الشماتة في الموت ليست من أخلاق الإسلام

1

 

الوطن اليوم / وكالات
توفى لنا زميل فى حادثة ففرح أحد الزملاء وقال :الحمد لله ، قد انتقم منه اللّه ، لأنه حرمنى من علاوة بدون وجه حق ، فهل هذا القول جائز؟

الجواب : لا شك أن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين من الابتلاء له ولمن يتركهم بعده ، وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ ، والرحمة الإنسانية تحمل على الحزن بل والبكاء مهما كانت معاملة الميت ، لقد قام النبى صلى الله عليه وسلم لجنازة، ولما قيل له : إنها ليهودى قال “أليست نفسا”؟ رواه البخارى ومسلم .

وليعلم كل إنسان أن التشفى بالموت ليس خلقا إنسانيا ولا دينيا ، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يسر الإنسان إذا قيل له : إن فلانا يسعده أن تموت ؟ والنبى- صلى الله عليه وسلم قال “لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك “رواه الترمذى وحسَّنه .

إن الشماتة بالمصائب التي تقع للغير تتنافى مع الرحمة التى يفترض أنها تسود بين المسلمين والنبى صلى الله عليه وسلم -على الرغم من إيذاء أهل الطائف له – لم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك وقد خيره جبريل فى ذلك ، ولكن قال فى نبل وسمو خلق “لا ، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا” ثم تسامى فى النبل والكرم فدعا لهم بالهداية والمغفرة .

ولما منع ثمامة بن أثال عن قريش إمدادهم بالطعام ، وقد كانوا فى قحط ، لم يظهر الرسول بهم شماتة ولم يفرح لما أصابهم ، بل أمر بإمدادهم بما كان معتادا ، عندما ناشدوه الله والرحم وسألوه بأخلاقه السمحة المعهودة فيه . وقد قال فى صفات المنافقين “وإذا خاصم فجز ومن الفجور الشماتة .

إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم {إن تمسسكم حسنة تسؤهم . وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها . وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا} آل عمران : 120 ، ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول :

فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا قال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس } آل عمران : 140 .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن