كشفت مصادر كبيرة في السلطة الفلسطينية، بأن الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس مؤخراً لكل من تركيا وقطر شكلت تحديا كبيراً له أمام الرباعية العربية المكونة من (الامارات والسعودية ومصر والاردن)، والتي رأت فيها المصادر مغامرة من قبل الرئيس عباس لتمسكه بالقرار الفلسطيني المستقل بعيدا عن الضغوطات التي تمارس ولا زالت عليه من أجل التنحي عن منصبه وإجراء ترتيبات للبيت الفتحاوي.
وقالت المصادر بأن ما يشار اليه مغزى الزيارة الفجائية التي قام بها الرئيس محمود عباس والذي طلب لقاء كل من الامير القطري تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب اردوغان لتمسكه بالرفض الفلسطيني القاطع لتدخل الرباعية العربية في الشأن الفلسطيني والفتحاوي.
وتتصدر دولة قطر رعاية ملف المصالحة وملف اعادة اعمار قطاع غزة في اعقاب الحرب الاسرائيلية الاخيرة على القطاع، حيث تواصل الدوحة مساعيها الرامية الى تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس من اجل انهاء الانقسام واعادة اللحمة بين شطري الوطن، الامر الذي لا يروق للقاهرة التي ترعى هي الاخرى ملف المصالحة بين فتح وحماس وعقدت لقاءات على الاراضي المصرية جمعت الطرفين، الا انها فشلت في تحقيق اختراق يذكر على هذا الصعيد.
وأكدت المصادر بأن الرئيس لجأ الى قطر وتركيا من أجل ايصال رسالة للرباعية العربية مفادها رفض كافة الضغوطات التي تمارسها الرباعية العربية على السلطة وحركة فتح.
وحذرت المصادر عينها من خطورة المرحلة القادمة على الصعيد الفلسطيني الرسمي، في أعقاب زيارة ابو مازن والتي تشير الى رفضه القاطع التعامل مع اية ضغوطات تمارسها الرباعية العربية التي إقترحت تغييرا كبيرا في اركان حركة فتح والسلطة الفلسطينية، مشيرة الى ان الزيارة جاءت في ظل تحدي كبير يواجه السلطة الفلسطينية حاليا وهو الازمة المالية الخانقة التي تعانيها خزينة الدولة نظراً لشح الدعم المالي المقدم من دول الخليج العربي وخاصة الامارات والسعودية، ولان هذا الدعم الوحيد الذي كان متواصلا دون انقطاع لخزينة السلطة.
وتعاني السلطة الفلسطينية بحسب مصادر في وزارة المالية من أزمة مالية خانقة قد تظهر خطورتها خلال المرحلة القادمة حال لم يتم تحويل أموال الدعم المقدمة من السعودية والامارات بعد انقطاع دام لاكثر من ست شهور.