الشباب.. قوة الحاضر وأمل المستقبل

Youth-for-the-Future

فإن الشباب في كل أمة هم عماد نهضتها، وسرُّ قوتها؛ فهم الذين تتوفَّر فيهم القوة والفتوَّة، والحماس للعمل، والقدرة على بذل الجهد، والعزيمة والإرادة، والرغبة في التضحية، وتلك أمورٌ لا تنهض الأمم إلا بها، ولا تجتاز العقبات والكبوات إلا بتوافرها.

والله تبارك وتعالى يبارك مَن يستخدم قوته وشبابه لنصرة الحق وتدعيم بنيانه، ومواجهة الباطل وتقويض أركانه؛ فوصف فئةً منهم بأنهم (… فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)) (الكهف).

وبيَّن سبحانه أن الذين ناصروا موسى النبى عليه السلام ضد فرعون الطاغية هم الشباب؛ على حين خاف الشيوخ وجبُنوا.. (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83)) (يونس)، وأمر نبيَّه الشاب يحيى (يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)) (مريم).

فالشباب هم الذين ناصروا دعوات الحق في كل أطوارها ومراحلها، هكذا كان أصحاب موسى وحواري عيسى وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جُلُّ أصحابه من الشباب الفتي (أمثال: علي بن أبي طالب ومصعب بن عمير وأسامة بن زيد وعمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وغيرهم)، وكذلك كان قادة النصر وجنوده البواسل في المعارك الفاصلة في حطين وعين جالوت، وغيرها من الشباب القويّ الجادّ التقيّ المجاهد المحتسب.

علينا الاطلاع على ثقافات العالم لمعرفة العصر الذي نعيش فيه، فنأخذ من الصالح وننبذ الطالح “فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها”، ونحن نعيش في عالم مفتوح؛ من واجبنا ورسالتنا دعوته كله إلى منهج الله وشريعته في الحياة.

هناك واجبات فردية؛ ابدأ بنفسك بها، وهناك واجبات على الدولة وأولي الأمر؛ ندعوهم للقيام بها، والنهوض بأعبائها، فإن لم نجد استجابةً فعلينا الاعتماد على أنفسنا؛ فنحن جزءٌ من الحاضر، لكننا كل المستقبل.

أيها الشباب الذكي الفتي تذكَّر نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”، (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد: من الآية 35).

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن