السلطات الإسرائيلية تحارب عرب النقب بمصادر رزقهم

راعي المواشي

النقب/الوطن اليوم

تشن السلطات الإسرائيلية حملة واسعة النطاق منذ سنين على مربي المواشي في منطقة النقب جنوبي البلاد، وخاصة سكان القرى غير المعترف بها، والتي تفتقر للبنية التحتية ومصادر العيش، في مسعى الى محاربة السكان في عيشهم والتضييق عليهم لدفعهم على الرحيل، والاستيلاء على ما تبقى من أرضهم.

وصادرت الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، عشرات الأغنام التابعة لمواطن من سكان بلدة اللقية، وعملت على اعتقال الشاب والتحقيق معه لساعات طويلة.

وتفرض المؤسسة الإسرائيلية اجراءات مشددة على مربي المواشي في النقب من ضمنها مصادرة الأغنام بذرائع مختلفة، مثل نقلها من مرعى الى اخر دون التقدم بطلب الى وزارة الزراعة الإسرائيلية التي عادة ما تعرقل الإجراءات.

وفرضت المؤسسة مؤخراً ضرائب مكلفة على اصحاب حظائر الأغنام، وقلصت بشكل كبير مناطق الرعي المتاحة، في مسعى منها للحد من اعداد القطعان، التي تعتبر من أهم اسباب الرزق لأهالي النقب.

ويعتبر المتابعون لشؤون النقب ان الحرب التي تشنها المؤسسة الإسرائيلية على مربي المواشي تأتي ضمن مخطط لقطع الصلة بين الإنسان والأرض التي يعتمد عليها في تربية المواشي.

يقول موسى الأطرش صاحب حظيرة اغنام تضم 400 راس في بلدة “وادي غوين” شرق النقب، إن ” السلطات الإسرائيلية تزيد كل عام من الاجراءات التعسفية بحق مربي المواشي من اجل القضاء على هذه الصناعة التي تعتبر مصدر رزق رئيسي لآلاف الاسر في النقب”.

وأضاف إن ” الاجراءات شملت في السنوات الأخيرة فرض ضريبة الدخل على مربي المواشي، بالإضافة لفرض غرامات باهظة على نقل المواشي بالسيارات والشاحنات من مكان إلى آخر، ما يضطر مربي المواشي احياناً للسير مشيا مع قطعانهم اياما وليال لكي يصل القطيع الى ارض المرعى، من اجل تجنب الغرامات الكبيرة”، على حد وصفه.

من جانبه، قال مربي المواشي علي الزرقان من قرية الأطرش غير المعترف بها، ان كل مربي مواشي في النقب يعلم علم اليقين بأن المؤسسة الإسرائيلية تسعى بكل وسيلة لجعل تربية المواشي في النقب امرا مكلف وغير مجدي.

وبالإضافة الى المضايقة المستمرة لمربي المواشي عن طريق القوانين المشددة، تقوم السلطات الاسرائيلية كذلك بابادة المحاصيل الزراعية بواسطة الاليات، وذلك من أجل ان يعتمد مربوا المواشي على شراء الاعلاف لاطعام قطيعانهم، وهو امر مكلف وباهظ الثمن.

وقال الزرقان:” رغم كل المحاولات التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية للتضيق على سكان النقب بشكل عام وعلى مربي المواشي بشكل خاص، الا انها لم تنجح في القضاء على تربية المواشي في النقب، ولا اعتقد انها ستنجح”.

اما علي أبو القيعان من بلدة حوره في النقب وتاجر اغنام، فيقول ان المؤسسة الإسرائيلية لم تتوقف ساعة في سعيها للقضاء على تربية الأغنام في النقب، لانها تدرك ان تربية المواشي لها علاقة مباشرة في الحفاظ والتمسك بالارض.

وتابع بأن وزرارة الزراعية الإسرائيلية قامت قبل نحو عام باستيراد الاف الأغنام من دولة اثيوبيا، وقامت ببيعها في اسواق النقب من أجل ضرب اسعار الأغنام المحلية، لكنها رغم كل هذه الحملات المستمرة ضد مربي المواشي في النقب لم تنجح حتى في الحد من اعداد حضائر الأغنام.

وخلص بأن الحرب على مربي المواشي في النقب لا يمكن لها أن تنجح، لان الأغنام هي مصدر رزق لآلاف الاسر في النقب.

يشار إلى أن تربية المواشي في النقب هي صناعة متوارثة عن الاباء والأجداد، وتعد مصدر رزق أساسي للمواطنين.

وعلى رغم من تغير مناحي الحياة في النقب وتعدد مجالات العمل، الا ان تربية المواشي لازالت تحافظ على وجودها ورواجها في النقب منذ مئات السنين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن