السعودية تحذر إيران من التدخل في العراق

السعودية إيران

 وجهت السعودية ما يبدو تحذيرا لغريمتها إيران يوم الأربعاء بألا تتدخل في الصراع الدائر في العراق الذي قالت إنه قد يتصاعد إلى حرب أهلية شاملة تتخطى آثارها الحدود العراقية.

وأعلنت الامارات انها استدعت سفيرها في بغداد للتشاور وانتقدت ما وصفته بالسياسات الطائفية للحكومة العراقية.

وتزامنت بيانات السعودية والامارات مع تحذير إيراني بأن طهران لن تتردد في الدفاع عن المواقع الشيعية المقدسة في العراق ضد “القتلة والارهابيين” في أعقاب مكاسب ميدانية حققها مسلحون سنة هناك.

ويشير تزايد حدة الخطاب بشأن العراق بين أكبر قوتين في الخليج إلى أن طهرن والرياض جمدتا خططا حديثة لاستكشاف امكانية كبح تنافسهما على جانبي الانقسام السني الشيعي في المنطقة.

وزاد بروز البعد السني الشيعي في الصراع السعودي الإيراني في السنوات القليلة الماضية. ويعتبر البلدان نفسيهما ممثلين للمذهبين الرئيسيين في الاسلام.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العراق يواجه حربا أهلية شاملة ذات عواقب وخيمة على المنطقة.

وفي كلمة أثناء مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي في جدة حث الأمير سعود الدول التي يعصف بها العنف على تلبية المطالب المشروعة لشعوبها وتحقيق المصالحة الوطنية من دون أي تدخل اجنبي أو جداول أعمال خارجية. وقال “هذا الوضع البالغ الخطورة الذي يجتازه العراق حاليا يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة.” ولم يذكر تفاصيل لكن يبدو أن تصريحاته تستهدف إيران الشيعية وهي أيضا من حلفاء حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. وقال الأمير سعود إن الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاث سنوات في سوريا -حيث فشلت انتفاضة سنية في الأغلب في الاطاحة بالأسد- زادت حدة الاضطراب الداخلي في العراق. وأضاف “يبدو أن إفرازات الوضع السوري قد أوجدت مناخا ساعد على تعميق حالة الإضطراب الداخلي السائد أصلا في العراق.” وفي معرض إعلانها استدعاء سفيرها في بغداد قالت الامارات انها قلقة من أن السياسات “الطائفية” للحكومة العراقية قد تؤدي إلى تصاعد حدة التوتر السياسي وتفاقم الوضع الأمني هناك.

وفي بيان نشرته وكالة أنباء الامارات الرسمية قالت وزارة الخارجية ان الامارات تعارض أي تدخل في شؤون العراق وتسعى نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال البيان إن الوزارة “تعبر عن بالغ قلقها من إستمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي الكريم.”

ووجه رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي الحليف لايران نداء من أجل الوحدة الوطنية مع منتقدين سنة لحكومته التي يقودها الشيعة بعد تقدم خاطف في شمال البلاد لمتشددين سنة على مدى الاسبوع المنصرم.

ويتهم المالكي السعودية بدعم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذين يريدون اقامة دولة دينية سنية في قلب الشرق الأوسط.

وحملت السعودية المالكي يوم الاثنين المسؤولية عن الأزمة العراقية مشيرة إلى ما أسمته سنوات من “السياسات الطائفية والإقصائية” لحكومته تجاه الأقلية السنية في البلاد.

ويزعم المالكي والعديد من المسؤولين الايرانيين منذ شهور أن العديد من الحكومات العربية في الخليج تدعم تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني يوم السبت إن “جماعات ارهابية” تحصل على دعم مالي وسياسي وتسليح من دول في المنطقة ودول غربية قوية. ولم يذكر اسماء أي دول لكنه كان يشير جزئيا للعرب السنة في الخليج.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن تمويل تنظيم الجبهة الاسلامية من الخليج يأتي على الأرجح من مانحين عرب خليجيين من غير الحكومات يتبعون نمطا شديد التحفظ من المذهب السني.

واشتبك تنظيم الدولة الاسلامية مع حلفاء للسعودية في الاقتتال الداخلي بين المقاتلين السنة في سوريا. واعتبرت الرياض الشهر الماضي الجماعة تنظيما ارهابيا مما يؤكد المخاوف من أن يعود شبان سعوديون صقلهم القتال إلى بلدهم لاستهداف الاسرة الحاكمة كما حدث بعد حربي أفغانستان والعراق.

وبدأت السعودية وايران في الشهور القليلة الماضية استكشاف طرق لخفض التوتر في علاقتهما. ويشترك البلدان في المخاوف من أن يتفكك العراق إلى دولة طائفية خطرة على الجميع لكن المكاسب السريعة لتنظيم الدولة الاسلامية يمكن على المدى القصير أن تزيد الشكوك بينهما.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن