العراق: قوات “الحشد الشعبي” تتجمع على مشارف الرمادي

وكالات / الوطن اليوم

بعد يوم واحد من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية الغربية، بدأت قوات “الحشد الشعبي” التي تتشكل في غالبها من المسلحين الشيعة بالتجمع على الأطراف الشرقية من المدينة استعدادا لمحاولة استعادتها.

يشكل سقوط مدينة الرمادي كارثة بالنسبة للجيش العراقي والحكومة العراقية، وعلى وجه الخصوص لرئيس الوزراء حيدر العبادي.

فقد كان العبادي قد اعلن عند استعادة مدينة تكريت في آذار / مارس الماضي عن اطلاق حملة مماثلة “لتحرير” محافظة الأنبار، وتوجه بالفعل إلى الرمادي ايذانا بانطلاقها.

ولكن الرمادي ذهبت، ومعها مركز القيادة العسكري لكل محافظة الأنبار. وكان العبادي قد قال قبل أيام فقط من سقوط الرمادي إنه لن يسمح لها بأن تسقط بأيدي داعش.

ولكنها سقطت.

والآن يتعين على العبادي واعضاء مجلس محافظة الأنبار وغالبيتهم من العرب السنة أن يفعلوا ما كانوا يقولون إنهم لن يفعلوه، الا وهو استدعاء “الحشد الشعبي” الشيعي الذي تدعمه إيران الذي كان له الفضل في استعادة تكريت من قبل.

وسيلعب “الحشد” دورا محوريا اذا كان للرمادي أن تعاد إلى السيطرة الحكومية. ولكن هل سيساعد الأمريكيون الحشد عن طريق توفير الدعم الجوي له؟ وهل سيساعدونه في بسط النفوذ الإيراني في كل العراق؟

وكانت الحكومة العراقية قد سمحت بتوجه قوات “الحشد” الى الرمادي في وقت سابق.

وعرض تلفزيون “العراقية” شبه الرسمي صورا قال إنها لأرتال من الدبابات وغيرها من الآليات العسكرية وهي تدخل معسكر الحبانية القريب من الرمادي.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، قوله إن تلك القوات تنتظر الان في الحبانية على بعد 20 كيلومترا من الرمادي.

وأكد مجلس المحافظة في بيان إلى أن حوالى ثلاثة آلاف مقاتل وصلوا الى الأنبار “للمشاركة بتحرير مناطق الرمادي التي تحتلها داعش”.

وكان قد أفيد بأن 500 شخص قتلوا عندما تخلى الجيش العراقي عن مواقعه في المدينة التي تبعد عن العاصمة بغداد بمسافة 70 كيلومترا.

وقال مسؤول محلي في محافظة الأنبار إن سكان الرمادي يفرون منها “بأعداد كبيرة.”

لكن الولايات المتحدة أعربت عن ثقتها بأن الموقف في الرمادي لن يبقى على ما هو عليه طويلا. فقد قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، متحدثا من كوريا الجنوبية، إنه مقتنع بأن القوات التي ترسل إلى المنطقة ستتمكن من تغيير الوضع هناك في غضون الاسابيع القادمة.

يذكر ان قوات “الحشد الشعبي” التي تحظى بدعم من إيران لعبت دورا مهما في “تحرير” مدينة تكريت من أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” في أبريل/ نيسان بعد ان استعانت بها قوات الأمن العراقية. لكن استخدامها أثار قلقا لدى الولايات المتحدة وغيرها.

وكانت هذه الميليشيات قد سحبت من تكريت بعد ورود تقارير عن قيامها بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق.

وفي هذه الأثناء، وصل وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، إلى بغداد في زيارة متفق عليها قبل التطورات الأخيرة في الرمادي.

ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إن الحكومة العراقية كانت تخشى من أن يؤدي دخول الميليشيات الشيعية الى مدينة الرمادي السنية الى مضاعفات طائفية خطيرة.

وكانت قوات الجيش والشرطة العراقية قد هربت من الرمادي بشكل فوضوي بعد أيام من القتال الضاري.

وجاء في بيان نسب الى تنظيم “الدولة الاسلامية” أن مسلحيه “طهروا المدينة تماما”، مضيفا أن التنظيم نجح في السيطرة على معسكر الفرقة الثامنة بما فيه من دبابات وقاذفات صواريخ تخلي عنها الجنود الفارون.

وعلمت بي بي سي من مصدر عليم في مكتب محافظ الأنبار أن الرمادي الآن تحت سيطرة التنظيم بشكل تام، وأن كل القوات الحكومية قد انسحبت منها.

وقال ضابط بالجيش العراقي لبي بي سي إن معظم القوات المنسحبة قد تجمعت في معسكر في الخالدية الى الشرق من الرمادي رغم الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي بالصمود في مواقعها.

وقال الضابط إن القوات الحكومية كان يعوزها العتاد اللازم لمواجهة هجوم مسلحي “الدولة الاسلامية.”

وتقول التقارير إن القوات العراقية فرت عقب تعرضها لسلسلة من الهجمات الانتحارية يوم الأحد.

فقد ضربت 4 هجمات انتحارية متزامنة قوات الشرطة التي كانت تدافع عن منطقة الملعب جنوبي الرمادي. وفي وقت لاحق، قاد 3 انتحاريين آليات مفخخة الى بوابة مقر قيادة عمليات الأنبار العسكرية.

ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة العراقية إن خسارة الرمادي تعتبر هزيمة كبيرة بالنسبة للحكومة أصابت المسؤولين العراقيين بالهلع.

وتقول منظمة الهجرة الدولية إن نحو 8 آلاف شخص قد نزحوا من الرمادي في اليومين الأخيرين.

من جانب آخر، قال ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاثنين إن طيران التحالف شن 19 غارة على مواقع وآليات تابعة لتنظيم داعش في الرمادي وحولها في الأيام الثلاثة الماضية.

وقال الناطق إن “التحالف زاد من مستوى الدعم الذي يقدمه في الرمادي اليوم من أجل تلبية كل طلبات قوات الأمن العراقية”، مضيفا أن الغارات استهدفت مواقع وآليات مدرعة ومباني.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن