السلطة تتراجع عن أهم البنود.. “الأناضول” تنشر على توصيات “المركزي”

المجلس المركزي ، محمود عباس

نشرت وكالة “الأناضول”، اليوم الأحد، على وثيقة فلسطينية، قالت إنها “تتضمن توصيات معدلة، أقرتها اللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، للقضايا التي سيناقشها المجلس المركزي للمنظمة، خلال اجتماعاته التي ستعقد اليوم وغدا”.

ووفق الوكالة فإن أهم هذه التوصيات التي اطلعت عليها الاناضول: التحرك لدى مجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية ضد “إسرائيل”، والتمسك بالمصالحة الفلسطينية، وتفعيل منظمة التحرير”.

واشتملت الوثيقة على21 توصية، مقسمة على 4 محاور، وهي: 1-الصعيد العربي والإسلامي، 2- مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والمحكمة الجنائية الدولية، 3-العلاقة مع “إسرائيل”، و4-الصعيد الداخلي الفلسطيني.

وتضمنت هذه الوثيقة بنودا معدلة، عن تلك التي نشرتها وكالة الأناضول، الإثنين الماضي.

وكان قيادي فلسطيني، رفض ذكر اسمه، قد قال لوكالة الأناضول صباح اليوم، إن اللجنة السياسية للمنظمة قد خفضت سقف التوصيات، خلال اجتماعها يوم الخميس الماضي، بعد تعرض القيادة الفلسطينية لضغوط عربية ودولية.

وتضمنت الوثيقة السابقة التي انفردت وكالة الأناضول بنشرها بنودا مهمة مثل: مسألة بحث تعليق اعتراف منظمة التحرير “بإسرائيل” لحين اعتراف الأخيرة بالدولة الفلسطينية.

أما الوثيقة الجديدة، فتُحيل هذا الأمر إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تقول الصيغة الجديدة للبند:” الطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعليق الاعتراف “بإسرائيل” إلى حين اعترافها بدولة فلسطين، والطلب من دول العالم التي اعترفت بإسرائيل أن تطلب منها رسميا تحديد حدودها”.

كما تتضمن التوصيات الجديدة، فيما يتعلق بالصعيد الدولي، توصية بتفعيل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، واستمرار العمل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

كما تتضمن “تقديم الإحالة حول مختلف القضايا (الاستيطان-الأسرى-العدوان على غزة) للمحكمة الجنائية الدولية”.

وتشمل كذلك توصية باستمرار “الانضمام للمؤسسات والمنظمات والمواثيق الدولية بما يشمل منظمات مثل الملكية الفكرية ومنظمة العمل الدولية”.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، تضمنت الوثيقة بندا، يجدد قرار المجلس الذي أصدره في جلسته السابقة عام 2015، بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، حيث يقول:” يجدد المجلس المركزي قراره بوقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله والانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي، وذلك لتحقيق الاستقلال الاقتصادي الوطني، والطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسسات دولة فلسطين البدء في تنفيذ ذلك.

وفي مارس/ آذار 2015، قرر المجلس المركزي، خلال اجتماعه في رام الله، وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأوصى بتحديد العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية معها، لكنه لم ينفذ في حينه.

ومن التوصيات أيضا، في هذا المحور، “تأكيد المجلس على الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة، وبدء تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967”.

وورد في الوثيقة كذلك، توصية باستمرار العمل مع جميع دول العالم “لمقاطعة المستوطنات الإسرائيلية وإحباط المساعي الهادفة إلى وقف المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية الأممية (أونروا)”.

وكانت الإدارة الأمريكية، قد هددت مؤخرا بوقف تمويلها للوكالة الدولية، وهو ما يهدد استمرارية عملها، نظرا لكون الدعم الأمريكي، هو الأكبر للوكالة.

وتضمنت التوصيات كذلك، دعوة إلى تبني حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (معروفة باسم BDS) ودعوة دول العالم إلى فرض العقوبات على إسرائيل.

وحققت هذه الحركة نجاحات كثيرة مؤخرا على الصعيد الدولي، وهو الأمر الذي أقلق الحكومة الإسرائيلية ودفعها لإقرار قانون يشمل عقوبات لكل من يدعو لمقاطعتها.

وتسعى حركة BDS إلى “كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وفضح عنصريته، ووقف كافة أشكال التطبيع معه، وتدعو لمقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، معتمدة على ثلاث ركائز أساسية: المقاطعة، وسحب الاستثمارات، والعقوبات”، بحسب موقعها على شبكة الإنترنت.

كما تؤكد توصيات المجلس، بحسب الوثيقة، على “رفض أي طروحات أو أفكار للحلول الانتقالية أو المراحل المؤقتة بما فيها ما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة”.

وتضمنت الوثيقة توصية بمطالبة الدول العربية بتوفير شبكة أمان مالية للشعب الفلسطيني، من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالداخل الفلسطيني، تضمنت الوثيقة 5 بنود، أهمها “التمسك باتفاقية المصالحة الموقع في مايو/أيار 2011 (في القاهرة)، وتوفير وسائل الدعم لتنفيذ تلك الاتفاقية.

ودعت إلى تمكين حكومة الوفاق الوطني (في رام الله) من تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة، ومن ثم إجراء الانتخابات العامة وعقد المجلس الوطني الفلسطيني بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.

وطالبت الوثيقة باستمرار العمل في “تفعيل المقاومة الشعبية وحمايتها”.

وتبدأ مساء اليوم، اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، بمشاركة 90 من 110 عضوا، وحضور أكثر من 350 شخصية مستقلة واقتصادية وحزبية، ومن الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل.

وتعتبر جلسة يوم غد الإثنين الصباحية هي الأهم، وستناقش القرارات التي سيتخذها المجلس والتي سيعلن عنها مساءً.

وكان قيادي فلسطيني، قد قال لوكالة الأناضول، إن القرارات الصادرة عن الاجتماع، لن تصل إلى سقف التوقعات الحالية.

وأضاف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه:” كانت هناك تصريحات سبقت الاجتماع ورفعت سقف التوقعات، لكن لا نتوقع قرارات دراماتيكية تغير المعادلات القائمة”.

وأشار القيادي إلى أن اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي عقد أمس، وضع 4 خطوط عريضة لن تخرج قرارات المجلس عنها، وهي:” ملف التحرك الدولي أمام مجلس الامن، والمحكمة الجنائية الدولية، والمصالحة الفلسطينية، وتفعيل منظمة التحرير”.

وأرجع القيادي سبب إرجاء طرح الملفات الكبيرة التي كانت مطروحة، كسحب الاعتراف بإسرائيل، وإلغاء اتفاقية أوسلو، إلى ضغوط عربية وأوروبية مورست على القيادة الفلسطينية.

وأضاف:” القرارات الممكنة من قبل المجلس المركزي سترى النور بعد يومين، حين تنتهي الجلسة الأخيرة (غدا الإثنين)، ويصدر البيان الختامي، فيما سيكون هناك خطاب للرئيس يفتتح اجتماعات المجلس الليلة”.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن