الغارديان: إيران الرابح الأكبر من هزيمة “داعش” بالعراق وسوريا

داعش

 

اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية، في افتتاحيتها، أن إيران هي الرابح الأكبر من هزيمة تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، مشيرة إلى أن مدينة الرقة، التي كانت تعتبر عاصمة التنظيم، والتي سقطت الأسبوع الماضي بيد قوات سوريا الديمقراطية، وإن كان مثّل نجاحاً للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، فإنه من غير المعلوم ما ستؤول إليه الأمور في منطقة متغيرة.

وقالت الصحيفة إنه من السابق لأوانه القول إنه تم القضاء على تنظيم الدولة في سوريا بشكل كامل؛ فلا تزال هناك العديد من الجيوب التي تشهد وجوداً لمقاتلي التنظيم، خاصة على الحدود العراقية-السورية؛ ومن ثم فإنه من غير المرجح أن يختفي هذا التنظيم عقب استعادة الرقة.

واعتبرت أن حديث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أن استعادة الرقة تعدّ انتقالاً سياسياً بارزاً في المشهد السوري، إنما هو سخرية جوفاء؛ لأنه لا وجود لهذا التحول في دمشق.

وبحسب “الغارديان”، فإنه “لا يمكن القول إن المنطقة الآن هي أقرب للاستقرار فضلاً عن السلام، ففي الوقت الذي استُعيدت فيه الرقة السورية، فإن مدينة كركوك المجاورة بالعراق شهدت هي الأخرى عملية عسكرية ولكن مختلفة، فلقد استعادت القوات العراقية المدينة من قبضة القوات الكردية التي تسيطر عليها منذ عام 2014 بعد معارك مع تنظيم الدولة، وذلك عقب إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء عدّته حكومة بغداد غير دستوري، لتتقدم القوات العراقية، المدعومة بالمليشيات الإيرانية، لاحتلال المدينة وطرد القوات الكردية منها”.

وتتابع الصحيفة القول: “في الوقت الذي حققت فيه القوات الكردية السورية انتصاراً واضحاً في الرقة بدعم أمريكي، فإن الأكراد سُحِقوا بمدينة كركوك، ما يجعل الفوضى تعيد رسم المنطقة من جديد؛ ففي حين بدأ تنظيم الدولة ينحسر فإن جماعات محلية مسلحة تسعى إلى ملء الفراغات التي خلفها التنظيم، الأمر الذي يؤدي إلى تحالفات متغيرة على الأرض وإعادة رسم الخرائط والخطوط على الرمال متبدلة، وهو ما يصعب التنبؤ بمآلات الأمور”.

القوات الكردية والعراقية، اللتان تحالفتا ضد تنظيم الدولة، كلاهما تلقى تدريباً وتجهيزاً أمريكياً، ولكن الآن بدأت عملية القتال بينهما، وفي الصحراء الشرقية لسوريا تتنافس جماعات مسلحة بعضها مدعوم من أمريكا والآخر من إيران، حيث خاضا حرباً مشتركة ضد تنظيم الدولة، ولكن تحالفهما لن يستمر طويلاً بعد القضاء على تنظيم الدولة.

وتخلص “الغارديان” إلى القول إن هناك قوة إقليمية وحيدة مستفيدة من كل ما يجري؛ ألا وهي إيران، ففي ظل انتشار وكلائها العاملين على الأرض ومع زيادة تأثيرها في كل من العراق وسوريا ولبنان، باتت إيران المستفيد الأكبر من الفوضى التي خلفتها الأخطاء الأمريكية وسوء التقدير. واليوم بات يُنظر إلى التهديدات الأخيرة التي وجهها ترامب إلى إيران على أنها محاولة أمريكية للرد، خاصة أن واشنطن تعلم أن لدى إيران قدرة على خلق مشاكل أكبر لأمريكا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن