهمية التنسيق الوثيق مع الإدارة الأميركية لمواجهة كل تلك التحديات، السياسية والأمنية، التي تقف أمامها.

ويبين بن شطريت أنه قبل نهاية موعد تحقيق اتفاق شامل في الشأن النووي بين إيران والقوى العظمى في 30 حزيران المقبل، ستواجه إسرائيل عدة مسائل، سياسية وأمنية، وأولها مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن الدولي حول منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. وسيحدد مشروع القرار مبادئ حل المسائل الجوهرية في التسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين، كتحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية على أساس خطوط 67 مع تبادل للأراضي.

وتعتبر الرسالة أن المسألة الثانية هي دعاوى فلسطينية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. أما المسألة الثالثة فهي الضغط على إسرائيل بشأن برنامجها النووي، في إطار لجنة استطلاع معاهدة منع انتشار السلاح النووي والتصدي لمبادرات مناهضة لإسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويشير بن شطريت، في رسالته، إلى أن إحدى المشاكل الأشد حدة التي تواجهها إسرائيل هي الحاجة إلى بلورة موقف واضح بشأن تسلح “حزب الله” والتهديد المتعاظم على الحدود الشمالية. ووصف مدير عام وزارة الخارجية المواجهة مع “حماس” بأنها “المسألة الأكثر إلحاحاً وحرجاً بالنسبة إلى إسرائيل”. وعلى حد قوله، فإن “التصدي الجيد لهذه المسألة، إذا ما تم من دون تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، فقد يكون مهمة شبه متعذرة”. وانتقد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية أيضاً طريقة إدارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الخلاف مع إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن تحسين الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى قبيل 30 حزيران. وشدد على أن “الجدال الصاخب الذي يجري مع البيت الأبيض في المسألة الإيرانية، عدا الأضرار الأخرى، يمس أيضاً بقدرة إسرائيل على إقناع الإدارة بالحاجة إلى تعديلات حيوية في الصيغة النهائية للاتفاق النووي المتبلور”.

وأضاف بن شطريت إن المستوى المهني في الوزارة يعتقد بأنه في ضوء كل هذه المسائل، فإن التحدي الأهم أمام حكومة إسرائيل هو ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال “نحن نرى أهمية كبيرة للغاية في اتخاذ خطوات تؤدي إلى ترميم سريع للعلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية منعاً للمس بالعديد من المصالح الإسرائيلية الحيوية في الساحة الدولية”.

ولم توضح الرسالة ما يقصده بن شطريت بـ “خطوات تؤدي إلى ترميم سريع” للعلاقات مع الولايات المتحدة. ولكن العديد من كبار المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية وفي المنظمات اليهودية في أميركا يعتبرون أن إحدى الخطوات الضرورية هي تغيير دريمر. ومعروف أن دريمر، الذي كان بين أبرز مستشاري نتنياهو ومقربيه، أسهم أكثر من غيره في تعميق الخلاف مع إدارة أوباما، خصوصاً في كل ما يتعلق بخطاب نتنياهو أمام الكونغرس.

وأظهرت سجلات البيت الأبيض أن دريمر لم يطأ البيت الأبيض لمقابلة مع طاقم الرئيس، أو مع أعضاء في مجلس الأمن القومي، إلا مرة واحدة منذ كانون الأول العام 2013. وشكل هذا الكشف الذي نشرته الصحف الإسرائيلية دلالة فاضحة على تدهور العلاقات بين الإدارة الأميركية والسفير الإسرائيلي، المعروف بأنه مثل نتنياهو، كان أميركياً وجمهوري التوجه أيضاً.

وألهمت هذه المعلومات “هآرتس”، التي خصصت أمس افتتاحيتها لهذا الغرض، مطالبة بتغيير دريمر الذي لم تستقبل إدارة أوباما تعيينه قبل عامين بترحاب. وكتبت أن دريمر غدا “شخصية غير مرغوب فيها” لدى إدارة أوباما، وأنه “إذا كانت في البيت الأبيض قائمة سوداء، فإن دريمر غالبية الظن يقف على رأسها”. وأشارت الافتتاحية إلى أن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ورئيس طاقم البيت الأبيض دينيس مكدونو يتنكران لدريمر، ما يعني أنه إذا أراد دخول البيت الأبيض “فعليه أن يقفز من فوق الجدار ويسابق في الركض حراس الجهاز السري”. وخلصت إلى أن “فتح صفحة جديدة في علاقات نتنياهو ـ أوباما يفرض أيضاً تعيين سفير جديد. على نتنياهو أن يعترف بخطئه ويسحب دريمر من واشنطن”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن