“الدولة ثنائية القومية”

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

بعد قرارات الكنيست الاسرائيلي الجائرة بحق الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، من اعتبار القدس عاصمة موحدة لاسرائيل، الى قرار ضم الاراضي الفلسطينية الى فلسطين المحتلة، وفرض القانون الاسرائيلي على المستوطنات، وإقرار قانون اعدام منفذي العمليات، والتحضير لإقرار إبعاد اي مخرب عن القدس الشرقية.

وقرارات الهدم واخذ الاراضي حول القدس وبناء الآلاف من المستوطنات حولها وفي مدن الضفة الغربية، وتطبيق قاعدة بن غوريون “المد الصهيوني” وذوبان الارض الفلسطينية لصالح الوحدات التي تم انشائها، فهل حل الدولتين ما زال قائم؟

حل الدولتين الان في مهب الريح، لم يبقى سوى حل الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية، وهو المقترح الذي تم اقتراحه لحل الصراع العربي الاسرائيلي، يقوم على انشاء دولة واحدة في اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد ثنائي القومية، يتبنى البعض هذا التوجه لاسباب ايديولوجية وسياسية واقتصادية واجتماعية.

حل دولة ثنائية القومية سيمترس الهويتين سياسيا بطريقة تعزز استمرار المزاحمة والتقسيم الاجتماعي القائم، لانه ليس من السهل التعايش السلمي، برنامج “الدولة الواحدة” لا بد له أن يبدأ بالتخلي عن الهوية العربية لأنه يتمسك ببرنامج يفترض عملياً بأن فلسطين معلقة في الفضاء، في مكانٍ ما بين عُطارد وزُحل، لا جزءٌ من الوطن العربي والعالم الإسلامي.

فمشروع “الدولة الواحدة” الذي يستمد كل قوته المعنوية من آخر صيحة في عالم أزياء العولمة، ونزعة الإمبريالية العالمية لتبني شعارات حقوق الإنسان والتعددية كغطاء لتفكيك الهويات والحواجز القومية أمام الشركات متعدية الحدود، لا قيمة له في فلسطين حيث تتبنى الإمبريالية العالمية المشروع الصهيوني بالكامل.

حل الدولتين اصبح في براثن الموت، وحل الدولة الواحدة تم رفضه مطلقا من قبل نتينياهو والذي يريد اعترافا للدولة اليهودية فقط، والمستوطنات بالنسبه له مسالة جانبية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، ويعتبر ان المستقبل للفلسطينيين هو الاكتفاء بشكل من اشكال الحكم الذاتي داخل اسرائيل الكبرى، وعليهم حكم انفسهم لوحدهم بدون القدرة على تهديد اسرائيل، وهو نهج اسقاط الحق العربي التاريخي بفلسطين، ونهج التخلي عن تحرير الارض.

نتينياهو يعتبر ان فحوى الهدف هو الاعتراف بيهودية الدولة، وهذا يخلِ بالدولة الواحدة وثنائية القومية فيهودية الدولة لا يوجد فيها هويتين، فهويتين يعني القضاء على حلمهم المنشود، الكيان سيجر الجميع للتفاوض حول مطالبه القصوى بطرحه قضية “يهودية الدولة” بعد التخلي عن طرح قضية “وجود الدولة” والذي قبله فشل حل الدولتين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن